الفصل 23
تعلقت أنظارها بجدران المنزل ، ها هي عادت إليه بعد كل هذه السنوات ، برغم حبها الشديد له ، ومحاربتها عمها كي تحصل عليه وحدها بعد أن توفت أختها دون ورثة ، وأستقر شقيقها بالخارج ، لا تشعر بأى سعادة الآن ، كأنه مسكون بأروح الماضي ؛ ماضي مُلوث بخطايا لا تعد ولا تحصى ، والأسوأ أنها لا تسطيع تكفيرها أو طلب الغفران من الذين أخطأت في حقهم ، فحتى من يزال منهم على قيد الحياة لا يطيق النظر في وجهها...بعد مواجهة سمر لها و سماع سامي كل ما أقترفته في حق سمر وحقه ، بل الأعظم محاولتها التستر على مقتل أحفادها ؛ تركت منزل سامي فورًا ، قبل أن يقوم بطردها منه ، وهل تلومه إن فعل!
ذهبت لمنزل والدها الذي استولت عليه كورث بعد وفاته ،
بإبتسامة هازئه ، فكرت كم تشبهها سما فعلا ، كلاهما أخذت مال أبيها بالباطل ، ربما يوجد عذر لسما ، زوجها يحركها كدمية ماريونيت ، أما هي لم يجبرها أحد على شيء ، هي من طمعت في المال ، قررت حرمان شقيقها منه بأى طريقة ، وقد فعلت ، والآن هاهي وحدها مع إرثها ، لكنها لا تشعر بأي سعادة.حتى إبنتها المفضلة ليست معها، دخلت عليها الخادمة التي أرسلتها هبه معها :
- هل أحضر العشاء ٧
- أخذت شهيق وأجابت في هدوء:
- لست جائعة شكرًا- سيدتي أنتيِ لم تأكلي شيئًا منذ أن أتينا والسيدة هبة أوصتني أن أعطيكي الدواء بعد الأكل.
- أرغب في النوم اطفئي النور من فضلك.
فعلت الخادمة ما أمرتها به وأغلقت الباب خلفها دون أن تعترض ، أما سميحه لم تستطع النوم فكوابيسها لا تفارقها أبدا ، يجب ان تذهب لرؤية سما علها تجد حل لإخراجها و إنقاذ ما يمكن إنقاذه ..
*****************************************
عاد سراج إلى منزل المزرعة بعد أن شفيت الكدمات التي ألحقها به ساجي ، وعاد عقله معها ، ساجي محق رغم كل الأخطاء التي إرتكبها في حياته إلا أنه أعطاه أفضل نصيحة ؛ هو أخطأ لكن الخطأ الأكبر هو أن يتخلى عن فرح أو يقترن بغيرها ، يعرف بأنه يعشق فرح وهي كذلك ، والآن وقت إزالة الحواجز عن مايعكر صفو حياتهم.لم يجدها في المنزل فذهب إلى المصحه فورًا
كانت فرح تفحص إحدى نساء القرية دون أي إهتمام ، ولم تصغي حتى لما تقوله لها :
-أبشريني صبي أليس كذلك ؟
- نعم صبي
غمرتها السعادة وأخرجت هاتفها تخبر زوجها الذي أمرها بأن تستريح حتى يأتى لنقلها إلى المنزل..- نظرت إلى فرح واضعه يدها على بطنها :
- أخيرًا أتى من سيثبت أقدامي في المنزل ، يا إلهي كدت أجن وأنا أتخيل زوجي إتخذ إمرأة غيري لتنجب له الصبي.- ردت فرح بهدوء وهي تكتب الوصفة الطبية لها :
- أمي أنجبت ولدين قبلي وأتخذ أبي إمرأة أخرى زوجة له وهي عاقر.
إرتفعت حاجبي المريضه وسقط فكها في دهشة ؛ أعطتها فرح الوصفة دون أن تهتم ؛ حتى سمعت صوت طرقات على الباب فانتفض قلبها لها ، رغم إدعائها أنها لا تبالي لوجوده من عدمه ، لكنها تشتاق له جدا.
أنت تقرأ
غسق الماضي
Romanceغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة