20

7.5K 206 9
                                    

ماضي الفصل العشرون
الجميع يتحدث عن آلام الولادة .. البعض قال انها ثاني أصعب ألم بعد الحرق ، والبعض الآخر  شبهها بتكسير كل عظام الجسد مرة واحدة …بل وصل الحد بأن قال البعض بأن الألم يعادل بتر إصبع دون مخدر .
الكل يتغنى بتلك الألام التي ينتج عنها مخلوق رائع ينسي المرأة كل ما عانته ، بل إن معظم الأمهات يعدن التجربة عن طيب خاطر دون التوقف لدقيقة للتفكير في ذلك الألم…. لكن ماذا عن آلام فقدان الطفل ، ذلك الذي تحملت من أجله شهور الحمل وساعات الولادة الصعبه ، ذلك الذي سهرت معه الليالي لترضعه أو لأنه وقت ظهور سن تألم ، ذلك الذي فرحت عندما نطق أول حرف …عند خطى أولى خطواته … الذي كانت تقضي ساعات تعلمه كيف يستخدم النونيه وكادت ان تقيم الأفراح عندما تعلمها …. أشياء كثيرة تافهه فعلتها معه لن يشعر بها إلا هي ، والآن ، و دون أي مقدمات يخبرونها بأنه رحل … لن يعود …لن تسمعه يناديها طالبًا إفطاره ،  لن يتشاجر مع أخيه على من عليه الدور في مشاهدة فيلمه الكرتوني المفضل ، لن تأخذه للعلاج الطبيعي الذي تعرف جيدًا بأنه لن يفيد حالته ، هي فقط تفعل ذلك لأنها تشعر بتانيب الضمير تجاهه .
سعد اسم على مسمي ، لم تكن تحلم بأن تنجب وهي التي تزوجت بعد ان تعدت الثلاثين ، ف بعد زواج شقيقتها الصغرى ، كانت أمها تنشر في كل مكان بأنها حزينه لأن ابنتها الصغر تزوجت الاول ، فهي الأجمل ، وبالتالي أصبحت فرصها هي أقل ! أصبحت علكة تلوكها ألسنة نساء العائلة ورجالها أيضا ً ، وكل ينظر لها بشفقه عند حضورها خطوبة أو فرح أحد أقاربها ، مع الكلمات التي في ظاهرها مجاملة وفي باطنها معايرة  ،حتى أنها  توقفت عن حضور أي من تلك المناسبات ، ركزت في الدراسة والعمل ، واقتنعت بأنها لن تتزوج كما قالت أمها ، لا يهم تستطيع العيش دون حب ، دون أطفال ، دون رجل يشعرها بأنوثتها 
حتى يحي لم تلاحظ نظراته لها ولا تلميحاته ، ربما لم تصدق بأن يعجب بها ، فهو تقريبا في نفس عمرها ربما يكبرها بسنه فقط ، شاب خلوق ذو مستقبل ، وسيم من عائله محترمه ، لماذا ينظر لها ، إصراره عليها  تمسكه بها  بل انه قرر المضي في الجواز رغم تدهور حالة ولدها المادية بسبب دخولة في صفقه مشبوهه وتحذيرها هي شخصيًا بأنها قد لا تستطيع الإنجاب ، بسب تقدمها بالعمر ، تذكر رده ، بل ترده على نفسها كل صباح  ، أنتِ كل منايى ، لا أريد أطفال إلا اذا كنت أنتِ والدتهم .
حفل زفاف تم في أضيق الحدود ،رغم ذلك كانت تحلق من السعادة ، لم تحظى بأى شي قد تحظى به عروس جديدة ولا حتى ملابس جديدة غالية ، فضلت ان تدخر كل قرش في الشركه آلتي انشائها سامي ويحي ، بعد وفاة والدهم وخسارتهم لكل اموالهم ، حتى حملها بسعد لم تخبر به احد ، ليس خوفاً من الحسد بل لأنها لم تصدق في البداية  ، وفضلت بأن تحتفظ بالأمر حتى تتاكد حتى عن يحي …. جاء سعد وكان مجيئه فاتحه خير على الكل ، يوم مولده وقعت الشركه اكبر عقد لها ، لذلك سمي بسعد ، وتوالت بعدها نجاحاتهم ، لكن وكأن السعادة استكثرت نفسها عليها لم تمضي عدت أشهر الا وقد اصيب سعد بحمى غريبة ، يومين وهي تحاول معه  بالكمدات  وخافضات الحرارة ، دون فائده وللأسف كانت أجازه نهاية الاسبوع لم تجد طبيبه الخاص فقررت التوجه لمستشفى الأطفال ، وهنا كانت الصدمة …. 
سعد مصاب بكسر مضاعف في عظم الفخذ ..كما أنه يعاني خلل في التنفس ويوجد ألاياف في أنفه دليل على محاولة الخنق ربما بمنشفه او مخدة ! لم تصدق ماسمعت لابد بان الطبيب يهذي ، تذكر نظرة الطبيب لها ، لو كنا في بلد آخر لطالبت باخذ الطفل منك ….
سألت أمها عن ماحدث فقد كان معها قبل ارتفاع حرارته ، لم تتلاقى إجابة شافية ، كالعادة قلبت الأدوار وجعلتها تعتذر منها لأنها شكت بها ، عندما حان وقت مشي سعد لم يسطع وهنا ظهرت المشكله الأخري ، بسبب ماحدث لن يستطع المشي بشكل طبيعي إلا لو أجرى جراحه دقيقه في الخارج ، تكلفتها عاليه جدا 
رغم أن أعمالهم ازدهرت إلا أنهم لم يكونوا يملكون المبلغ المطلوب كاش ، وهنا اضطرت ان تطلب المبلغ من والدتها … كان الرد صاعق ،

غسق الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن