الفصل الثالث والعشرون

135 9 4
                                    

سديم باستغراب: أنت أخو أبوي؟

أبو مهند يهز راسه بالإيجاب: نعم.. انتو أكيد استغربتوا ومو مصدقين هالشيء لأنه أبوكم أكيد ولا في مرة تكلم عني!

سديم بهدوء: إيه صح

أبو مهند تنهد وقال: السالفة طويلة يا سديم وأنا أكيد بقولكم ياها ومن حقكم تعرفونها! (وكمل) من قبل 22 سنة، عبدالله قرر يتزوج جواهر بس أبوي رفض! لأسباب أي رجل عنصري يتحجج فيها، منها انها مو من طبقتنا ولا من مستوانا وانها بنت لعائلة فقيرة! صار خلاف كبير بين أبوي وعبدالله اللي كان متعلق فيها ومتمسك برأيه! انتهى الخلاف بأنه أبوي تبرأ من عبدالله وطرده من البيت وحرمه من أنه يورث شيء من بعده!!!!

سديم عقدت حواجبها وهي منسجمة مع السالفة اللي جرحتها من صدق!!!

أبو مهند يكمل بحزن: سمعنا بعد كم يوم انه تزوج من جواهر وبنى له بيت على قد حاله واستقر فيه، ومن بعد كم سنة سمعنا انه جاب بنت وسماها سديم!!!!

سديم بلعت ريقها ودمعتها تنزل!

أبو مهند: وبعد كذا ما سمعنا عنه أي خبر ولا عرفنا شيء وأبوي الله يهديه فرق ما بيننا ومنعنا اننا نشوفه وإلا يشوفنا وإلا نكلمه وإلا نتواصل معه بأي شكل من الأشكال! وقال اللي يسوي كذا ماني براضي عليه لا دنيا ولا آخره! وبعد سنواات سمعنا بموت عبدالله وجواهر بحادث! ومن سمع جدكم الخبر مرض مرض شديد ما قدر يتحمله وتوفى الله يرحمه

سديم دموعها تنزل بصمت ومن داخلها تبكي بقووة من القهر والحزن، جدها كان يكره أبوها وطرده من البيت وتبرأ منها! يعني تبرأ منها هي وخوانها!! ما كان يحب أمها! بسبب وشو؟ بسبب الحب؟.. الحب الصادق اللي كان بين أمها وأبوها!

أسيل بقهر وبصوت منخفض: الله يلعن هالعنصرية والطبقات!!!

أبو مهند وخاطره مكسور على عيال أخوه: أنا من جيت من بيروت قلت لازم أدور عليكم، لعل وعسى أعرف وين مكانكم، أنا من شفتك يا سديم طالعه من السوق وراكبه التاكسي رحت وراكم! عشان بس أوصل لعيال أخوي الله يرحمه!

سديم بنبرة بكاء: وأنت يا عمي؟ وش بتسوي الآن؟

أبو مهند ناظر البيت وبعدها قال: لو تبون أجيبكم لبيتي تعيشون فيه عادي ما عندي مانع أبد أحطكم بعيني قبل لا أحطكم ببيتي!

سديم وأسيل بصوت واحد: لا يا عمي

سديم بسرعة: حنا مرتاحين في ذا البيت وما نبي نثقل عليك يا عمي

أبو مهند بزعل: تثقلون علي؟ هه اللي يسمعك يا سديم يقول اني كل شيء مقدمه لكم وفي الحقيقة أنا مقصر بحقكم كثيير! الله يعلم وش كانت حالتكم ووش اللي مريتوا فيه! وأنا عمكم أخو أبوكم لازم أوقف معكم وأكون لكم السند!

سديم مسحت دموعها بهدوء وقالت: يا عمي ما تقصر.. بس حنا عادي ب نبقى بهالبيت

أبو مهند بجديه: اسمعي يا سديم (وطلع من جيبه ظرف) اخذي هالمبلغ وخليه عندك، وأي شيء تحتاجونه ما يردكم عني شيء! بعطيكم رقمي تتواصلون معي وبجي أزوركم لا تخافون

رواية حط يدك بيدي • مكتملة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن