الفصل الخمسين
فقط ام الأطفال اصدرت صوت شهقة استنكارية !اما الباقي لم ينطقن بل كُن ينتظر لغسق بعد جملة الطبيبة الاخيرة.
شعرت غسق بقلبها ينبض بشدة كانها خائفة؟!
-أزدرت ريقها وقد ظهر التوتر على محياها و صوتها كذلك:- لا أفهم من أين اتّكِ لكي تلك الفكره؟
- كان صوتها حازم رغم هدوئه:- لنبدا من الأول، أنتِ لم تقولي ولا مره بانك مازلتِ تحبينه، بل حتى لم تقوليها له رغم انه حسب كلامك اعترف لك بحبه اكثر منه، بل أصبح يتفنن في ذلك…. فقط قلتِ بانكِ تحبين الشعور الذي ينتابك عند سماعك لتلك الكلمات!
ثم هناك طلبك غير المنطقي بإن يقيم حفل الزفاف في نفس الفندق الذي اقام فيه زفافه على المرأة الأخرى، غير سلسلة الطلبات التي حسب كلامك لم تتوقعِ ان يوافق عليها لانها تمس رجولته، بل اصرتِ ان تقوم بطلبها أمام عائلة!
- قاطعتها غسق بصوت حاد مستنكر:- من حقي أن اطلب مايجعلني اشعر بالأمان في علاقتي معه، خصوصًا بعد ماحدث منه من خيانه؛ واذا كان يشعر بالتقليل من قيمته لما وافق.
كانت تلهث لانها تكلمت بسرعه وقد ظهرت حبات عرق على جبهتها، من ماجعل الفتاه الاسيويه تعطيها منديل لتجفف به جبينها.
تركتها لعدت ثواني قبل ان تقول بنفس النبره:- الامان لا يطلب بل هو شي تشعرين به مع المواقف والوقت…. مثل الحب!
أنتِ لم تنفِ ماقالته وهذا يجعلني أشك بحقيقة رغبه في العوده لوالد اولادك…. كما يجعلن أشك في امر حبك له برمته!
اذكر جمله قالها لكِ مره(( إنك لم تحبيه بالفعل بل لانه فرض عليكِ ولم يكن لديك خيارات إخرى))
وانا الان اسالك غسق هل حقًا تحبين زوجك، آما إنك عدت له كي تنتقمِ منه بعد أن تذيله امام الجميع وتتركيه بعدها محطم القلب والكرامه؟!
تعالت الشهقات المستنكره…. حتى غسق نفسها شعرت بصدمه من كلام الطبيبة الحاد لها، المشكله بانها لم تقدر على نفية تمامًا…. جزءً منها أراد اذلال ساجي!
لذلك اصرت على ذلك الفندق …. نعم أرادت فقط لانه اقام به زفاف روبين.
لن تكذب على نفسها…. رغبة برد كرمتها أمام الجميع …. حتى شروط قبولها للزواج تعرف بانه غير مقبوله لشخصية ساجي،… ساجي الذي يدير جميع أعمال عائلة القاسم ولا يجرؤ احد على معارضة او حتى محاولة التحدث معه بطرية خاطئه، حتى جدها يحترمه ويخشى أن يغضبه في الكثير من الأحيان ؛ لتأتي هي وتملي عليه شروطها بتلك الطريقة !
تذكر ردت فعل سامي، الذي أستهجن طلبها بشدة… صحيح لم يقدر على منعها لان علاقتهم ليست قوية ، لكنه لم يدعمها بل اخبرها بانه لن يكون شاهدًا على تلك المهزله.شعرت بنفسها تختنق وقد حاصرتها أفكارها لدرجة شعرت معها بعدم قدرتها على حديث حتى.
-لم تخفى على الطبيبة التغيرات التي طرأت على ملامح غسق، لتقول بصوت هادئ هذه المره:- أرجوا ان تفكري في إجاباتك كي خبريني بها الجلسه القادمه ، المهم أن تكوني صادقة مع نفسك، لا تضيعِ المزيد من الوقت في الانتقام يكفي ماضاع.*****************************************
لم يكن أحد المناظر الخلابة التي أعتادت اخذ صور لها، ولا حتى مناطق الحروب والمجاعات الكثير من ما تقدر على توصيل صور المعاناة بها لكل الناظرين لصورها في جميع معارضها حول العالم؛ هذه المره المكان كان مختلف بالمره و خطير جدًا.
هذه المره مكان التصوير كان بركان على وشك إن يثور!
في احد الجزر الاستوائية التي تكثر بها البراكين، اغلبها يكون خامل في العادة…. أعلنت الأرصاد عن ثوران البركان منذ عدت أسابيع ليتجهه الكثير من علماء الجيلوجيا والمتخصصين في البراكين بالذات، مع عدد لا بأس به من مذيعي القنوات الاخبارية لمحاولة نقل البث المباشر لثوران البركان.
كانت زهراء ضمن الاقل من خارج تلك الفئة المعنيه بالموضوع؛ فلا هي عالمة مختصه بالبراكين ولا حتى تتبع قناه تلفزيونية لتصور لها، جاءت بناء كل طلب بل هو اللحاء في الواقع بعد عدد كبير من الإتصالات و الرسائل الاكترونية. وافقت على مضض، لتلبية طلبة رقم مائة وثلاثة وسبعون حسب رسالة الاخيرة؛ وهاهي ألان تجهز كاميراتها لتصور له البركان، رغم معرفتها بانه لا يحتاج له فهو لديه مجموعة من المعدات وآلات القادره على تصوير البركان من مكان أقرب!
فهي مزوده بخاصية التحكم عن بعد وقادرة على الطيران لتصل لفوهة البركان، بل احد تلك الات قادر على اخذ عينه صغيره دون أن تنصهر من شدت حرارة الابخرة المتصاعدة لانها مصنوعة من مادة مقاومة للحرارة.
الياس زكريا…. او الدكتور زكريا عالم الجيلوجيا، مختص في البراكين؛ تعرفت عليه وهي تعمل على أحد مشاريع التخرج، لم تكن تعرف بانه عربي في البداية لآن أسم يمكن ان يكون لشخص عربي أو أجنبي، لكن شكله وعينيه شديدة السواد هي التي أكدت لها هويته، كما انه تحدث معها بالعربية ليعرفها بنفسه.
الياس شخص هادئة جدًا على النقيض منها، فضحته عينيه واعلنت عن إعجابه بيها، الا ان لسانه لم ينطق بها!
كان يتواجد في جميع معارضها دون أن يحاول التكلم معها، بل انها تكاد تقسم بانه يتجنب عمدًا رؤيتها!
لم تلك هذه المره الاول التي تتلقى فيها أتصال من مساعدة كي تقوم بتصوير حدث يخص احد الظواهر الطبيعة، لكنه لم يلح عليها من قبل، بل لم يقم هو شخصيًا بلاتصال بها مثل هذه المره، ربما يكون هذا سبب موافقتها…. تريد أن تعرف ماذا يريد منها!
لماذا يلاحقها في صمت.
تابعت الشاشة التي تنقل لهم صور البركان من أعلى كي تقوم بتوجيهه الى الزاوية الصحيحه لاخذ صور كي تظهر بطريقة طبيعية قدر الإمكان.
رغم عنها شعرت بملل، هذا ليس عملها، لتسحب الغطاء عن عدسة كاميرتها وتقوم بالتقاط صور للمكان؛ وجدت نفسها تلتق صور لهُ!
الياس كان وسيمًا هذا ما لا يمكن إنكاره، طوله المعتدل … وجهه ذو الملامح الجذابه الحاده في نفس الوقت… عينيه.
اكثر ماتحب به تلك العينين شديدة السواد ذات الاتساع الذي يجعلك تغرق في ليلها دون أراده ؛ اما نبره صوته الرجولية فهي قصه اخرى.
رغم انه قليل الكلام لكنها حضيت بعدت محادثات طويله معه لم تمل فيها من الجلوس معه، رغم ان موضيع الحوار كانت لا تتطرق لعملها في المجمل، لكنه مستمع ماهر وهذا سبب اخر يجعله اكثر جاذبيه بالنسبه له.
هزت رأسها عندما وجدت نفسها تتغزل فيه دون أن تدرك ذلك.
- سمعت ينادي عليها لتلتفت له، فأهداها ابتسامه رزينه:- تعالي لتشاهدي المنظر قبل أن تلتقط الكاميرا الصور.
- اقترب تشاهد بحذر وقد تغيرة نظرها له:- اممم جيد يمكنها التقط صور.
نظر لها بنصف عين و باشر في التقاط الصور؛ في الواقع هو التقط هذا الصورة فقط من أجلها .. فهي غير مفيدة في عمله بالمره، وما يحتاجه كان قد أخذه منذ مده… لكنه يتعمد البطء كي يطول الوقت معها.
قاربت الشمس على المغيب دون جديد يذكر، فقط احاديثك الشقية التي لا تنتهي وكما ضحكت عندما وجدته يحضر لها قهوه على الفحم!
- ياللهي ساره ورائ بقهوتها حتى هنا!
- باستغراب:- ساره؟
- اطلقت ضحكه متوترة تم اخبرته بأختصار عن علاقتها بساره:- وهذه هي ساره التي تعشق القهوه بل تقدسها ولها طقوس معينه لشربها وتجبرنا عليها.
- اطال النظر اليها ثم قال بصوت رخيم :- زهراء هل توافقين على الزواج مني؟
- لعدت دقائق لم تنطق، بقت متسعا العينين مفتوحه الفم، حتى خرج اخيرا صوتها بصعوبه:- ماذا قلت؟
-لم تتغير نبرته بل قال باصرار:- انا لا اجيد الف والدوران، تعرفين بأني معجب بك منذ زمن بل انا احبك في الواقع ؛ لكني لم اقترب منكِ أو اقوم بأي خطوه لاني لم أكن متاكد من علاقتك بآدم، من يراكم من بعيد يعتقد بان بينكما علاقة رومانسيه؛ لكن بعد عودتِ سفرتي الاخيره التي استغرقت عدت أشهر، عرفت بانه تزوج من آخرى أذن لا توجد بينكما علاقه، وخوفي هو ما جعلني اعتقد ذلك!
لذلك لن اضيع المزيد من السنين فقد قاربت على منتصف الثلاثينات وانا ارغب في الاستقرار معك…. إذا وافقتي بالطبع.
لا تعرف إذا كانت مصدومه أو لا… جزء منها كان يعرف باعجابه الصامت، لكنها لم تتوقع هذه الجرائه منه، لا تعرف بما ترد … في الواقع ليس لديها جواب مناسب، ماذا لو وافقت واكتشفت بانها لاتزال تحب آدم!
ولو رفضت ويكون هو الشخص الصحيح!
أنت تقرأ
غسق الماضي
Romanceغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة