-الفصل السابع و الأربعون-

2.5K 79 55
                                    


رجاء لا تنسو الضغط على زر النجمة قبل البدء في القراءة 🖤

_________________________

_هل هكذا سيكون الوضع بعد الآن ؟ تشيحين بوجهكِ كلما رأيتني و تهربين من المواجهة كالـ-جبانة- كلما وقفت أمامكِ !!

استفزتها تلكٓ الكلمة التي نطقها ضمن جملة لا تعني لها شيئاً..تلكٓ الكلمة التي لا تليق سوى برجل "جبان" مثله..فتوقفت فجأة في منتصف طريق ابتعادها عنه..

توقفت على بعد خطوات معدودة منه لـم تقطع غيرها..قبل أن تأخذ نفساً طويلاً و تلتفت إليه مجدداً..لتقول بنبرة جامدة..تنطق كل حرف على حدا من بين أسنانها ؛

_الجبن هو صفتكٓ المكتسبة المميزة..إياكٓ أن تجرأ على نسبها إلى شخص غيرك !!!

لقد كانت تظن بأنها ستقابل ملامحاً باردة كما ظهر في صوته ما إن تلتفت نحوه..لكن ملامحه بدت على النقيض تماماً..حتى أنها شكت للحظة في أن تكون قد سمعت تلكٓ الجملة منه..

كانت عينيه متألمتين..يخيل إليها حينما تنظر لهما بأنه ليس نفس الشخص الذي عرفته و اشتغلت معه لفترة طويلة..عينيه فقط من كانتا تمتلكٓان هالة ضبابية تجعله مكشوفاً لقلب يعرفه كقلبهـا..

كالعادة لا يمكنه أن يبدوا في حلة غير أنيقة بشكل مبالغ به حتى في لحظات مثل هذه..و كعادة خفقات قلبها لا يمكنها إلّا أن تعصف كالرعد بداخل قفصها الصدري في كل مرة تنظر لـه..تلكٓ الخائنة !

رأته و هو يقترب منها بهدوء..و سمعت صوت خطوات حذائه و هو يرتطم في الأرض الخشبية مرسلة إلى قلبها قشعريرة غريبة..

كانت تخشى أن تنهار باقترابه منها كل قناعاتها الضعيفة..تخشى أن يكون الفوز لعبراتها في معركة تكون فيها هي الخاسرة الوحيدة في جميع الأحوال.. سواءً اقترب أو لا !!!

فلم تشعر بيدها التي ارتفعت لتصنع حاجزاً وهمياً تمنعه به من الإقتراب أكثر..من الضغط على مواطن ضعفها المتمثلة به..بهالته من حولها و أنفاسه..

ثم همست تلهث أنفاسها محاولة أن يخرج صوتها المرتجف ثابتاً ؛

_إياك..إياكٓ أن تقترب مني !!!

توقف عصام مكانه على بعد أقل من خطوتين منها.. بدون أن يزيح عينيه عن عينيها..فأخفضت يدها ببطءٍ..و ظلت صامتة تنظر له بطريقة غريبة لثوان.. قبل أن تهمس عاقدة حاجبيها بشدة ؛

_كنت أنت..أليس كذلك ؟ لقد زرتني في المشفى ذات ليلة !

كانت شبه متأكدة من أنه زارها..ذلكٓ الشعور الذي اختلجها ذلكٓ اليوم لا يمكن أن يكون كاذباً أو زائفاً..

لم تتوقع منه أن ينكر كذباً..و هو لم يحاول الإنكار أبداً..بل قال يجيبها بكلمة واحدة بصوته الذي تسمعه مهتزاً بهذا الشكل لأول مرة رغم ثبات ملامحه الدائم الزائف..

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن