البارت التاسع
قاربت الشمس على المغيب في منظر اكثر من رائع، حيث تبدوا كانها تذوب في اعماق البحر ،وتختلط اشعتها الذهبية مع امواج البحر الازرق لتكون لوحه ،لا يستطيع الناظر اليها لا ان يُذهل من جمالها ، امام ذلك المنظر الخلاب، يجلس وسام وسما في شالية راقي لاحدى القري السياحية المشهورة ، حيث قامت ولدتها بحجره لهم لمدته أسبوعين مع دفع كافة التكاليف حتى تعوضها عن سفر سمر مع زوجها،
لان سما لم تتوقف عن التذمر وذهبت الى حد البكاء لانها لا تستطيع ان تذهب برحله مثل اختها ،
وان اطفالها محرومين من السفر والترفيه مثل اولاد اشقائها ، رغم فرحتها بالرحلة كثيرا، التي كان من المقرر ان تاخذ فبها امها معها ،لا ان وسام رفض وبشده ذلك، ودن ان تعترض؛ قامت سما بالتهرب من والدتها بطريقتها الخاصه .
يجلس على الاريكه المصنوعه من السعف وحوله اصدقائه واخوته، بينما امامه على الطاوله كاسات الشاي وقالب الكعك الذي صنعت سما، و هو يضحك بصوت عالي ، ويكمل قصص الاستهزاء بسامي كالعاده -تعرفون ذلك المتعجرف الذي يضن انه رجل اعمال ، كان يعمل صبي في مخبر؛ وياخذ مرتبه على شكل خبز ومعجنات ، ولان لا ياكل لا في المطاعم الفرنسيه ؛يخاف ان يقابل احد زبائنه القدامى ، واطلق ضحكه اخره زادت القهر في قلب سما ، هي من اخبرته باسرار عائلتها بل قامت بإضافة بعض التواب، لكي تحبُك قصتها ، فقد لاحظته انه يستمتع بقصصها عن فضائح اهلها كما تسميها ، ولكي تكسب رضاه قامت باخباره بأدق التفاصيل ، وهاهو يقصها على الملاء دون اي اعتبار لها ،ولا الي انه يتكلم عن خال ابنائه ….
-قاطعه احد أصدقائه :بصراحة يا وسام ،سامي لم يخجل يوماً من بدايته المتواضعه، بالعكس هو دائماً يتفاخر بيها ، وبانه استطاع ان يبني نفسه من جديد حتى بعد وفاة والده و الايستلاء على ورثه ، كان يعض على كل حرف ينطق به ليوصل له الرسالة ، التي وصلت الي سما بكل وضوح ،
بدلاً من ان يفضح سامي، ها هي لان في موقع اتهام ، نعم هي من اخذت ورثهم بل ورفعت عليهم قضيه ، رغم ان اوراقها مزوره لا ان والدتهم اجبرتهم على التنازل ، لن تقوم بسجن ابنتها ام المال فهو يذهب ويأتي ،حسب قولها لكن صلة الدم لا تنقطع ابدا .
نعم هي سرقت اخوتها وتسببت في موت والدها، بعد ان دخل شركه مع مستثمر وهمي قام وسام باحضاره وطبعا لم تحتج الي الكثير لاقناع والدها بالعمل معه ،رغم اعتراضه شخصيا ً واعتراض سامي وسمر ، وكالعاده كلمه سميحة هي الفيصل ، هذا المستثمر الذي ورط والدها في قرض يفوق حجم ثروته وهرب بيه من ما ادخلهم في قضايه كادت ان تسجنه لولا موته ،خسرته كل مايملك من مال ،لم يبقي لا المنزل الكبير ومصنع لا يعمل قامت هي بالاستيلاء عليهم بتزور اوراق كانت عليها توقيع والدها.
لا تعرف كيف انتهت الليله، تذكر تراشق كلمات بين وسام وصديقة انتهى بانه لم يسرق شيئا بل ابنتهم من اخذت مالهم ، كالعادة يظهرها المذنبه دائما ، بعد ان قامت بوضع اطفالها في اسرتهم و اتجهت الي الشرفه لتقوم بتنظيفها، وجدته جالس هناك مع فتاه في منظر لا يحتمل اقل مايقال عنه مخل ، ذهبت ناحيته في غضب لا انه لم يهتم بيها وضل يتسامر مع تلك المنحله ، كيف تجلس مع رجل لاتعرف بهذه الملابس في هذا الوقت وفي بيته يالهي لا اصدق ذلك ، طالعتها في قرف كانت ترتدي قميص يلف جذعها بدون حمالات يظهر كلام من رقبتها وصدرها برحابه شديد ومن اسفله تظهر سرتها واسفل بطنها ام ماتسميه ينطال فهو يظهر جسمها دون ان يترك شي للمخيله ، تعلوه فاتحات اعلى الفخذ واسفله مع صندل جدل عالي الكعب ، شعرها اسود مجعد بفعل المكواه على الارجح ،فهو مهندم اكثر من الازم، ام شفتيها فقامت بطلائها بلوم غامق اقرب للاسود منه الى الاحمر ،ولم تنسى ان تطلي اظافرها بنفس اللون ،
وقفت دون ان تنطق بكلمة لعله يخاف او يخجل من موقف ، كالعادة لم يفعل شي حتى جلست على حافة كرسيه.
-عندنا ضيوف في هذه الساعه لماذا لم تخبرني حبيبي ؟ مدت يدها الي الفتاه في تكبر اهلا انا سما زوجته وسام هل تسكنين في الشاليه المجاور لنا لم اراك من قبل .
-لم تمد يدها بل قالت بغرور اكثر :اهلا انا تالا صديقت وسام .
ثم انتقلت بنظارتها الي وسام قائله باللغه الفرنسيه كلمات لم تفهمها سما ،من ما جعلها تشتعل غيضاً، لتشد على ذراع وسام ؛الذي كان يحادث تالا بنفس اللغه .
وقالت نبرة دلال وهي تخفض رموشها الطويله وترسم ابتسامة على وجهها تعرف تاثيرها على وسام جيدا :وسام اشعر بالنعاس هي كي ننام لقد تعبت اليوم .
وفعلا لم نجحت خطتها ،بعد ان دخلت تتبختر في اغراء لحقها وسام في دقائق ،وبعد ان غرقى في المتعه التى لم تدم مدتها طويلا كانت تنام على صدره
-لا انه ازاحها قائلًا :جهزي نفسك سوف تعودين غداً الي البيت .
استقامت من صدمتها وعقدت حاجبيها دون ان تكترث بان تغطي نفسها ،
-لماذا نعود غدا لازال الحجز قائماً حتى نهاية الاسبوع .
- صحح لها : تعودي وليس نعود ، انتي والاطفال فقد ، انا باقي هنا.
-ارتفع حاجبها وقالت في نبرة استنكار : ولماذا تبقى لوحدك لدي اجازه والاطفال ايضا نبقى معاً او نعود معاً. ..فجاء جاءت صورته مع تلك الفتاه ،لابد انه سيكمل الاجازه معها
-فنطقت من دون تفكير: تريد ان تكمل جلستك مع تلك العاهره ،طبعا واضح انكما اتفقتما على ذلك وانتما تتكلمان بلغة اخره كي لا افهم.
امسكها من شعرها وانزل راسها الي الفراش في حركه المتها يشده ،
-عند الفجر تكوني على اول سيارة او حافله تقلك الى البيت ،فهمتى ام لا؟ ، وحذاري ان تعرف امك انك رجعتي قبلي …لن تلومي لا نفسك لو حدث وعرفت .
بقت تهز راسها في الم وقد امتلائة عينيها بالدموع،
-سمعتي ام لا؟
لم تستطع الرد عليه فراسها كان مغروس في الفراش وهي في وضع غريب كم انها قاربةعلي الاختناق ، حتى انها رفعت يديها في علامة استسلام ليحررها ،رفعت راسها تاخذ الهواء بقوه وانسابت الدموع على خديها ، لا انها لم ترد عليه بحرف فقد قامت واتجهت الي الحمام اخذت حمام سريع ثم خرجت لتجده قد راح في سبات عميق ،كم تمنت ان تضربة بشده كما آلمها ، ألا يكفي اهانته لها ولي عائلتها امام أصدقائه ها هو يطردها كي يستمع مع عاهره بمال والدتها .. لا تصدق انها ستتركه وتغض النظر عن خيانته بكل سهوله ، حسنا ليست المره الاوله تعرف ذلك كانت تواجهه بالادلة وينكر فتقوم بتصديقه مرغمة ، ام هذه المره لم يهتم حتى بالانكار او اخفاء الامر عنها ، لم تعد تهمه ،لا يخاف من ان تهجره … تهجر من هو متاكد مثلها تماماً انها لن تفعل حتى لو جرها من شعرها خارج الشقه ، سبق وطلقها مرتين وردت نفسها دون ان تخبر اهلها ، لا تريد ان يشمتوا بيها او ان يمنعوها من العوده له ، ولان باقي طلقة واحده وتحرم عليه … رغم انه طلقها شفهيًا عددت مرات وكل مره تذهب وتجد فتوه ببطلان الطلاق، لقد إختارت ولم يعد هناك مفر .. جهزت ملابسها وملابس اطفالها وانطلقت قبل طلوع الفجر ، تحمد ربها بانها لم تعطيه كل المال الذي اخذته من امها ، رغم سؤال اطفالها المتكرر عن سبب رجوعهم دون والدهم مبكر كان جوابها كالعادة صوت عالي يامرهم بان يصمتوا ولا سيلاقون عقاباً شديدا عند وصلهم للمنزل
****************************************
**************************************
توجهه ساجي وإياد إلي المستشفى فور تلقيه مكالمة روبي ، اسرع الي غرفته الا انه وجدها فارغه ، تلفت حتي وقع عينيه على روبين التي رمت نفسها في احضانه تبكي بشدة .. لم يجرؤ على سؤال اذا كان والدها فارق الحياة او لا منظرها لا يبشر بالخير ، حاول تهدئتها ليفهم منها ماذا حدث بالضبط دون جدوى ، امسك اياد يده يشير الى جوليا من بعيد تبدوا مستاء ابعد عنه روبين بهدؤ وذهب الي جوليا التي كانت تقف مع احد الأطباء تسمع في الاهتمام .
تابع معها حديث الطبيب الذي اخبرهم بان حالة خالد تاخرت كثير وان سفره يشكل خطرًا كبيرا على حياته في الوقت الحالي ، افضل حل ان يبقي تحت المراقبه ،
-سأله ساجي عن ما سمعه من روبي ، كان الجواب انه قلبه توقف عند محاولته نقلة الي طائره الاسعاف الطبي . عقد حاجبيه اي طائره ،
-اجابة جوليا دون ان تنطر اليه في نبره لا تحمل اي ود :استأجرنا طائرة لنقل للخارج ،لن ادع زوجي يموت ونحن نتظر، حتى تقرر سيادتك ذلك لا يكفي انك السبب في حالة وما وصل اليه.
-ارتفعت حاجبي ساجيب إستنكار :انا السبب هل تمزحين ؟ انها ابنتك المصون وليس
قام إياد بالشد على يده بقوه ،واستوقفته الحديث ، فقد تجمهر عدد لا باس بيه من المريض والممرضين ،
جز على اسنانه في غضب ،ثم تركها واتجه الى ادارة المستشفى عله يفهم ماحدث .
-كما قالة له حاولوا اخراج فساء وضعه، وهو الذي استغربة الاطباء، لانه كان في حالة مستقره منذ يومين من ما جعل الاطباء يسمحون بنقله ، ماحدث يعتبر تراجع كبير في حالته ،لا يعرفون سببه ، هذا ما اخبره بيه كبير اطباء قسم الرعاية ،عند مديرة المستشفى ونصحه ببقاءه لديهم حتى تستقر حالته ، ….. هذا ماكان ينقصه الان حمل جديد على عاتقه زفر في غضب وحل عقدة ربطة عنقه لعلة يجد قليلاً من الهواء ، كان منظره يوحي بما يحمله في قلبه؛ من هموم جالس على كرسي المستشفى راسه منحني للخلف ويديه في جنبه؛ يبدوا رث الملابس في سابقه لم تحدث من قبل؛ مغمض العينين .
نطرة له روبين بطريقة لم يستطع إياد معرفته معناها، اقتربت من ساجي ثم نزلت على ركبتها واضعه كلتا يديها على ساجي من ما جعل ساجي يعتدل واقفاً محاولاً ايقافها ونجح في ذلك ، ارتمت في حضنه من جديد لا ان صوتها كان واضح هذه المره وهي تنتحب في هدؤ
-ارجوك لا تتركني ساجي ، انا ضعيفة جدا وابي سوف يضيع مني ، نزلت دموعها تبلل قميصه وتابعت في ترجي بيأس اعرف اني اخطاءت كان يجب ان أخبرك قبل عقد الزفاف ، لكني خفت ،خفت ان افقدك للمرة الثانيه ،
-ارفعت حاجب ساجي واخرجها من حضنه لكي ينظر اليها :تفقديني للمره الثانيه ؟؟؟؟ لم تخفي عليها نبره الاستهزاء الواضحه لكنها كملت وهي تنظر للاسفل في علامة على الخزي ،
-نعم المره الثانيه ، كنت احبك منذ الطفوله ،ماقلته سابقاً لك لا ما كان الا دلال لكي تجرى خلفي اكثر ، كما يفعل بقيت الصبيه ،لم اتوقع ان تبتعد عني بكل تلك القسوة ، تابعت وقد توقف نحيبها تماما وارتفعت عينيها لتلاقي خاصته ، منذ عشرة سنوات عدت مخصوص لكي اقولك لك باني متيمه بحبك ولم استطع ان احبك غيرك لا اني صدمت بخبر زواجك الذي أصابني في مقتل ، لم اشاء ان اكون سببًا في تعاسه غسق خصوصا وانها كانت صغيره ولا تملك احد…
-يتطلع في عينها دون اي ردت فعل .. وماذا تغير ؟ هل تعقدين ان زواجي منك لم يجلب التعاسة على غسق ؟ اما ان ضميرك مات ،؟
-وكانها كانت تنتظر السؤال لتجاوب بسرعه: عرفت انكما لا تحبان بعض ، بل تبقيان على زواجكم للمصلحه فقد
ظلت تنظر اليه عدت ثواني ثم وضعت راسها على صدره وبدات في البكاء ، من ما جعله يربت على ظهرها في محاوله لتهدئتها
- ارجوك لا تتركني اعطيني فرصه ، انا ضعيف جدا لا استطيع تسير اموري وحدي لست مثل غسق.، عند -سماعه لذلك ابعدها بهدؤ :ابقي هنا سوف اعود بعد قليل، تركها وخرج من المستشفى يلحقه إياد في تساؤل ، لم يحتج ان ينطق به
-امي تتواصل مع روبين ، هي من اخبرتها بهروب غسق؛ ليس لدي شك ، وروبين تحاول استغلال ذلك لصالحها
-ماذا ستفعل الان ؟ لا يمكن تطليقها وهي في هذه الظروف ،
-اخذ شهيق وتابع دون ان يعطي ساجي فرصه للحديث ، رغم كل عيوبها لا انها الان زوجتك وهي في أزمة يجب ان تقف معها الي ان تخرج منها ، لا اقول ان تنسى مافعلت ان لم ترغب في ذلك ، على الاقل دعها على ذمتك قليلاً.
لم ينطق ساجي يعرف ان إياد محق الطلاق الان يجعلها ضحيه وهو الجاني ، كم ان اخلاقة تمنعه من التخلى عنها في هذه الازمة ، لا ان داخله نار تغلي من كل مافعلته به حتى كذبتها الاخيره واستغلال هروب غسق ،
-رفع هاتفه يطلب رقما عندما أجابه : عم عثمان جهز غرفه المخزن من فضلك اريدها جاهزه غدا صباحا ، نعم المخزن ضع بيها سريرين احتياط ولا تبلغ احد بذلك خصوصا منى هانم ، اغلق الخط ليجب إياد يحدق به في بلاهه مفتوح العينين والفم ، لا ان رنين هاتفه منعه من التعليق عليه ، نعم متي ،هل انت متاكد ،كانت لوحدها ام مع احد ،اي كرت ،اه شكرا الي اللقاء.
التفت ليجد إياد ينظر له في استغراب وقد زالت البلاهه عن وجهه ، لا انه لم يبالي به بل ضرب على رقم -يحفظه في هاتفه ليجب عليه فوراً :سراج يجب ان تذهب في اول طائرة الي غسق اريدها امامي في اسرع وقت ، لا تتهاون معها لن اسمح بان تنجب ابني لا بقربي ، اغلق السماعه، ثم قال هي بنا أمامنا عمل كثر جدا .
****************************
*************************
متربعة فوق سريرها الكبير امامها الجهاز اللوحي على طاولة بلاستيكيه مخصصه له وبجانبها طبق بيه مكعبات من الطبيخ
الذي باتت تشتهي مؤخر ،تقوم بتصميم برنامج حمايه لاحدى المواقع الاكترونية المتخصصه في الشراء والبيع ، فجاء تظهر علامه اشعار جدية على هاتفها وبعدها عدت اشارات رغم انها حاولت تجاهلها لا ان فضولها جعلها تفتح الاشعار لتجدها صورة ساجي يحتضن عروسة الجديد المنهار جراء مرض والدها من ما ادي الي قطعهم شهر عسلهم ! هذا كان العنوان المرافق للصورة
قبضه جليديه اعتصرت قلبها بشدة ، طريقة حضن ساجي لها اصابتها بالغير لا بل لحقد نعم هي تحقد عليها لا تذكر ابدا انه حضنها علانًا حتى يوم تخرجها من الجامعه رغم انهم كانوا في بلدٍ أجنبي لا يبالي بذلك وهي كانت زوجته قولا وفعلا لا انه نهرها عندما اتت اليه مسرعة وقامت بلف ذراعيها حول جذعه ، كانت تريده ان يشاركها فرحتها لا يكفي انها وحيده ، اتي اخوت فرح وكذلك خالتها فريده وبالطبع سراج لم يفوت المناسبه وقام بحضنها امام الجميع رغم انه خطيبها فقد ، اما هي لم ياتي احد سوا ساجي ، كانه جاء مرغم كتادية واجب ليس الا ، بقت تحدق في الصوره لمدة من الزمن ثم اقفلت الهاتف واستغفرت ربها ، قررت ان تصلي قليلًا ثم تقراء القران فهي لم تقراء منذ مده طويله لعلعه يخفف عنها الام روحها ، ذلك ماتعلمت من امها،عندما يزيد عليكِ الالم عندما تشعرين بالحقد على غيرك اذكري الله ، لا تصدق ان من علمتها ذلك ارتكبت أكبر ذنب يمكن لفتاة ان ترتكبه ، من يعرف قد يكون اكثر الناس ذنوبه اقدرهم على معرفته طريقة تجنبها ، انهت صلاتها وقراءة القران لتجد انه مر طويل دون ان تحس به ، زفرت واخذت حاسوبها لتكمل عملها فهو مابقى لها بعد ان تخلى عنها اقرب الناس.
يعد يومين سمعت طرق الباب اعتقدت انها ساره ، قالت بصوت عالي ادخلي الباب مفتوح ساره ، فسمعت فُِتح الباب ،وسمعت خطوات لا انها لم تكن خطوات ساره ،امسكت السكين الكبير بسرعه خوفا من ان يكون سارق ،لتصدم بسراج امامها يرفع كلا يديها في علامة استلام ،
كان عليكي غلق الباب بدلاً من محاولة قتلي الفاشله ،
-تحولت نظره الخوف الي نظره استغراب ، سراج
كيف عرفت عنوا… زمت فمها وهتفت في غضب فرح طبعا
لم يجبها بل اخذ يتامل في شقتها اذا كانت تسميها شقه.. في تحوي سرير كبير وطاوله دائريه مع جوز من الكراسي مطبخ ،صغير ، بيه بعض المعدات القليله وسجادة دائره لا تغطي شئ ، هناك باب يقابل السرير لابد انه الحمام فكر في نفسه، قبل ان يلتفت اليها ،
-حسنا اعتقد انها لا تفرق كثيرا عن غرفتك في منزل المزرعه ،
- لكي تستفزه قالت :لا هذه تحوي مطبخ.
-ارتفع كلا حاجبيه :فعلا تقصدين ذلك الشي، حسنا اعدك ان اجعل ساجي يبني لكي واحد مثله عندمانعود
-كتفت ذراعيها امام صدرها :تعود انا لن اعود هذا بيتي وهذه بلادي ،
-غسق كفي عن حماقتك، هذه لم تكن يوماً بلدك وبيتك هو بيت زوجك
-اطلقت ضحكه ساخره واكملت: زوجي اي زوج الم يتنكر لي ؟ لم يقل بالحرف الواحد ان لم تعتذري لروبين لن تبقي دقيقه على ذمتي؟ لا هو قال بالحرف اعتذري حالاً والا لن تبق على ذمتي سواها ….
تزوجها دون حتى ان يعلمني حتى انت وخالي كنتم تعرفون واخفيتم عني ، كيف كنت تواجهني كل صباح وانت تخفي عني ذلك ؟
لهذا قمتم بابعادي عن العمل اليس كذلك ؟ لم تريدوا ان يفسد شي الزفاف المنتظر …
لا اصدق انك استطعت ان تخفي عليا لم شهرين انكم تجهزون لزفاف زوجي وانا اخر من يعلم ،كم انتم قساه …..
لم يستطع سراج ان ينطق بحرف ، لم يكن مستعد لتلك المواجهه بل لم يكن يعرف انها علمت بكل ذلك ، نعم هو كان يعرف لا انه اخفى عنها، املاً بان يستطيع ان يثني ساجي وليس كم تظن،
جلس علي الكرسي محاولا التقاط انفاسه وافكاره المبعثره .
-معكي حق انا خذلتك … لم تصدق ماسمعته صوته الرخيم يحمل في طياته اسف والم ….. انا بالذات كان يجب ان اخبرك ،
-ليس مهم السبب فالضرر قد وقع باي حل ، دعينا نفكر في مصلحة ابنائك ، هل حقاً تريدين ان تربيهم لوحدهم دون اب .. دون عائلة ، غسق تعرفين ماحدث لك وما كان سيكون مصيرك لولا تدخل ابي ، هل ستجازفين بمصير ابنائك ؟، قد تقوم الدولة بسحبهم منك باي حجه .
لا تخاف على او عليهم ، الامر ليس ماساوي كما تصوره ، لن ياخذ احد ابنائي طالما هم بخير ،
قالتها وهي ترتعش من داخلها فكره انها من ممكن ان تموت وتترك اطفالها لمصير مجهول ترعبها ، لا انها لم تظهر ذلك احتفظت بمنظرها الواثق مع قناع البروده
- هل تصدقين نفسك ؟ وساجي تعتقدين سيترك اطفالها هكذا؟
-هو لم يرغب بيهم منذ البدايه ولا يهمه وجودهم من عدمه؟
-تنهد وهو يعود الي الخلف بكرسيه في نبره صادقه تابع : بل يهتم .
صدقيني منذ ان عرف وهو يكاد يجن
-ارتفعت احدى حاجبيها: يجن !نعم رايت ذلك بام عيني والدليل صوره مع عروسه الحسناء
-سراج لن اعود معك هذا اخر ماعندي، والافضل لساجي ان يطلقني اذا كان لا يريد فضائح ، لا امزح سوف ارفع عليه قضية خلع ،ولن يرى اطفالي لا بامري امام عيني هذا اذا كان يرغب في رؤيتهم من الاساس….
لم تكمل جملتها حتى سمعى طرق الباب فتح سراج الباب و وقف خلفه فلم يراه آدم وهو داخل يحمل معه -كيس طعام تفوح منه رائحه شهيه ، قائلا :غسق قل جلبت لكي اشهي طبق {ستيك} لحم مشوي يمكن ان تتذوقيه.
وهنا تلاقت ثلاثه ازواج من العيون واحده خائفه واحد مصدومه و واحد يملائها الغضب
أنت تقرأ
غسق الماضي
Romanceغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة