بارت 09

250 17 3
                                    

حاولت كبح دموعها تتحس إطار صورة والدتها اقترب منها جيمين ليردف بنبرة ثابتة و هادئة :
هاذا منزل والدتك لقد تركته باسمك كهدية ليوم تخرجك و بما أنها توفت لم تستطع أن تخبرك كما أن زوجها ذاك أخفى عنك الأمر أراد الإستيلاء عليه لكن أصحاب العقار لم يسمحوا له...
عندما سمعت يوجين كلامه أردفت بنبرة مهتزة :
أمي اشتغلت كثيرا و ضحت لأجلي حتى أنها اشترت منزلا و كتبته باسمي...أنا...أنا....ااه... أمي أنا حقا أشتاق لك..
انهمرت دموعها التي حاولت كبحها عضت على شفتها تردف بهمس :
أمي !! اشتقت لك أمي!..
وضع جيمين يديه بجيوبه ليخرج و يدعها وحدها فهي تحتاج لبعض الوقت و قف أمام باب المنزل يراقب تساقط المطر الذي بدأ بينما يوجين دخلت للغرفتين تحاول استشعار ما تركته والدتها لها وجدت كل شيء يخصها وجدت ألبوم صورها و بعض الملابس التي اشترتها لها و بعض الشكولاه المفضلة لديها وجدت عدة ملاحظات لأجلها واحدة قرب المكتب و أخرى بمرآة الحمام و واحدة على خزانة الملابس و أخرى على الثلاجة انهارت أرضا تبكي بحدة أرادت إخراج كل ما تشعر به من اشتياق و ألم عبر البكاء بعد مدة طويلة دخل جيمين ليجدها منهارة أرضا قرب السرير جلس على ركبتيه قربها ليجذبها لحضنه بينما هي لازالت تبكي بدأ يمسح على شعرها بينما يردف :
اشششش حبيبتي اهدئي والدتك تريد رؤيتك سعيدة لا حزينة و أنا أيضا ألم أخبرك أنني لا أريد رؤيتك تبكين هممم..
أغلقت عينيها تستشعر دفئه و تستنشق عطره هدأت قليلا لتردف له بتعب :
أنا حقا أشكرك جيمين شكرا لك كثيرا..
أبعدها عنه ليتسنى له رؤية وجهها نظر لعينيها الذابلتين من البكاء مسح دموعها بلطف ليردف :
لا تشكريني فأنا سأفعل أي شيء من أجلك يوجين..
استشعرت صدق كلماته التي اتخذت مكانا عميقا بقلبها ابتسمت له بارتياح ليبادلها، غادرا المنزل ليردف لها :
إن رمز المرور هو تاريخ ميلادك..
أومأت له تبتسم أرادت سؤاله كيف عرف لكنها لم تفعل فتح المظلة التي أحضرها معه ليتحرك لكنها أوقفته بمسكه من ذراعه نظر ليدها الصغيرة ثم لها فهمها ليتوقف مكانه و ينزل المظلة ساد الصمت قليلا لتقاطعه يوجين تتحدث بهدوء :
كم أعشق رائحة التراب المبلل بالمطر..
بدأت تستنشق رائحته لتتنفس براحة كانت شاردة بالمطر لتردف دون شعور :
يتخللني شعور غريب مؤخرا غريب حقا هاذا الأمر لما أشعر بأن هاذا الشتاء دافئ ؟!..
نظر لها ليعيد نظره نحو المطر بينما يبتسم أنزلت نظرها فيبدو أنها علمت السبب التفتت له تتأمله لتردف بينما تبتسم :
أظنني علمت السبب..
استدار لها لتلتقي أعينهما و لأول مرة نظرت له بحب و شرود بادلها هو الآخر لحظات حتى اقترب منها يأخذ شفتيها الباردتين بين خاصته يدفئهما ترك المظلة تسقط من يده ليجذبها من خصرها و يلصقها بجسده قبلها برقة و بدفئ كانت قبلة جميلة لم يسبق له أن قبلها هكذا تذكرت ما قاله صديقها لتحاول مبادلته حركت شفتيها قليلا لتبدأ بمبادلته لحظات حتى انغمست في القبلة و تبادله شعر بها جيمين ليبتسم وسط القبلة دامت لدقائق حتى فصلاها احتياجا للهواء كانت أدفئ قبلة شعرا بها تحت ذلك المطر ابتسم لها بحب لتبادله بخجل طفيف بدأ يتوقف المطر ليلاحظه حمل المظلة ليردف :
هيا لنذهب..
أومأت له ليشابك يده بخاصتها صعدا للسيارة ليقود نحو المنزل كانت يوجين سعيدة جدا بتقدمها اليوم شعرت و أخيرا أنها تستطيع التعبير عن نفسها دون خجل بينما جيمين كان قلبه يتراقص على أنغام السعادة المطلقة ظلا صامتين حتى قاطعته هي تريد إخراج ما يجول بعقلها :
أريد أن أسئلك عن شيء ؟..
التفت لها يردف بلطف :
اسألي..
أكملت تقول :
عن والديك ؟ هل يزالان على قيد الحياة ؟..
تغيرت ملامحه للبرود لم يجبها لذا ظنت أنهما ميتين قطبت حاحبيها بقلق تريد التحدث لكنه قاطعها يجيبها :
أجل لايزالان على قيد الحياة..
سألته باستغراب :
لكن لما لم أراهم بحفلة البارح ؟..
كونهما والديه يجب أن يحضرا لخطبة ابنهما أجابها بنفس النبرة :
لقد قطعت علاقتي بهما منذ مدة..
قطبت حاجبيها تحارب لتجمع شجاعتها استدارت له لتتحدث بجدية :
لا أريد أن أتدخل لكن لا يجب عليك فعل ذلك فوالديك يبقيان والديك مهما فعلا من خطأ خاصة الأم هي تبقى الأم مهما عملت وحتى لو ظلمتك هي أمك لا يجب أن تضيع فرصة رؤيتها بينما لا تزال على قيد الحياة لأنك ستندم بعد ذلك و أنا آسفة جيمين إن تدخلت...
لوهلة شعر جيمين أن الفتاة التي تجلس بجانبه ليست يوجين مرة أخرى قد استجمعت شجاعتها لتتحدث و هاهي تهتم به و تتدخل بحياته كان من الداخل كل عضو من جسمه ينبض من السعادة لكنه لا يظهر شيئا من الخارج كانت ملامحه باردة فكر طويلا بما قالته ليتحسس معنى كلامها و أنه معها حق في كل كلمة قالتها ظل صامتا بينما يوجين استدارت عندما لم تلقى منه أي رد وصلا للمنزل لينزلا و يدخلا ذهب جيمين للحديقة بينما يوجين كانت تنظر له تنهدت بقلق ثم صعدت للغرفة غيرت ملابسها و حملت حاسوبها لتجلس فوق السرير تفحصته كي تعمل على بحث طلبه منهم البروفسور مرت ساعة بالكامل و جيمين لم يدخل بعد للغرفة وضعت يدها على فمها من القلق تفكر به كانت تفكر إن أخطأت بالكلام أو شيء من هاذا القبيل وضعت حاسوبها جانبا كانت ستنهض لتطمئن عليه لكنه دخل فجأة وضع معطفه لينزع سترته و قميصه و يدخل للحمام كي يستحم عادت لمكانها فقد استشعرت بروده لذا لم تستطع التحدث إليه عادت لعملها رغم أنها لم تركز جيدا حتى أنها كتبت اسمه عدة مرات في بحثها شهقت تصفع جبينها لتحذف اسمه و تكمل الكتابة توقفت فجأة تفكر في ما ستقوله أرادت الاعتذار منه ظنا منها أنها مخطئة بينما جيمين يقف تحت الماء الساخن يفكر في ما قالته له أراد حقا رؤيتهما فقد اشتاق لهما لكن ما فعلوه له يمنعه من فعل ذلك بدأ يستحم لعله يزيل تعب تفكيره الطويل خرج ليجدها تعمل على حاسوبها أطالت النظر به ليفعل هو أيضا المثل أرادت التحدث لكنها أنزلت نظرها للحاسوب تكمل عملها ذهب لغرفة الملابس لتتنفس بصعوبة تردف بهمس :
لما هو مثير هكذا ؟ اااه قلبي سيتوقف!..
ارتدى ملابسه حمل هاتفه يريد الذهاب لمكتبه لكنها أوقفته تناديه :
جيمين !..
تردد صوتها بمسامعه و كم أحب نطق اسمه بشفتيها اقتربت منه بينما كان يدير ظهره لها تنفست لتتحدث :
أنا آسفة بشأن ما قلته آسفة لأني تدخلت..
قاطعها يردف :
لنذهب لزيارتهما..
صدمت تردف :
هاااه ؟! حقا ؟..
أجابها بهدوء :
امم لقد فكرت جيدا فيما قلته لي..
استدار يكمل :
سأذهب لمكتبي أريد البقاء وحدي لكي أفكر..
حزنت كونه أول مرة يريدها أن تبقى بعيدة عنه أومأت له تبتسم بدفئ تنهد لأنه لم يستطع مبادلتها الابتسامة رغم أنها جعلته سعيدا من الداخل فتح باب الغرفة ليغادر تنهدت بقلق عليه لتعود لعملها حاولت التركيز رغم أن ذلك كان صعبا عليها فهي قلقة عليه نفت برأسها تركز ببحثها أنهته و أخيرا لتجد الساعة السابعة مساءا توسعت عيناها تردف :
وااه لقد مر الوقت بسرعة لم أشعر به..
راجعته لتصحح إن كان هناك خطأ ما ثم بدأت تتدرب على قراءته بصوت عالي فرغم أنها خجولة إلا أنها شجاعة فيما يخص الدراسة و مجدة احتاجت شيئا دافئا ترتشفه لتنهض و تذهب للمطبخ مستغلة الوقت لتتحرك فقد جلست كثيرا ابتسمت للخادمة مردفة :
كوب شكولاه دافئ من فضلك..
أومأت لها مسرعة تردف :
حاضر سيدتي..
كانت تفكر بجيمين و ما يفعله لذا نادت رئيسة الخدم لتسألها :
سيدة كيم مالذي يفعله جيمين ؟..
أجابتها بقلق :
لقد ذهب لمكتبه كالعادة لكنه بعد مدة نزل للقبو ليأخذ زجاجة نبيذ و دخل للمطبخ ليأخذ كأسا لا أعلم مالذي يقلقه..
استغربت يوجين لتسأل :
لماذا تقولين هكذا ؟..
أجابتها السيدة :
إنها عادة السيد جيمين إن كان قلقا يشرب النبيذ..
شكرتها لتعود الأخرى لعملها وضعت يدها على فمها تفكر مالذي ستفعله قاطعت شرودها الخادمة تضع كوبها أمامها شكرتها لتنهض و تتجه نحو مكتبه دخلت لتجده جالسا يقابل النافذة بينما يمسك كأسه بيده و يرتشف منه لم يلتفت لها لأنه علم أنها هي فقط من ستقتحم مكتبه كما اقتحمت قلبه اقتربت منه أكثر بينما تألم قلبها لرؤيته هكذا ظلت تفكر أنه ساعدها و وقف بجانبها عندما احتاجت شخصا يقف بجانبها لذا أرادت أن تكون هي من تقف بجانبه اقتربت منه حتى وقفت أمامه كانت ملامحه باردة و مبهمة أخذت كأسه من يده برفق لتضعه فوق المكتب ثم عانقته أجل و لأول مرة تعانقه بحنان و دفئ وضعت رأسه على بطنها تمسح على شعره أغلق جيمين عينيه يستشعر حنانها رفع يديه ليمسك بذراعها التي تعانقه بها بلطف ظل هكذا لمدة طويلة لأكثر من عشر دقائق ابتعدت عنه بينما فعل المثل جلست قرفصاء تمسك بيده تسأله بقلق :
هل أنت بخير ؟..
هو حقا لم يعرف بما سيرد عليها فلأول مرة تتقرب منه لقد كان حضنها أكثر من كاف لجعله بخير لكنها سألته أيضا لم يستطع التعبير فقد خانته كلماته ظلا ينظران لبعضهما البعض فقط دون قول شيء كانت النظرات كافية بالنسبة لهما ليفهما بعضهما ابتسمت له حين استشعرت أنه أصبح بخير بادلها بلطف لتنهض و تمسك بيده نهض هو الآخر حملت هاتفه لتجره من يده لم يستطع فعل شيء سوى اتباعها خرجا للحديقة لتضع هاتفه بجيب سرواله نظرت للسماء لتردف له بينما هو كان غارقا بها :
انظر للسماء كم هي جميلة..
حول نظره للسماء يبتسم بدفئ بينما يتأمل القمر اقتربت منه لتطبع قبلة لطيفة على خده توسعت عيناه بينما قلبه سقط بين رجليه أقسم أنه كاد يهوي به جسده للأرض نظر لها بصدمة بينما هي بادلته بخجل لتنزل نظرها للأرض تلعب برجلها بدأ المطر يتساقط بخفة لتصرخ بينما بدأت تجري تحته محاولة التهرب من الموقف :
واااه إنه المطر !!..
رفه يده يتحسس مكان القبلة بينما عيناه تلمعان و قلبه يخفق بشدة قهقه على تصرفاتها الطفولية ليصرخ عليها :
يااا توقفي ستمرضين !!..
توقفت تمثل التفكير لتخرج لسانها تغيظه قائلة :
لا أمسك بي إذا أردتني أن أتوقف !..
قهقهت لتهرب حين رأته يتجه لها بينما يردف :
تعالي إلى هنا أيتها القطة المشاغبة !..
بدأ يجري وراءها لتهرب منه في كل مرة اقترب منها كانا يقهقهان معا و يصرخان رأتهما رئيسة الخدم رفقة الخادمات لتردف بنظرة و ابتسامة دافئة :
و أخيرا لقد وجدت من يخرجك من قوقعتك بني !..
كانت الخادمات سعيدات لأجلهما، أمسكها لتحاول الإفلات منه ليردف بينما يتنفس بسرعة :
لقد أمسكتكي أيتها القطة المشاغبة...
ضحكت بحزن لأنه أمسكها ليردف :
هيا لندخل أقسم أننا سنمرض..
دخلا يضحكان مع بعضهما أردفت تصعد الدرج :
هيا لنغير ملابسنا قبل أن نمرض..
أومأ لها بينما هو توقف ينظر لها لا زال غير مصدق لما يعيشه لقد أصبح سعيدا بوجودها في حياته تنهد براحة ليصعد بسرعة وجدها دخلت الحمام تغير ملابسها أما هو غير هناك فقط أنهت لتخرج وجدته قد أنهى أيضا أردف لها بينما تجفف شعرها أمام المرآة :
هيا لنتناول العشاء...
همهمت له ليسبقها و يجلس بالطاولة نزلت هي لتجلس بمكانها ابتسمت له ليبادلها كانا في قمة سعادتهما بدأ يتناولان الطعام لتردف :
لم يبقى لعيد الكريسماس سوى أسبوع..
همهم لها يردف :
ما رأيك سنحتفل به مع والدي..
لمعت عيناها لتومئ له بابتسامة مردفة :
تبدو فكرة جيدة !..
قهقه بخفة ليردف :
يالك من طفلة..
تحولت ملامحها للاستغراب تشير لنفسها بينما تأكل أومأ لها لتنزل نظراتها لصحنها بحزن مردفة :
أنا لست طفلة !..
أجابها يغيظها :
بلى أنت كذلك أنت طفلتي و صغيرتي..
شعرت بنبضات قلبها تتسارع و بشعور جميل لنسبها له ابتسمت بخجل تأكل بصمت لاحظها ليقهقه على خجلها فقد بدت لطيفة جدا أنهيا ليصعدا للغرفة و يناما كالعادة في أحضان بعضهما.....
.
.
.
.
ستووووووووووووووووووووب 🌺🙈❤

Warm Winter || شتاء دافئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن