-الفصل الرابع و العشرون-

1.5K 66 14
                                    

لم يصدق عينيه و هو يتوقف أمام حلمه المستحيل.. و الذي أتاه على طبق من ذهب بدون أدنى تعب !!!

نظر لفريد الذي كان يجلس مسنداً ركبة إلى الأخرى فوق أريكة جانبية بمنزل سهيل..بينما أثير الشبه فاقدة لوعيها فوق الكرسي المقابل له..

بعد أن وضعها هناك ليقيد يديها الإثنتين مع طرفي الكرسي..هتف سهيل -الذي كان وجهه عبارة عن خريطة مشوهة مكونة من الكدمات- بظفر ؛

_لا أصدق..لا أصدق أنها باتت بين يداي !!

كان يضرب يداً مع الأخرى أثناء هتافه بدهشة سعيدة..قبل أن ينظر لفريد بعينين تبرقان هاتفاً في محاولة لإنتقاء كلمات تكفي في مدح ذكائه ؛

_أنتَ..أنتَ..داهية !!!!

عاد ينظر لها للحظاتٍ بعينيه العابثتين بينما فريد يراقبه بنظرات لا تحمل أي تعبير سوى البرود..إلى أن فتح فمه ليقول ما إن رأى سهيل يقترب منها بعينيه اللتان تفضحان نواياه ؛

_توقف !!!!

نظر له سهيل بحاجبين منعقدين بعدم فهم..فقال فريد و هو يستند إلى ركبتيه بمرفقيه بتحذير جامد ؛

_لا تحاول حتى أن تلمس شعره واحدة منها !!

الآن استحالت عينا سهيل إلى مستنكرة و هو يهتف ضاحكاً بسخرية ؛

_هل تمزح معي ؟!!

هز رأسه و هو يقول متمتماً بنفس الضحكة ؛

_مزحة جيدة..مزحة جيدة جداً !

_لست أمزح !

قال فريد بنفس النبرة..فتلاشت الضحكة من ملامح سهيل لينظر له بحنق الآن هاتفاً ؛

_لا تمزح !!!! لماذا جلبتها إلى هنا إذاً ؟!!!

قال فريد بكل استرخاء و هو يعود ليرتاح في مقعده ؛

_لأنني لم أجد مكاناً مناسباً أكثر من منزلك لإخفاءها !!

نظر له سهيل باستنكار..فقال فريد مستأنفاً بوجه ممتقع ؛

_لا أحد سيخطر بباله أن الآنسة أثير الرفاعي بفخامة لقبها قد تكون هنا..في منزل " متشرد " مثلك !!!

احتدت نظرات سهيل من لفظ " متشرد " فوجد نفسه يقول بغضب شديد من بين أسنانه ؛

_راقب ألفاظك !!!

لكن فريد لم يبالي..بل كتفيه بغير اهتمام..فزفر سهيل ببعض التوتر و هو يقول مشيراً بيده إليها ؛

_لماذا اختطفتها إذاً ؟!!! بماذا ستنفعك ؟!!! ما علاقتك بها أصلاً ؟!!!!

انعقد حاجبيه بشدة و هو ينظر مذهولا لفريد الذي انفجر ضاحكاً و كأنه لم يسأله سؤالاً معقولاً..بل ألقى نكتة شديدة السماجة ليجعله يضحك بهذا الشكل !!!

إلى أن تمالك فريد نفسه ليقول مستهزئاً دون أن تختفي الضحكة المذهولة تماماً ؛

_ما علاقتي بها !!!!

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن