الفصل التاسع والثلاثين
مرة عشرة دقائق ولم تتوقف عن النقر بكعب حذائها بحركة تدل على توترها أو ربما عدم رغبتها في الوجود بهذه الغرفة .. بالمبنى كله.
صحيح أنها طبيبة وتعترف بالعلاج النفسي عكس الكثير من البشر، لكن كون شقيقها من أجبرها على ذلك جعل الأمر مرفوض لديها، الشيء الوحيد الذي جعلها تلين وتوافق لتأتي لهذه الجلسة، هو أنها ومنذ ذلك العشاء الكارثِ بالنسبة لها، قد قلبت حياة شقيقها لنوبات متواصلة من الصراخ والمشاجرات المفتعلة، حتى كان أن يطردها من منزله…. لم يقلها بلسانه لكنه بقائه خارج البيت لساعات طويلة اعلمها بأنه يتجنبها؛ لن تجازف بخسارته هو الأخر…..
-قالت المعالجة بابتسامتها العذبة :- دكتوره فرح يشرفني قدومك مهما كان السبب.
- رسمت أبتسامة سمجة على وجهها دون أن تجيب لعدت دقائق ثم قال بنزق:- لا يوجد سبب معين، فانا لا أعاني من مرض نفسي جاءت فقد لان اخي طلب مني ذلك.
-ومن قال أن المرض النفسين هم فقد من يلجؤن للعلاج النفسي؟
ثم أنا معالجة نفسية ولست طبيبة تعرفين الفرق صحيح دكتورة فرح.
شعرت بأن دلو من الماء قد سُكِبا عليها….. هي دون الكل يجب أن تنتقي كلماتها جيدًا وليس أن تقوم بمحادثها بتلك النبره المتعالية.
- أزدرت ريقها وقد توقفت عن النقر :- أعرف طبعًا، أنا فقد لا أحب أن يجبرنِ أحد على شي.
- وضعت القلم والدفتر من يدها لتقول بنفس النبره:- لا أحد يجبرك على البقاء، يمكن الذهاب ألان اذا أرتي ولن أخبر شقيقك بالطبع.
ختمت كلامها بغمزة من عينها، لتشعر فرح بالحرج الشديد… لدرجة أن وجهها تحول للون الأحمر القاني
- مرت بضع دقائق قبل أن تقول بصوت خفيض:- لقد تخطاني بسرعة الصاروخ….. الا يكفي بأنه قام بتطليقِ ؟
- بل أحضر معه الديك الشركسي ليتضاحك معها أمامي بكل وقاحة….. هل تصدقي بأنها لاحظت نزول وزني وهو لا!!!!!!
سراج الذي كان يلاحظ أن كان شعري ذيل حصان أو حمار، لم يلاحظ أني خسرت أكثر من نصف وزني؟
لم يعلق بكلمه…. والأسواء بإنه لم ينظر لي بالمره، ياللهي لا أصدق لا يكفِ بإنه خائن وأيضًا اعمى!!!!.
- عقدت المعالجة حاجبيها وهي تحاول حل الاحجية التى القتها فرح؛ عدلت نظارتها وقالت في أستفسار:- هل بدأنا من الاول؛ من هي الديكي الشركسي وما علاقتها بطليقك ؟
وماذا تعنين بكونه خائن؟
أخذت فرح شهيقًا وأخبرتها قصتها مع سراج منذ أن تعرفت عليه في منزل زوجة والدها إلى الان دون أن تغفل عن ذكر تفاصيل علاقة بسابين.
بعد أن أنتهت كانت تلهث بشدة مثل الذي يعدو في مارثون التسعة أميال….. كل ذلك والمعالجة لم تظهر عليها أي تأثير.
- تركتها تأخذ نفسها ثم قالت برتابة:- حسنًا بما أنكِ رفضت أي مبرر منه وقررتِ رفع قضية خلع علية وهو في مسجون بتهمة تقولين بآنه بريء منها، وعند أول زيارة له بعد انقطاع لمدة طويلة قام بتنفيذ طلبك مع إعطائك كل حقوقك….. لماذا أنتِ غاضبه منه ؟
- عقد حاجبيها وهي أنخفضت نبره الهجوم في صوتها:- لقد صغتي الموضوع بطريقة جعلتني نذلة وحقيرة….. هو من قام بخيانتِ ثم خطب على نفس المرأة التي بالمناسبة التعيسة أصبحت زوجة أخي؛ هل تطالبين مني أن أعفوا عنه؟
-لا طبعا لا أطالبك بشيء؛ لا أحد يسطِع طلب ذلك منك، المسامحه والعفوا مقدره تختلف من شخص لآخر، هناك من يقدر على المسامحة بطريقة تجعل البعض يظن بانه لا كرامة لديه أو آنه لا يقدر نفسة، وهناك العكس الذي لايسامح ابدًا مهما كأن الخطأ صغير؛ ذلك ليس له علاقة بحجم الخطأ او طيبة الشخص له علاقة بقدرة على المضى في حياتة.
- لا افهم ماذا تعنين؟
- ببساطه هناك من لديه القدره على المضي بحياته دون التاثر بالماضي او الوقوف عند الأخطاء، ربما يكون ذلك عدم كرامة للبعض او ضعف أو طيبة حتى أو آين مايطلق عليه الاخرين؛ والبعض لا يقف عند كل الاخطاء و العثرات والفشل أيضًا.
- أنتفضت الأنثى النمر بداخلها وأستعدت لخوض حرب ضد تلك الفتاه التي تتدعي بانها تفهم خبايا البشر وتحل عقدة؛ لترفع حاجبها وتقول في هجوم واضح:- هل تعنين بأن قلبي أسود وأعيش على اطلال الماضي؟
- لا بالطبع، رفضتِ ماقام به زوجك أقصد طليقك وأخترتِ الطلاق، أهنيك اعرف بأن الكثير من النساء لا يقدرن على إتخاذ هذه الخطوه.
لكن لماذا أنتِ غاضبه من تجاهله لكِ؟
آعتقد بآن مافعلة طبيعي نظرًا للوضع الحالي، اما بخوص رفيقته تلك فهو رجل حل لا يحق لكِ لومه.
بصعوبه كبيرة أستطعت كبح جماحها كي لا تهجم عليها وتقطعها إربًا….. اي وضع يسمح لة بإحضار اخره وتجاهلها كليًا……
- رفعت راسها تنظر لها بعد أن سمعت صوتها يقول:- اما قصة بإنكِ ربطي زوجك بوالدك غير منطقية بالمره، لقد تزوج والدك بعد أن اخبر والدتك بقراره أذن هو ليس خائن، كون والدتك قبلت لا يعيبها في شي الكثير يتزوج على زوجتها، هذا شرع الله حتى وآن صعب تقبلنا له، اما انه ابتع عنكم مسألة إخرى، اعتقد بان طليقك تزوجك عن حب أذن العذر الاهم لزواج والدك غير موجود؛
- اسندت رأسها على ذراعها التى تستند بدورها على الكرسي لتقول بستهزاء:- تصديق معك حق امي هي المخطائه…. ربما يجب علي ان اعتذر من زوجة ابي واطلب الصفح منها لإنها مظلومة.
- لستُ في موقع يخولنِ أن أقول من الظالم ومن المظلوم، ولا أطالب منكِ أن تعتذري لإحد…… والديكِ قد فارقا الحياة وأعتقد بإنكِ قد وضحتِ وجهة نظرك لوالدك كثير وأخبرته بحقيقة شعورك تجاهه… هل أنا محقة.
عادت بذاكرتها لقبل وفاته والدها….. نعم هي أخبرته بحقيقة مشاعرها منذ اليوم الأول الذي خطته قدمها منزل القاسم؛ لم يقل غضبها ولا نفورها منه كما أنها حملته ذنب موت والدتها بالكامل؛ صحيح لم تكن وقحة معه مثل ماكانت مع فريده… لكنها لم تقبل منه يومًا أعتذار أن تقبل تقربك منها بأي طريقة كانت.
- بعد أن أعطتها فرصه للتفكير تابعت:- من الواضح أني محقة؛ لا ألومك بالطبع فلكل قرار و أختيار عواقب، و الدك أختار….
لكن لا افهم لماذا تصرين أن طليقك نفس والدك؟
من ما فهمته أنه تزوجك عن حب، أذن لماذا كنت تتوقعين بإن يكون مصيرك مثل والدتك؟
- حركة يديها بعصبيه وهي تكز على أسنانها غيضًا:- لم تسمعِ من كلامِ سواى هذا…لقد أخبرتك بانه خانني مع تلك***** التي تزوجها أخي.
عرفت المعالجة عن من تتحدث فرح بسهوله فهي من قامت بعلاجها سابقة، لكنها لم تخبرها بهذا بالطبع فقد فهمت أن شقيقها أصر بأن تاتي اليها لانها على إطلاع على القصة من كافة الجوانب.
- خانك كما قلتِ وأنتِ قررتِ الانفصال نقطة أنتهى؛ كون شقيقة أستطع أن يتخطى كل العوائق ويقرر أن حبة لتلك المرأة أهم من ماضيها، يوضح بأنه رجل واثق من نفسه جدًا و كما تدل على أنه قرر دفن طفولتة وماحدث بها ويكتفى بالحاضر والمستقبل.
- فرح .. أسمحً لي بمنادتك بأسمك دون القاب.
هزت فرح رأسها بالايجاب دون أن يخرج حرف من شفتيها المنفرجتنان في تفكير عميق بكلام تلم المرآة التي تكاد تقسم بان شكلها يوحي بانها لم تفارق المراهقة بعد، لكنِ كلامها يعطيها عمرًا يقدر بقرون لحكمة.
- حواث الطفولة أشبه بالخدوش التى تُترك على السطوح أما ان تجف لتصبح آسمنتية فلا تمحى تلك الخدوش بل تتعمق وتصبح تصدعات أو تصبح رخام لتعطي منظرًا خلابًا .
قد لا نختار طفولتنا لكن بيدك أن تختاري مستقبلك، أذا اردتي استعادت زوجك تعرفين الطريقة، و أذا قررتِ بانكِ لا تريد ذلك لا تتذمري أذا خرج مع آخرى، اما شقيقك وأختياره لزوجتك فهذا حقة وحده لا يمكنك فرض عليه رأيك مهما كان نظرتك لتلك المره، لا أعتقد بأن شقيقك قام بفرض عليكِ الزواج او الطرق أو اي شي يخص حياتك كمت فهمت منك.
أنت تقرأ
غسق الماضي
Romanceغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة