الفصل الرابع والثلاثين
لم تمر سوى بضع دقائق لكنها شعرت كأنها دهر، أخذت تنظر حولها إلى الغرفة فى أنتظار قدوم العسكر مع سراج فقد تحصلت على أذن زيارة له بسهولة لم تتوقعها، بداخلها خوف من رفضه لرؤيتها بعد أن وصلة أخطار المحكمة بقضية الخلع وخوفًا آخرى من مواجهة؛ دون أن تدري وجدت نفسها تدعوا سرًا بإن يرفض رؤيتها، ليفتح الباب ويظهر من خلفه العسكر يجر سراج مكبلًا بالإصفاد منحني الرأس؛ دعوتها لم تستجب للأسف وعليها الأن مواجهة، أزدرت ريقها وهي تنظر له من أسفل رموشها ببطء؛ خسر الكثر من وزنه وظهرت هالات سوداء تحت عينيه الامعه، كما نمت لحيته بكثافة ظهر عليه الكَسره ليست كَسرت السجن…. بل كَسرت الخذلان….. خذلانها له، لابد بأنة يكرها الان.
خرج كلًا من الضابط والعسكري بعد إن فك يدي سراج من القيود الحديدية، ليترك لهم حرية الحديث؛
جلس سراج على الكرسي المقابل لها، تطلع بها قليلًا كأنه يريد أن يرتوي من ملامحها وقد فاض الشوق أنهارًا من عينيه، لدقائق لم ينطق أحدهما بحرف بل ظل كلًا منهما يحدق بالآخرى وكأن الزمن قد وقف فجأة
- استقام سراج من جلسة ليقول بنبرة هادئه ممزوجة بالآلم:- أنتِ طالق، مؤخرك سيصلك عن طريق شيك مصدق، لقد أتفقت مع غسق على كل شي هي ستنهي الأمر، أذا رغبتِ في المبلغ نقدي فقد على إياد أو إيهم أبلاغها وهي ستقوم بالمطلوب.
خرج وتركها تنظر اليه غير مصدقة؛ لم يودعها حتى! ماذا حدث للتو…. هل طلقها سراج؟ بهذه السهول؟ هي كانت ترغب في أخبارها بأنها ستسحب قضية الخلع حتى تنتهي مشاكله القانونية، كانت تريد أن تعطيه فرصه ليعتذر لها يسمعها كلمات عشقه وحبه الذي تعود بآن يغرقها بها دئما، بان يتذلل لها، إي شي لا أن يفعل ذلك، شعرت بان قدميها تسمرت مكانها ولم تعد قادره على حملها لدرجة أن إيهم من ساعدها للوصول إلى السيارة من حسن حظها بإنه أصر على أنتظارها خارج غرفة مأمور السجن بدلًا من سيارة، لم يحتج أن يسألها عن ما حدث بالداخل إبيضاض وجهها ورجفت يديها أخبرته بكل شي، هل يخبرها بزواج إياد وسابين! أم يؤجل الامر قليلًا.
أخذ شهيق قوي وقرر بإن يؤجل الأمر لبعض الوقت… فلتأتي المصائب فردا.
********************************************
لم يكن أمامها خيار أخر فقد وضعتها ساره في خانة اليك، ماهون الأمر قليلًا هو أن المحقق كآن محققة أنثي، من الواضح بأنها تعاملت مع هذا النوع من القضايا كثيرًا فقد كانت صبوره جدًا متفهمه لابعد حد
- حاولت أن تمسك نفسها لكنها أنفجرت ببكاء عند تذكرها لعيني صغيرها:- لقد رأني، شاهد ماحدث كله لم أستطِع أن احميه من ذلك، ياللهي أنا ام سيئة كيف سمحت بذلك.
أخذت ترتجف في نحيب شديد وهي تضم قديمها لصدرها وتلف يديها حولهما في وضع يشبهه التوقع.
- أردت ساره الاقتراب منها لا أن المحققة أبعدتها بإشاره من يديها لتقول بهدوء مدروس:- سيدتي مافعلته هو أفضل شي لحماية صغير في ذلك الوضع، لا حد يمكنه التنبؤ بردت فعله او ماكان سيحدث لو حاولتِ فعل شيء لابعاد طفلك.
كانت تحاول قدر الأمكان عدم ذكر آدم أو الاعتداد حتى لا تخيفها أكثر.
- طلت عينيها تنظر اليها بإهتزاز :- أنا السبب لقد أغضبت ربما لو…
- أمسكت المحقق يديها لتجبرها على السكوت:- ربما لو أعطيتة حقوقه أو ربما لو لم تقومي باستفزازه، هو ليس عنيف بالعدة ، بل أنتِ من قمتي بإصاله لتلك الحالة ، ربما وربما … هناك الف الأعذار والتبريرات التي لا نهاية لها؛ للاسف هذه الجريمة تحدث للمئات من النساء يوميًا والكثير منهن لا يقمن بالإبلاغ، بسبب الرئسي هو لوم النفس على ماحدث لهن، لا تضعِ ذلك في رأسك ابدًا أنتِ لست ملامه بل أنتِ ضحيه ِلشخص حقير أستغل الوضع ليثبت لنفسه بإنه قوي، وانا من سيجعله يدفع ثمن.
بعد أنتهاء التحقيق سمح الطبيب لها بمغادرة المستشفى، لم يكن الآلم جسدي بل نفسي بالدرجة الاول، مزيج من الكسره والمهانه والذل لم تشعر بهما من قبل في حياتها، اذا كانت تعتقد أن ماحدث من قبل هو كسره لها فان هذا الشعور لا وصفه ابدا،الامر الاكثر قسوه هو شعورها بالذنب!!! يعتريها شعور بانها هي من تسببت بذلك لنفسه، هي من وافقت على الزواج منه، هل صدقت بأنه لن يطالب بحقوقه؟ تعرف جيدًا بأن آدم يردها زوجة كاملة لها والآ ماكان هددها لتقبل الزواج منه، كما أنها تعترف بأنها أستفزت كثيرًا ربما هذا هو السبب نعم هي مذنبها.
-أنفجرت في بكاء مرير وهي تلطم وجهها وتقول بصوت عالي:- أنا السبب …أنا من سمحت له …. أنا من استفزيته…
- علا صوت نحيبها حتى غاب صوتها أو ربما فقدت القدرة على النطق، لتقول لها ساره في صرامه مفتعلة:- أخرسي لن أسمح لكِ بلوم نفسك و تبرئة ذلك المجرم، مهما كانت الأسباب الواهية التى رددتها لتقنعِ بها نفسك بانكِ من دفعة لذلك، هي غير صحيحة تمامًا.
- أمسكت فكها ورفعته للأعلى :- أنظري لي غسق، لا تخفضِ عينيك لستِ ملامه ولا مجرمه لتفعلِ ذلك، إياكِ بإن تشعري بالخزي والعار هو من عليه ذلك، تفهمين أم اعيد كلامِ ؟
لم تجب لفتره ثم هزت رأسها بإيجاب دون أن تنظر لها؛ كان وضعها سيء جدًا لذلك لم تضغظ عليها أكثر تركتها لتنام قليلًا عل الغدا يكون أفضل.
أنت تقرأ
غسق الماضي
Romanceغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة