الفصل السابع والاربعين
رغم إنها اصغر ابناء العائلة ومن المفترض بأن تكون المدله أو المميزه ، لكنها كانت العكس…. كانت انطوائية للغاية،لم تشعر يومًا بجمالها الذي تخبرها أمها عنها وتحاول بث الثقة فيها، فعينها ذات اللون الازرق الخلاب و شعرها الأشقر لم يكن مميز بل شي عادي فجميع بنات العائلة يتشاركن في تلك الصفات بل هن يمتزن عنها بثقتهن !
منعًا للحرج تجنب تجمعات العائلة، وأفراحها… حيث الجميع يسخر من صوتها!
ولم تهتم كثيرًا بفكرة التقاط عريس منها، فهي تعرف بان اسم عائلة هو فقط من سيجلب لها العريس لا غير!
فقد كان غليض حاد في مزيج منفر يتناقض مع شكلها الملائكي… لطلما شعرت بإنها تختلف عن أخوتهافريده ذات شخصية منفتحه …منطلقه… لها الكثير من الأصدقاء ، كانت محبوبه في العائلة، من السهل التعامل معها فهي لبقة في الحديث، وسهله المعشر، عكسها هي فجر آلتي من الصعب أن تسمح لاحد بالاقتراب منها.
فقط ساجي كان رفيقها منذ ولادته، منى لم تكن تهتم به فهي سعت للإنجاب فقط حتى تكون والدة حفيد القاسم.
وليس اي حفيد بل أول حفيد ذكر يولد لديهم، خصوصًا وان صحة فريد لم تكن جيده ولم ينجب سوى فتاتين .
ساجي كان فرحتها، رغب صغر سنها عند ولدته لا انها تولت كل أموره من تعلم المشي والكلام و حب التصوير … كان ينعتها أمي ينام في حضنها حتى وصل لسنه السابعة عندما منعه سليم من ذلك، توقف عن النوم في غرفتها لكنه ظل يلقبها أمي في عدم وجود منى بالطبع … وهي لم تمانع ذلك.
ظل تعلقه بها يكبر معه ومعها فقد جمعها حكم الناس عليها…. ساجي كان ذو ملامح حاد جعلت الكثير ينعتونه بالبارد!
رغم أنه مجرد طفل لكن ذلك لم يمنعهم من التنمر عليه ونعته بالألقاب، التي تؤلم قلبها هي فهو لم يكن يعي مايدور حولة!
كانت المدافعة الاوله عنه لدرجة انها دخلت كلية رياض أطفال من اجله هو؛ كانت تخبره بانها ستنجب فتاة مخصوص كي يتزوجها هو لكنه يخبرها بإنه لا يريد الزواج لا منها!
تضحك وتخبره بانها عمته ولا يجوز ذلك… لتمضي الأيام وتخبره بانها اختارت اسماء أبنائها تيم او تيام لو كانوا ذكورًا لكنها لم تختر اسم فتاة، لا تعرف السبب لكنها في داخلها لم ترغب في أنجاب فتاة… ليس كرهًا في الإناث لكنه خوف من عدم القدرة على التواصل معها، فهي لم تقدر على التواصل مع شقيقتها ولا حتى والدتها، آلتي حاولت معها كثيرًا دون جدوى، فقط سليم كان الصدر الحنون لها عندما يجد وقت، فهو مشغول للغاية في العمل ولم يعد يقضي وقت معها مثل السابق.لا تعرف كيف استطع مجد أن يتسلل لقوقعتها دون أن تشعر… لم ينفر من صوتها رغم أنهُ استغربه في البداية، تجدة في كل مكان تذهب اليه … أحيانًا قبلها، يحاول لفت انتباهها باي طريقة .. لم يكن يعلم بإنها أنتبهت له منذ أول مره لمحته ينظر لها لها بتمعن وهي تحادث الصغير ساجي.
أعتقدت بإنه سيهرب بعد سماع صوتها، لكنه لم يفعل وظل يلاحقها مره بعد آخر حتى وقعت بإرادتها في الفخ.
المره تلتها مرة ، الحجه إنها سلمت نفسها بالفعل !!!!
في طريق عشقها المحرم داست على اكثر شخص أحبها بصدق و براءه واستغلته أسواء أستغلال
كانت تّحجج بذهابها مع ساجي ثم تركه لوحده في النادي او بهو فندق أو اي مكان أخر لتقضي بعض الوقت مع مجد.
في البداية لم يلاحظ ساجي مايحدث حوله ، لكنه عرف ان عمته تذهب مع مجد لسبب ما وتنبه عليه أن لا يخبر أحدٍ عن ذلك ابدا وهو حفظ السر.
عندما كُشف أمرها وتم حبسها كان هو من يتسلل لها ليجلب لها الطعام خلسه، فجده منع عنها كل شي فقط الماء والخبز اليابس!
كانت يتسلل عن ذهاب الجميع للعمل او ليلًا ، وكانت جدته تعلم وتقوم بالتستر عليه دون أن يعرف هو ؛ وعندما طلبت منه فجر ان يوصل رسالة لمجد رفض في البداية، فهو سبب ماحدث لها وعذابها الذي لا ينتهي، لكنها بقت تترجاه يومًا بعد الاخر لدرجة رفضت فيها أن تاخذ منه الطعام … عندها ذهب له مجبرًا ، أتفق معه بان يساعده على رؤية عمته فهي ترغب في الحديث معه، صحيح بآنه في داخله لم يكن مرحبًا لتلك الخطوه، لكنها عمته فجر… كيف لا يطيعها وينفذ لها طلبها!
هي أقرب شخص لها لا هي أمه كما كان يدعوها في صغره، حتى ضربة منى عدت مرات ليتوقف عن منادتها امي.
ماحدث بعد ذلك كان مأساة بمعنى الكلمة.
مجد أتي وقد قرر ما يرد فعلة؛ طلب من ساجي ان يبتعد كي يحادث عمته لكن ساجي رفض وطلب منه ان يتكلم امامه ويذهب بسرعه قبل إن يشعر بهم احدهم، عندها زاد غضب مجد الذي لم يكن مستعد لمجادلة طفل مدلل، فقام بضربه على رأسه كي يغمى عليه حتى يقدر على تحرير فجر والهرب بها… لكن الضربة كانت قويه من رجل بالغ ذو عضلات لطفل لم يتم العاشره بعد !
كما أن مجد لم يحسب المسافة جيدًا ؛ ترنح ساجي وعاد بظهره عدت خطوات ليتعثر بحافة السور القصيرة ويقع من ارتفاع كبير كاد أن يؤدي بحياته.
لم يهتم مجد بما حدث لساجي … كان كل إهتمامه هو تخليص فجر و ابنه الذي تحملة في أحشائها باقصى سرعة، حتى أنه جرها بقوه عندما أرادت أن تعرف ماذا حدث لساجي
ـقال لها بصوت غاضب وهو يضعها في سيارته ويقودها مبتعدًا باقصى سرعة:- أنه ابن القاسم لن يحدث له شي، أم أبني الذي في بطنك سوف يقومون بذبحه امامك لو لم نذهب حالا هل تفهمين.
كتمت صرخاتها وجعلت دموعها تتحدث بدلًا عنها…..
بعد سفرها واستقرارها في الخارج، زادت المشاكل بينهم خصوصًا بعد ولادة غسق؛ لم تقدر فجر على مسامحه مجد على مافعله لابنها الروحي وهو رفض الاعتراف بخطأ بل اصر بانه كان ينقذ ابنته وهذا اهم، خصوصًا وان ساجي لم يتاذي حسب كلامه… وصل به الحد بان هددها بالطلاق و اخذ ابنتها أن لم تكف عن الكلام عن ساجي بل منعها مجد من التحدث عنه بتاتًا فلا مكان اخر لها غير منزله بعد فعلتها…. حتى عند زيارة سليم لا يسمح لها بالسؤال عنه!
لم تقل سوى جملة واحده :- أنا احترق وأنت تلومني على رائحة الرماد!
ساجي ظل بينهما فهو الذنب الذي لم تغفره له فجر ولم يرد أن يتذكره هو.
أنت تقرأ
غسق الماضي
Romanceغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة