الفصل السابع والعشرين
بأمر من وسام توجهت سما إلى منزل والدتها، لا تذكر آخر مره وطآت قدمها ذلك المنزل، كانت تظن أنهُ قد بِيع، أو على الاقل أصبح ملك لعم والدتها؛ من الواضح أن هناك أسرار كثيره لا تعرفها عن أمها، هذه المره يجب أن تتبع أوامر وسام بالحرف.
دخلت من البواب القديمه للمنزل، رغم قدمه وعدم إهتمام احد به منذ زمن لإنه لازال فخمًا كما عهدت في طفولتها، كل شي على حاله حتى داخل المنزل، لم يتغير شي، فقد ظهر الزمن على الأثاث الذي كان يعتبر قيمًا يومًا ما، جلست على الصالون الاحمر ذو المساند الذهبية، وأخذت تتطلع لتفصل المنزل من الداخل، صور جديها و خالتها تملاء المكان حتى صور خالها مجد موجوده صحيح بإنه له وهو طفل، لإنه وجودها يعني شي واحد بان جدها لم يتبرأ منه أويحرمه من الورث كما إدعت امها، كم كذبه آخرها قالتها وصدقها الجمع ياترى
سيد سما، السد سميحة تنتظر في الاعلى فهي متعبة ولا تستطيع النزول
هزت سما رأسها في تفهم وقامت لتذهب لها، وصلت الى الغرفة التى أخبرتها الخادمة بانها موجوده بها، لكنها لم تستطع فتحها مباشرًا، أخذت هواء ثم كررت على نفسها كلمات وسام، تم دقت الباب ودخلت قبل إن تسمع الرد
مسحت الحجره بأنظارها قبل أن تدخل، ما ان خطت قدمها الغرفة حتى سمعت صوت والدتها ياتي من الركن البعيد، كانت الغرفة مظلمه نوعًا ما من ما جعل سما لا تستطيع قراءة ملامح والدتها، أشعلت الانوار كي تراها بوضوح، ثم تقدمت إليها وبداخلها قلب يرتعش من شدت الخوف.
- برغم كل الثقة التي حاولت ان تتظاهر بها لا إن صوتها خرج متحشراً:- كيف حالك أمي، أشتقت اليكِ حتى و أن لم تسألي عني طوال المده الماضيه.
برغم كل غضبها عليها، بل هي كانت أقسمت بينها وبين نفسها بأنها لن تتعامل معاها او تكلمها بعد أن فضحتها لدى أبنائها ، بكن بمجر سماع صوتها نسيت كل غضبها، بل لم تشعر بشيء ناحيتها سوى الاشتياق، اشتاقت لأبنتها جدًا، فهي الوحيده التي شعرت ناحيتها بمشاعر الأمومة التى سمعت عنها كثيرًا ولم تشعر بها إتجاه سامي أو سمر؛ ربما لأن حالتهم المادية أصبحت افضل، او ربما لأن سما آخذت من جمالها، لا هي تعرف السبب لأنها أقتنعت بأن محمود سيظل زوجه الى النهاية، حسنا هي لم تطلب منه الطلاق يومًا، لكنها لم ترضى عنه كزوج أو كرجل ابدا….
امي هل تسمعيني؟
بغضب مصطنع:- ماهذه الجرأة تاتين اللي بقدميكِ بعد الذي فعلتيه؟ فعلًا الذين أختشوا ماتوا
- رغم قسوه ردها لأ انها رأت الشوق في عيني والدتها وقررت كالعادة أستغلال ذلك، ركضت ترمي نفسها تحت قديمها:- أمي حبيبتي أشتفت لكِ كثيرًا، كدت اجن وأنا في سجني لا اعرف ماذا حدث لكِ، بعد حديثي مع سمر، زاد نحيبها الكاذب وهي تضيف؛ أعرف بإن سمر لن تغفر لكِ ، خفت بأن تلقي بكِ في السجن أو اسواء، يالهي كان عقلي يصور لي اسواء السيناريوهات عما قد تفعله بكِ سمر او سامي؛ أحمد الله على وجود بيت جدي لكي تحتمي فيه من شرهم.
ربتت على طرحتها بحنان:- أقدر الوضع الذي كنتِ فيه، لم تكوني في وعيك السجن جعلكِ تقولين أشياء لا تعنيها ، لا باس كلنا نخطأ حبيبتي، المهم انكِ بخير وقد خرجتي من تلك القضية
-نعم خرجت أخيرًا، المحامي الذي جلبه أستطاع إخراجي لعدم كفاية الأدلة.
- أتسعت عيني سميحه في دهشة وهي تضرب على صدرها:- ماذا هذا يعني آنه من الممكن أن تعودي إلى السجن في حال وجدوا أدلة تُدِنك.
- شحب وجهه سما حتى حاكى الموتى، فرحتها بخروجها جعلتها تغفل عن هذه النقطه تمامًا هزت رأسها تنفض عن رأسها تلك الأفكار:- لا تقلقي يا أمي وسام سوف يعتني بي جيدًا.
لم تقتنع سميحة بكلامها أصلًا حتى سما لم تكن مقتنعه بماتقوله؛ رغم ذلك لم تقم إحداهما بالبوح بما يجول في داخلها.
أنت تقرأ
غسق الماضي
Romanceغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة