الفصل السادس والثلاثين
مواجهة لابد من حدوثها، رغم كره سامي لها، بداخله يعرف بانه قد تكون نهاية آي أحترام يكنه لوالدته، حاول منذ صغره أن يحافظ على مكانتها لدية التي سعى والده كثير لتعزيز تلك المكانة، صحيح بأنه ظل الأبن البار كما امره والده لكنه لم يستطع أن يغفر لها كل مافعلته به….
ربما ماحدث في طفولة مضى ولا يفيد بان يعيده الان لكن موت أبنته البكر ! بل قتلها على يد شقيقته والاسواء محاولتها التستر عليها؛ جعلته يفتح دفاترة القديمة ويتذكر كل إساءة منها له حتى لم يعد لها مكان من الاحترام…. أما الحب فقد ولى منذ زمن، لم يشعر يومًا بحب الأم وحنانها، لم يعش علاقة الام وابنها المميزه الذي يسمع عنها كثيرًا، لدرجة جعلته يشك بانها والدته لكنه دفن كل ذلك بداخله من أجل والده((محمود)) لطالما زرع بداخله هو وسمر المسامحه والعفوا عند المقدرة، كان دائمًا يجد أعذار لسميحة ويقلل من حدته كلماتها وتصرفاتها الفضه، وفي النهاية استطَع انتشالهما من بئر حقدها وكرهها لبر مسامحته وسماحة خلقه، محمود كان النقيض من سميحه في السماحة النفس وايجاد الأعذار للغير، ربما هذا ماجعله يكمل حياتها معها.
اما هو لم يعد قادرًا على ذلك، كما انه ليس ملزم به حتى الدين لا يلزمة بان يسامحه او يتقبلها بعد فعلتها تلك.
رفض الدخول للمنزل كذلك فعلت سمر التى أتت معه رغم معارضة زوجها وكان ساجي ثالثهم؛ جلسوا في الحديقة ينتظرون قدوم سميحة التي تأخرت وكانها ترفض لقائهم أو ربما تخشاه.
بعد فتره جاءت يدفعها الخادمة رغم أن كرسيها ألي لا يحتاج للدفع، عرف ساجي بأنها تحاول كسب تعاطفهم فقد.
لم ترفع عينيها بيهم خصوصًا وانه لم يقم أحدهم بتحيتها، شعرت بنغزه في صدرها إلى هذه الدرجة ينبذها أولادها؟
-قطع ساجي الصمت قائلًا بصوت هادئ يحمل نبرة تهديد مبطنه:- سيدة سميحة بأختصار شديد أريد أثبات نسب غسق واصدار أوراق جنسيه لها من هنا، وأنتِ من يقف في أتمام مهمتي تلك، هل لي أن اعرف السبب رغم أن المحامي سبق وطلب أجراء تحليل DNA؟
شحب وجهها بشده فقد حدث ماكانت تخشاه، رغم أنها قد قررت ان تحاول التكفير عن ذنبها سابقًا، لكن الامور تغيرت الان إذا اعترفت بنسب غسق يعني ذلك نصيبها في الإرث وهذا يعني فضيحتها.
قراء ساجي مايجول في بالها من نظره عينيها، ليقول بنفس النبره:- لا يهمني أرثها، المهم هو أثبات نسبها.
-تحدث سامي لأول مره منذ بداية الجلسة:- بل يجب أن تاخذ نصيبها من إرث جدي، فقد أحتفظت به عمتها لها كل هذا السنوات لتقدمه لها.
لم تخفى عليها نبره الاستهزاء الواضحه في صوته، كذلك تلقيبه لها بعمتها بدلًا من أمي؛ ليزيد الالم بداخلها وترتعد فرائصها خوفًا من أكتشاف الحقيقة.
- خرجت من تفكيرها على صوت ساجي وهو يقول بِأشمئزاز واضح:- لا نريد أي شي من ورثة مجد أخرجِها صدقة على روحه فهو يحتاج لها بعد مافعله بعمتي .
- أشتعلت النيران في داخلها، كم ودت لو تبثها به لتحرقه هو عائلتها كلها بمن فيهم عمته المتوفيه:- وماذا فعل أخي؟ هل خطفها أو اغتصبها!!! هي من ذهبت معه بكامل إرادتها وسلمت نفسها أكثر من مره له، كما انها من بعثي له رسالة لينقذها وهربته معه، بل اخي من كان كريمًا ليقبل بها بعد أن خانت اهلها وسلمت نفسها له، دون أن يتاكد حتي من انها تحمل طفله؛ كفى عن وضع عمتك في خانة الضحية فاذا كان أخي مخطئ هي مثله و اسواء
- تخلى ساجي عن هدوئه المعهود ليصرخ بها:- مجد هو من قام بالتغرير بها، عمتى لم تكن من تلك النوع من الفتيات، عمتى كانت ملاك فعلًا و شقيقك من قام بتلويثها
- رفعت حاجبها في تحدي وقد إرتسمت أبتسامة متشفيه على وجهها:- وكيف إستطاع مجد التغرير بها
اذا كانت ملاك كما تقول؟
- هل قام بوضع مخدر لها أو ربما اغراها بقطعة حلوه فهي طفله لا نفقة شي!!!!
فجر من أعجبها غزل مجد وسلمت لها نفسها بمحض إرادتها اكثر من مره، حتى أصبحت حامل، لو كانت عمتك محترمه ونقيه كما تتعدي لما استطاع مجد او الف مثله باغرائها لتسلم له نفسها، كفي عن الكذب وأدعاء بان مجد الذئب المفترس وهي الحمل الوديع؛ عمتك لم تهتم بان تلوث أسم عائلتها بل انها ارسلت له كي يقوم بتهريبها بعد أن فضحتكم و وضعت رؤسكم بالطين…..
شاهدت شحوب وجهه وقد ظهر عرق نابض أعلى جبهته دليل على تأثير كلماتها به، لتشعر بالزهو فقد أستطعت كسر ذلك المتعجرف شبيه عمته.
- لكن فرحتها لم تدم فقد نظر لها ساجي بكرهه كسى وجهه ونبرته:- بل ذلك الحقير الزير النساء هو من استطاع ان يمارس العيبة القذره عليها، هي كانت بريئة بلا تجارب، نقيه لتصدق معسول كلامة لو كان رجلًا لجاء لخطبتها من اول يوم او حتى عندما عرف بحملها، لكنه دني جعلها تعاني شهور تتحمل الذنب وحدها ثم خطفها ليثب عليها الذنب؛ عمتي هي من خسرت اما هو فلم يخسر شيءٍ، صدقيني الشي الوحيد الذي يمنعني من احراق جثته غسق، للأسف هو والدها وعلى احترام ذلك ولا كنت أخرجت جثته و أحرقتها او على الاقل رميتها في مقلب الزبالة حيث ينتمي امثاله.
- شعرت بكلماته مثل الصاعقة التي سربتها لتجعلها مشلوله من جديد، لكنها لن تعطية حلاة الانتصار:- صدق ماتريد الحقيقة هي أن عمتك زانيه وقد ماتت على ذنبها، زواجها من اخي لا يمحي الذنب الأساسي.
- عم السكوت المكان لعدت لحظات من هول ماقالته سميحة، لتقول سمر التى لم تشارك الحوار منذ بداية واكتفت بالمتابعة فقد، بصوت ميت:- ومن الذي خطط لموتها مع خالي؟ اليس أنتِ من فعلتِ ذلك.
وكان تعوذية القيت عليهم لتجعلهم أصنام….
لا يعرف كم مر عليهم بالضبط من وقت حتى تكلم سامي بصوت مهزوز
- ماذا تقولي سمر هذا غير صحيح بالطبع…..
نظره لوالدته كي يستمد منها القوه و المُأزره لتهرب بعينيها منه وتؤكد كلام شقيقة.
هل غضِب من موقفها بعد موت فلذه كبده؟
هل تفاجاءه من مافعلة في الصغير سعد وهو لا حول له ولا قوه
لم يتوقع منها أخفاء المال وهم في أشد الحاجه له…….
كل ذلك لا يساوى مقدار ذره من مايشعر به ألان….. يعلم بأن لها بعض العيوب، يعلم بأنها تحب نفسها أكثر من آي شخص آخري، يعلم عشقها للمال، لكن أن تشارك او حتى تفكر في قتل شقيقها وعائلتة!١
- أنتفض على صوت سمر :- أخبرت شيوخ في اثناء تأديتي للعمره عن ماحدث لي من مصاب وما فعلته بسعد وهو رضيع وبي طوال حياتِ
طلبوا مني إجياد طريقة لمسامحتك كي ارتاح، تعرفين طوال الفتره الماضيه وأنا ابحث عن طريقة ولم أجد المشكلة انكِ لم تطلبِ السماح حتى لم تعترفِ بذنك أبدًا مثل العادة تقومين بجريمتك ثم تهربين وتنتظرين ان يلام عليها غيرك، أو ان يأتي لك ابي ويطيب خاطرك، وهذه المره تنتظرين منا القدوم وطلب الرضى فانتِ امنا والجنة تحت أقدامك اليس كذلك….
غصه منعتها من الرد عليها، لِأول مرة تواجهها سمر بحقيقتها، لم يجرؤ أحد من قبل على ذلك، رغم كل مافعلته لم يقم أحد بتحديها أو مواجهتها بحقيقتها، حتى عندما ذهبت لمنزل القاسم لفضح فجر عند أنجابها غسق، وقتها قرر والدها بإن يعترف بحفيدته ويطلب من وحيده الرجوع والعيش وسطهم، قرر أن يفتح صفحه جديدة ويتقبل فجر فهو والدته حفيدته و زوجة لده، لايهم كيف تم ذلك المهم أن يعود مجد لاحضانه .
هذا مالم تقبله سميحة ولن تسمح به، لذلك ذهبت وافتعلت فضيحه كبيره في منزل القاسم، ليتصل عبدالرحيم بوالدها ويخبره بانه سوف يقتل مجد بمجرد أن يجده ليتراجع والدها في قراره ويبقي مجد بعيدًا بل يقطع الاتصال معه خوفًا من أن يصل له عبدالرحيم حسب توصياتها بالطبع، لسنوات عاش والدها في حزن لفراق أبنه ادى ذلك لمرضه وموته في النهاية عندها قرر مجد العوده لحضور جنازه والده فشاء القدر أن يدفن معه.
-تعرفين بعد طول تفكير لا أستغرب ما فعلته بسعد ولا وقوفك مع سما لمساعدتها، فأنتِ لم تحبيني يومًا ولا سعد؛ لكن تقتلي شقيقك الذي تتغني دائما بحبه!
-اليس هو من كنتِ تبكين عندما لا ينفذ أبي لكِ طلب وتقولين بانه لو كان لايزال حي لما حدث لكِ ذلك وتجرأ أحد عليكِ؟
-كنت ابكِ حزنًا على مصابك وانا اتخيل حياتِ دون سامي، صدقت كذبك وحبك الزائف لشقيقك، فقد كان تمثيلة لكي تُخضعِ بيها ابي اكثر لا غير، لا أصدقك كم انت…..
لم تستطع ان تنطقها لكن سميحة سمعتها وفهمت ماتعني بالضبط، الكلمة التي لم تنطقها سمر كان تأثيرها اسواء من تلك التي نطقتها، فقد كانت كسهم ناري نفذ إلى داخلها وأحرق قلبها.
اما ساجي فقد انقض عليها كنسر ينقض على فأر خائف لم يوقفه سوى سامي الذي لاحظه تكور قبضة حركة جسده المتحفزة عند حديث سمر، لمنعه من أذية والدته،
- صرخ ساجي وقد فقد كل ذره لسنها ومكانتها كعكة غسق و والدته سامي:- ابتعدي يجب أن أخذ حق عمتي،تلك المجرمة قتلها تلك ال*******
- شهقت سمر من بذائة الكلمة، اما سامي فقد كان يعافر كي لا يقترب ساجي من ولدته فيفتك بها:- إهداء يارجل لا تاخذ الامور بتلك الطريقة إهداء قليلًا.
-لن أهداء سوف أخرج روحها بيدي
- نجح سامي بابعاده عنها وهو يصرخ به:- هل جننت ومن الذي سيسمح لك بذلك؟
- اقتربت منه سمر لتقول بنبره هادئة كانها منفصله عن مايحدث حولها:- بلغ الشرطه وانا مستعده للشهادة معك.
- رمقت والدتها بنظره مزدئره وتابعت:- قد يكفر ذلك عن بعض خطاياها.
- ارتعت فرائص سميحه فقد شعرت بان النهاية قادمه وأنها ستفضح بل سيتم الزج بها في السجن وهي بهذا العمر، لتقول في محاوله أخيره منها لانقاض نفسها:- منى شريكتي لا تنسى أن تبلغ عنها أيضًا
-تجمد ساجي في مكانه كذلك سامي وسمر والتفت الجميع لها مابين مستغرب و مستنكر و رافض
- قال ساجي مستنكرا غير مصدق لما سمعه:- من تقصدين ؟ منى من تلك التي يجب أن ابلغ عنها؟
- لمعت عينها بالانتصار وقد وجدت مخرجًا لمعضلتها:- منى والدتك، هي من أبلغتنِ بموعد عودت فجر و اولادها، هي من اتفقت معي على طريقة التخلص منها، لكنها لم تقل بان مجد عائد معهم، أخفيت عني تلك المعلومة لمعرفتها بإني لن اقتل أخي، انا فقد اريد التخلص من فجر .
- بصوت مهزوز وهو يفك ربطه عنقه بسبب احساسه بالاختناق الشديد:- هذا غير صحيح، امي لم تتواصل مع عمتي ابدًا، لم يعرف احد بعودتها حتى أبي تفاجاء عندهم علم بالحادث.
كان شارد العينين يخلل شعره بيد والاخره تحل زار قميصه العلوى، غير مصدق لم سمعه، أو بالأحرى لا يرد أن يصدق يحاول إيجاد التغيرات في قصة سميحة ليكذبها، يعرف والدتها وحقدها على عمته لكن أن تصل للقتل……
- بنبره متشفيه وقد أستعادت رباط جأشها:- بل هي من أخبرتنِ تريد أن تعرف كيف عرفت؟ عن طريق غسق.
- نظر لها باستغراب كانها تتحدث لغة غريبة لا يفهما لتتابع هي:- غسق أخبرت شقيقك بموعد رحلتهم ومنى أخبرتنِ، والباقي تعرفه.
أنت تقرأ
غسق الماضي
Romanceغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة