-الفصل الأربعون-

1.9K 88 72
                                    

رجاءً لا تنسوا الضغط على زر النجمة قبل البدء في القراءة 💕

____________________________

لم تستطع أبداً أن تجلس لدقيقة واحدة بعد رحيله.. كانت تشعر بالإختناق..كمن تمَّ استنزاف روحه بكل قسوة..ليحيلوا جثته المهشمة إلى مجرد حطام !

وجدت نفسها تستقل سيارتها لتنطلق بعنفٍ غير عابئة بأيِّ شيءٍ في هذا العالم..سوى ذلكَ الألم الذي رزح فوق قلبها و الذي خلفته كلماته..لكن هل تعلمون أكثر ما كان يخيفها ؟..أن تصبح كل تلكَ المشاعر التي ظنتها خالدة يوماً ما محض سراب!

أن تفقد نفسها للأبد..نفسها التي كانت تحفزها على الغفران..هي نفسها التي تذكرها الآن بكل خبث بكلماته..

ليتولد شعور بشع بداخلها ناحيته..معلنة بكل جوارحها أنها قطعت خطوتها الأولى في طريق كرهه..هي تشعر بالفعل أنها سئمت من كل شيء..الآن كل ما تريده هو التخلي و الهروب!

كانت السيارة تمشي بغير هدى في منتصف الطريق المكتض..بينما دموعها اتخذت سبيلاً مختلفاً فما انفكَّت تسقط ساخنة فوق قلبها تماماً..لتقتل صمودها و تكبح عينيها عن تمييز ما تراه أمامها بوضوح..

و فجأة..بعد دقائق طالت دون أن تهتم بحساب عددها كانت السيارة تتوقف في جانب الطريق مصدرة صريراً عالياً..

بينما ارتفعت أنظار مروى لتقف على ذلكَ التجمع الغريب..حيث اصطفت مجموعة من السيارات عشوائياً في منتصف الطريق..بعد أن خرج أغلب أصحابها مشكلين دائرة صغيرة مانعين عنها الرؤية!

طرفت مروى برموشها المبللة و هي تشعر بأن هذا المشهد مألوف..نعم!..لقد كان نفس المشهد مجدداً.. ذلكَ المشهد الذي يخيم في عقلها منذ سنين..و الذي ما لبث أن تكرر معها مراراً و تكراراً..

لكنها اليوم..اليوم بالذات لن تفقد وعيها صدمة و لا جزعاً..اليوم ستتوقف عن كونها تلكَ الفتاة المدللة التي وصفها بها و تتحدى أكبر خوفٍ لديها على الإطلاق..

لذا و بدون أن تفكر أو تشعر..كانت تفتح الباب لتتقدم عدة خطواتٍ شبه مترنحة بكعبها الطويل إلى أن توقفت بينهم لتسد تلكَ الفجوة في دائرتهم ناظرة إلى ما ينظرون له..

و ارتجفت أناملها و جميع حواسها لا إرادياً و هي ترى جثة دامية لرجل يبدوا في عقده الرابع ربما..فتلكَ الكدمات و الدماء التي لطخت وجهه و ثيابه كانت تحجب كل ملامحه عن الجميع تقريباً..إلَّا عن عائلته فهم سيستطيعوا التعرف عليه بكل سهولة بالطبع!

هل قالت قبل قليل بأنها لن تفقد وعيها ؟!..هل عزمت بأنها تستطيع أن تتخطى ذلكَ الماضي بكل سهولة ؟!!..

لماذا تشعر بأنفاسها تتدافع بمثل هذه القوة المهلكة إذاً؟!!..ما سبب ذلكَ الإنقباض الذي يجتاح قلبها..و كأنما الشخص يخصها..و كأنها تقابل جثة أمها أو أبيها اللذان خسرتهما منذ زمن!

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن