32

6.4K 164 9
                                    

الفصل الثاني والثلاثون
إنتهت أيام العزاء بهدوء، حضر وسام بصفة المسؤال عن التوزيع في مصنع القاسم تلك الوضيفه كان قد احتلها منذ مده ليست طويلة بغرض معين تدمير سمعة المصنع وبالتالي الشركه لصالح منافسين دفعوا مبالغ كبيره للاستحواذ على السوق، فعلها كثيرًا وكانت دائما بالنسبه له صفقات مربحه دون أن يلوث يدية بشيء الا هذه المره، فقد طالت المده وتشعبت الخيوط حتى كادت تفلت منه…كل ذلك بسبب روبين، تخاذلها جعلهُ يحِد عن الهدف الاصلي ليلتهي  بمشاكل فرعيه هي المتسبب الأول بها، بالاضافه لمشكلة سما التي كادت أن تقضِ عليه شخصيًا؛ المنظمه لاتمزح عند فضح آحد أعضائها يتم تصفية فورًا، عليه أن ينهي المسألة في اسرع وقت ويعزز مكانته في المنظمه.
قام بتعزيره الجميع بما فيهم روبين التي رمقته بنظرات ناريه تجاهلها وهو يقدم التعازي الحاره إلى ساجي الذي لم يعرفه وقد ظهر ذلك على وجهه فسارع للتعريف بنفسه.
شد على يده وهو يقول بفخر شديد:-وسام السايح مسؤال التوزيع في مصنع القاسم كما أني من أقرب لزوجتك، قصدك السابقه غسق الديب فهي ابنة خال زوجتى.
تنبه عقل ساجي فور نطقة بتلك الكلمات وربط الخيوط معاً، لمعت عينيه بوميض غامض لكنه حاول عدم إظهار اي من ما يدور بداخله:- اه تشرفنا.
ترك يده وتابع تلاقي العزاء، نبرته  البارد أحبطت وسام لكنه لم يخفى عليه تلك اللمعه في عينِه لابد انه يفكر في أرث غسق خصوصًا مع تراكم المشاكل القانونية وبالتالي المالية على مجموعة القاسم، ليصبر عليه حتى يستوي وبعدها ينقض لياخذ وليمته .

***********************************
في منزل غسق تم تجهيز كل الطعام والزينه ليكون حفلًا صغير بمناسبه عودت تيام للمنزل، حضر كلًا من ساره وعمر وتالين وحكيم الذان انتقلا لمدينة غسق رسميًا بسرعه اكبر من المتوقعه وبالطبع آدم ولم تغيب زهراء كذلك، فقد واظبت على زيارة غسق في المستشفى و تزوديها بالكلمات المحفزة، صحيح إنهما لم تتعمق في صدقتها معها ولا ترغب في ذلك سواء الآن أو مستقبلًا لكنها دعتها من باب المجاملة.
تالين كانت الاكثر سعادة وهي تحمل تيم تاره و تيام تارًة اخره، تتبادلهما مع ساره التي لا تقل سعادتها عنها، اما غسق فقد تولت أمر ضيافة الجميع بعد أن جهزت الاكل  وقامت بوضعه فوق طاولة المطبخ الرخامية الواسعة، طلبت منهم ان يتقدموا للطعام بعد أن أنهت لمساتها … تقدم الجميع على رأسهم آدم وخلفه زهراء التي أستمرت في تجاهُله كأنهُ غريب بالنسبه لها فقد تحيه بارده أمام الجميع…
-رفعت ساره حاجبها وهي تمسح الطاولة بنظرها لتقيم الاكل ثم قالت :- أولًا سلِمت يديك رغم إني متاكده بانكِ لم تطبخي شي من تلك الوليمة لكن منظر التزين رائع وشهي جدًا لكن اعتقد بانكِ نسيت الطبق الرئسي او المطعم الذي طلبت منه لم يرسله بعد.
نظرت لها غسق في بلاها بعد أن تأكدت من الاطباق التى رصتها فوق الطاوله :- لا كل شي هنا لم أنسى شيئًا.
أين اللحم …أنا لا أراه
تنهدت واغلقت عينها وهي تقول في قلت حيله :- لا يوحد لحم بعد اليوم لقد عدت لطبيعتى
-عقدت حاجبيها وضيقت بين عينها :-طبيعتك!!! متى تحولتِ من آكلات اللحوم للأعشاب بالضبط، حسب ذاكرتِ المتواضعه لم تتركِ مطعم  يبع اللحوم لا وهجمتِ عليه.
شعرت بالاحراج واحمرت وجنتيها  خجلًا من كلام ساره لكنها أدعت عدم المبالاه وهي تغرف لنفسها طبقًا:- لطالما كُنت نباتيه منذ صغري فقد وقت حملي اضطررت لأكل اللحوم بسبب الوحم، بما أن السبب زل وانجبت قررت أن أعود لطبيعتي قبل الحمل.
كان زهراء هي من ردت هذه المره بنبره استغراب :- تعني منذ كنتِ في المدرسة!!! لم أكن اعرف … لا أذكر بإنكِ كنتِ ضمن نادي للبناتين او شاركتِ في إحدى مظاهراتهم ابدًا.
لاحظت بإن  أنظار الجميع مسلطه عليها لكنها إجابة بهدوء وهي تهز كتفها:- هذا لأني لم أكن عضوه في آي نادي ولم أرغب في المشاركه في المظاهرات فانا لا احب المشاكل خصوصًا العلانيه منها.
أحيانًا  علينا أن نحارب علنيًا من اجل ما نؤمن به.
القت زهراء جملتها بتلقائيه شديده ربما لم تكن تعنِ شيء بعينه، لكن غسق شعرت بأنها رساله موجهه لها خصيصًا.
إنتهى الجميع من الاكل  وجلسوا يحتسون القهوة في الصاله اما غسق فقد وضعت اطفالها في غرفتهم  بعد آن قامت  بارضاعهم  ثم نزلت تكمل السهره مع الباقي
- سالتها ساره في قلقل:- الا تخافين عليهم أعني كيف ستعرفين إذا آفاق أحدهم وانتِ هنا؟
-ارتشفت من قهوتها الساخنه ثم إجابة:- هل نسيت كاميره المراقبه للاطفال آلتي اشتريناها؟ هي تعمل بالاستشعار ثم إن المنزل مزود بكاميرات مراقبه هنا و في غرفة الاطفال كي أستطِع أن أطمئن عليهم دائمًا، هلا كففتِ أنتِ و تالين على لعب دور الجده وانتقاد كل شي اقوم به.
- قالت تالين وساره في نفس واحد:- اناااااا
- لا خيالي، اعرف باني جاهله بالكثير من الامور والوضع ليس سهلًا فلا تزيدون الوضع سوءًا  علي من فضلكما.
مط تالين شفتيها :- حسنًا ايتها الام المتمكنه متى تّكرمي وتٌنازلي وتسمحي لي بإن ارسل صور الاطفال لوالدهم، لا يكفي بإنكِ لا تردين على إتصالاته، انهُ والدهم لا يمكنك حرمانه منهم …
-قاطعتها وقد تغيرت نبرتها الهادئه تلك التي لازمتها طوال الليلة لأخرى حانقه بشده وقد برز عرق في جبهتها يدل على مدى غضبها:- والدهم … هل تمزحين آي اب  يترك طفله في الحضانه حالة غير مستقر ويذهب جريًا ليلحق بعزاء والد زوجته الاخرى اعذريني اعني الوحيده فان لم اعد زوجته منذ زمن، والان بعد أن أنهى واجبه وتأكد بانها بخير تذكر بان له أطفال!!  لا عزيزتي لا تحاولي الضغط على بهذه الورقة أبدًا كنت دائما متساهله في حق نفسي اما أولادي لا، مادام لا يضعهم ضمن آول أولوياته اذان لن يكونوا في حياته ابدا.
كان صدرها يعلو ويهبط بطريقة ملحوظه وقد زادت ضربات قلبها وشعرت بآلم يسري في يديها اليسري تلك التي تأثرت سابقًا في بداية حملها لكنها لم تشاء ان تظهر ذلك أمام أحدى من الموجودين.
- لم تنطق تالين بحرف فقد شحب وجهِها فامسك حكيم بيدها يدلكها ويبعث فيها نوعًا من الطمانينة، اما ساره فقد قالت في محاوله لتغير الاجواء المشحونه:- سوف نتقاسم الأيام أنا وتالين حيث تحضر واحده منا كل يوم لتلعب مع الأطفال وتساعدك بالطبع.
حاولت بإن تجعل نبرتها مرحه كي لا تستفز غسق أكثر، ف غسق منذ ولادتها أصبحت غير تلك التى عرفتها سابقًا ، لم تعد هادئة مسالمة مثلا حمامة سلام بل اقرب لنمره مفترسة تنتظر من يحاول الاقتراب منها لتنقض عليه.
- وقفت زهراء وقد تخصرت وهي تقول:- وماذا عني؟ أنا أيضًا أريد أن اخذ يوم معكم، أحب الاطفال ولم العلب مع تؤام من قبل كما انهما شهيان جدًا لا أمل من خديهما الممتلئه لقد زاد وزنهم واصبحت فخذهم رائعًا للقرص.
أرتفعت حاجبي في دهشه تالين لتقول في جديه:- قرص من !!!اذا فعلتها انا من سيبلغ عنك شرطه حمايه الاطفال…
- تدخل آدم للدافع عن زهراء و ربما كسب نقطه عندها:- لا تاخذ كلامها بطريقة خاطئه، زهراء خبيره في الأطفال هي من تساعدني في تربية دودي صدقيتي لولها لم أستطعت  إقامة علاقة معه فهي أقرب له مني بل هي في مكانه والدته.
- مال عمر عليه وهو يهمس في أذنه:- سكَتْ دهرًا ونطقت كفرًا.
لم يفهم آدم قصده فظل ينظره له في بلاها اما زهراء فقد استأذنت بهدوء فقد فهمت مغزى كلام آدم جيدًا، ذهب الجميع لمنازلهم وكانت ساره آخِر من غادر، لم تشاء أن تتركها وهي غاضبه أستطعت إخراجها من مزاجها السئ بإن قصت عليها القليل من قضيه خالها وماحدث عندما عادت للوطن، لم تسألها غسق اذا كانت هي أيضًا ضحيه له،  في الحقيقة هي لم تحتج للسؤال فقد ربطت الأحداث في عقلها دون أن تظهر شي لها؛ بعد مغادرا ساره وعمر بقت غسق تفكر فيها، لا تتخيل المعاناة التى عاشتها بل لازالت تعيشها وقد فُتح جرحها من جديد، لِاول مره تشعر بان هناك من عانى أكثر منها مؤخرًا اعتقدت بان حياتها كانت الاسوء خصوص بعد زواج ساجي وما جره خلفه، لم تفكر لا بالسلبيات فقد رغم انها طوال فتره إقامتها في منزل جدها كانت راضيه بل ممتنه لما لديها فهو افضل من العيش مع عائلة غريبه، جعلت الغضب يتملك منها ونسيت فضل الله عليه فقد حماها من الأذى ليس فقد في طفولتها،بل حتى عندما كبرت ذلك الوغد الذي كان يلاحقها دئما ويسمعها كلامها وقح بطريقة مبطنه، لم تجرى يومًا على اخبار احد عنه خاصه ساجي… ارتسمت إبتسامة هازئه على شفتيها وهي تتذكر سفره بسرعه وتركه لها وللاطفال كي يكون بجانب حبيبة قلبه، فعلا المواقف هي من تفضح مشاعر الشخص أمامك، ساجي لم يعد له رصيد كي تسامحه مره اخره .
نبهها جهاز الأطفال الموصل بكاميرا في غرفته بإن احد طفليها قد فاق والأخرى سيتبعه بعد ثواني كالعاده، اسرعت لهم من الواضح بآن ليلتها قد بدأت للتو.

غسق الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن