الفصل الثامن والعشرون
بسبب إتصال شقيقها اضطرت ساره للسفر بسرعة، رغم أنها كانت ترغب في البقاء إلى أن تستقر حالة غسق على الأقل؛ نبرة شقيقها الصارمه أنبأتها بأن هناك مصيبة، وليس مرض أمها فقط، طوال المسافة بين القارتين وجميع أفكارها تذهب في إتجاه واحد… كم تخشي أن تكون أفكارها صحيحة، هذا يعني شيء واحد أن هناك ضحية أخرى أو ربما ضحايا.
وصلت بعد فترة طويلة للوطن ، كان الإستقبال حافلًا ، لكنها لاحظت نظرات شقيقها وتوترهم، رغم اصرارهما على أن تذهب معهما بحجه أن والدتها ترغب في رؤيتها بشده، لكنها فضلت أن تقضي أول يوم في منزل أهل عمر، حتى لا تحرجه أمامهم ، كذلك لا ترغب في مواجهة ما تخشاه.
في منزل عائلة عمر اجتمع جميع أفراد العائلة للترحيب بهم، لم يفت على ساره تلميحات والدة عمر وشقيقاته.
-عمر هل رأيت هذا الصغير إنه حفيد عيسى ابن عمك هل تصدق، ابنه يصغرك بأكثر من خمس سنوات
-عمر تعرف جميلة ابنتة خالتك أنجبت إبنها الخامس، لم تنسى بأن تفرد أصابعها في وجه ساره خوفًا من الحسد.
- لم يرضى عمر الحوار الجاري، خصوصا حركة شقيقته الوقحة:- هل هي أرنب كي تنجب هذا العدد في أقل من سنتين؟ أليست هي من اقترضت مني المال كي تقيم فرحها؟- تغير وجه أمه وقالت بتأنيب :- هل تمن عليها بالمال؟ تعرف بأنها يتيمه و أختي لا تستطيع تجهيزها بعد أن زوجت باقي أبنائها، منذ متى ونحن نعاير الناس بمساعدتنا.
- تدخلت ساره لترطيب الأجواء :- بالتأكيد عمر لا يقصد ذلك يا عمتى، هو فقد استغرب …..
- قاطعتها في صوت عالي ينبض غضبًا:- استغرب من ماذا بالضبط؟ امرأه كاملة تزوجت من الطبيعي بأن تحمل وتنجب مثل باقي النساء السليمات.كانت ترمقها من أسفل إلى أعلى بنظرات قاتله، تخبرها بها بأنها لا ترقى لتكون امرأة خصوصًا لِإبنها.
شعرت ساره بنظراتها طلقات رصاص تخترقها، الألم الذي انبثق بداخلها لم تَشعر به من قبل، الألم مختلف عن أي ألم آخر شعرت به من قبل، تعرف بأن عمر يستحق الأفضل بل تتمني أن يجد إمرأة تعوضه عن السنوات التي عاشها معها، يحبس رغبته في أن يكون أب كي لا تحزن، يتحمل مرضها، بل هو السبب الرئسي في تخطيها جلسات العلاج القاسي، حتى وقت نفورها منه كان يتحملها ويعيدها له بحنانه ودفئ مشاعره، عمر ليس زوج أو رجل مثل باقي الأزواج، هو فعلًا يستحق أن يطلق علية رفيق الدرب.
- لم ينتظر ليسمع رد ساره، يكفي نظرة الكسرة التي اجتاحت عينيها، استقام من مكانه وذهب إليها يحثها على الوقوف متجاهلا وجود الجميع بما فيهم أمه:- قبل كف زوجته، هيا حبيبتي لقد حجزت جناح العرسان لنا.
إتسعت أعين الكل في صدمه، بل يكاد يقسم بأنه رأى دخان يخرج من أذن والدته وزوجة أخيه ، تلك التي لا تدع مناسبة إلا وتقوم بمعايرة ساره بمرضها وعدم إنجابها، كما تتباها بقدرتها على الإنجاب كأنه إنجاز عظيم لم يقم به أحد من قبل.
![](https://img.wattpad.com/cover/276013571-288-k315224.jpg)
أنت تقرأ
غسق الماضي
Romanceغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة