من الأشياء الجميلة التي يضيفها لنا الزواج أيضاً..هو تلكٓ الضجة التي تملأ البيت بأصواتٍ صاخبة سعيدة و ضحكاتٌ متألقة ما إن يجتمع أفراد العائلة التي كانت متواضعة العدد حتى يوم الأمس..
لكنها اليوم فقط..تحولت إلى عائلة كبيرة جداً.. سعيدة..متألقة و متماسكة إلى حد مذهل..سعادة الفوز بإخوة جدد..أصدقاء جدد..و حتى آباء و أبناء جدد!
سعادة العثور على شريكِ الحياة الذي يجعل من صعابها أهون و من معضلاتنا أبسط و أخف على أفئدتنا!
كان المنزل ممتلئ جداً..كل لحظة هدوء قاتم شعر بالحزن لأجلها قبل دقائق تداعت الآن و ما حل محلها ضجيج محبّب..حتى الخادمة التي ذهبت عازمة على أخذ ما تبقى من اليوم كراحة لها..كانت الآن تنحني على الطاولة الكبيرة التي تحتل البهو لتقدم فناجين القهوة لكل واحد منهم بمساعدة زميلتين معها..
حتى السيدة نجوى و السيدة خنساء والدة أثير أتت باتصال من أثير برفقة زوجها و ابنتها..و ها هم ذا يجلسون كل في مكان منفصل..آلاء تدس نفسها عنوة في الفراغ الصغير بين رؤى و أثير..و خنساء تجلس في نفس الأريكة مع والدة فادي..
و زوجها في أريكة منفصلة..و هذا الأخير كان طوال الوقت منشغلاً بالتحدث مع بدر..و للمرة ثانية..و كأن الزمن يعيد نفسه..كان مروان و عصام يجلسان في مقابل رؤى و أثير..
و مجدداً..يشعران بأن مسافة المترين بين مكان جلوسهما و جلوس الاختين..أميال طويلة جداً!
الشخص المحظوظ الوحيد هنا..الأكثر حظً بين الثلاثة اليوم..كان فادي الذي جلس بجانب مروى..لكن هذه الأخيرة لم تكن تبدو سعيدة مثله بقدر ما كانت تبدو محرجة من تصرفاته اليوم..حتى أنها رمقته من طرف عينيها بغيظ حقيقي حينما همس لها بشيءٍ ما في أذنها!
لكنه كان حريصاً على أن يبقى متحكماً في مسار يده..فكان يكتفي بتلكٓ النوايا المزعجة في مشاكستها بأن فرد ذراعيه على طول الأريكة خلفها..و هذا يجعله يبدو و كأنه يضم كتفيها بدون أن يضمها فعلاً..
لولا أن ذراعه نفسه كان يتمرد في لحظاتٍ ما فيسقط على كتفيها بتعمد ثم...قبل حتى أن تستوعب الأمر يجدها تتملص منه بعينين متسعتين تكتمان غضباً حقيقياً منه..ستقتله..ستقتله لا محالة لو استمر معها على هذا المنوال!
الشيء الوحيد الذي يجعلها هادئة حتى الآن بجانبه هو انشغال الكبار بالتحدث عنهما..و انشغال مروان و أخيها بأفكار...مشابهة للأسف!
رغم ذلكَ فلم تحاول أن تمنع نفسها من الاستمتاع بالأجواء الدافئة هنا..لطالما كانت تحِب مثل هذه الجلسات العائلية..لهذا حرصت دائماً على أن تحافظ على عادة جدها و عمها نور الدين لسنواتٍ طويلة بعد موتهما..
و يبدو بأن هناكٓ عادة جديدة أجمل بكثير ستتشكل بين أفراد عائلتها الكبيرة المتواجدة هنا..عائلة حقيقية جداً لدرجة أن تشعر بالانتماء لها أكثر من شعورها نحو أفراد العائلة الذين كانوا يحضرون كضيوف كل جمعة في القصر الكبير!
أنت تقرأ
وهم الكبرياء (مكتملة)
Romance• صحفية ناجحة • رجل أعمال مرموق • باردة الطباع • مغرور • تكتب عنه مقالاً يسِيء لسمعته فيقرّر الذهاب إلى مقابلتها و توبيخها.. • و إذا به يقع في حُبها من أول نظرة ! •••••••••••••••••••••••••••••• " أخشٓـى أن أمنـحٰ عينيـكِ وصْـفاً فأظلمٰـها ! " •••••...