الفصل الواحد والثلاثين
لم تكن كلمات عادية بل تعويذة سحر غُزلت بحروف عاشق إذابة الشوق لمحبوبته، رفعت جفيها لتصدم بنظراته التي أضناها العشق… يالهي هل يوجد حب بالواقع مثل الذي نقرأ عنه في الكتب ويتغنى به الشعراء، لم تصدق بإن تلك العِبارات موجهه لها هي، لم تَعدت ذلك من قبل كانت أقصى أحلامها تنحصر في كلمه (أحبك) من ساجي، ربما نظرة عاشق …. هزت رأسها تبعد ذكريات ساجي المحبطه عنها هي ألان أمرأة حره يتغزل بها رجال يذوب بها عشقًا ، حسنًا ربما عليها أن تنفذ المثل القائل ( خذ من يحبك لا من تُحبه) .
-أغمضت عينيها وفتحتها لتقول في هدوء بصوت خفيض:- حسنًا سأفكر في عرضك جيدًا وأعطيك رأي بعد المده التى حددتها، لكني لن أكذب عليك آدم فانا لازلت احمل مشاعر لساجي ….
-قطعها بسرعة وكأنه ينتظر منها هذا الاعتراف:- ليست حبًا أنا واثق من ذلك ربما عشره فقد؛ أنا قادر على أن أزيل أي مشاعر زائفه بداخلك.
- حدثته بنظره ذات معنى وصل لهُ فورًا لكنه لم يكترث، أستقامت وهي تقول في هدوء:- لقد تاخر الوقت يجب أن اعود إلى المستشفى ألان.
ذهبت دون أن تودعه حتى لن تعطيه أملًا كاذبه، رغبه سعادتها بكلماته لا أنها لن تقبل به لهذا السبب فقد، بل هي لن تفكر في عرضه حتى تتحسن حالة طفليها وبعدها لكل حادثً حديث.*****************************
رغم مرور أكثر من أسبوع على معرفته بلقاء ساجي وخالد وسفر ساجي بعدها إلى فرنسا الا أنه لم يستطِع معرفه متوصل له من معلومات هناك، آلف هاجس يظهر له، هل عرف ساجي من خلف كل مايحدث لشركات القاسم، اما أنه فقد يبحث خلف روبين للانتقام منها؟ لكن كيف ماذا اخبره خالد جعله يذهب مباشرةً إلى فرنسا بالذات، اليس من الأسهل أن يبعث شخص يتقصى له عن ما يريد كما فعل مع غسق سابقاً، غسق هي الأخر أصبحت فريسه تنتظر الانقضاض عليه فما تملك من أموال القاسم و ورثتها من والدها ليست بالرقم الهين؛ أخبرته سما بإن والدتها ترغب في إعطائها ميراثها مع الفوائد أيضًا تلك العجوز الشمطاء كل تلك السنوات وهي تحاربها ولآن تذكرت بأنها ابنة شقيقها الراحل!!!! لن يجعلها تنفذ مخططها، هو من سياخذ جميع الأموال بعد أن ينهي على عائلة القاسم وشركتهم لحساب المستثمر الأخرى كما يفعل دائما.
-اخذ هاتفه الخاص بالعمل وطلب رقم ليجيبه بعد رنه واحده :- اليوم تنهي مهمتك وأنا سأحصر على وجود روبين في الوقت والمكان المتفق عليه، أغلق دون أن ينتظر الإجابة فهو يعرفها مسبقًا.
وصلت روبين إلى المستشفى لتجد والدها ينتظرها خارجها مع ممرض يجر كرسيه، لم تحاول حتى اللقاء نظره عليه أو الخروج لمساعدة في ركوب السيارة بل تركت المهمه للممرض والسائق رن هاتفها لجيب بسرعه فهي تنتظر هذه المكالمه منذ الصباح الباكر
- بنبره إغراء تجيد أستخدامها جيدٍا:- آهلًا سيادة العقيد هل يجب عليِ أن انتظر كل ذلك كي أسمع صوتك الم تعد تحب سماع صوتي!؟
كانت الإجابة مرضيه لها على مايبدوا فقد أطلقت ضحكه عاليه وهي تلعب بخصلات شعرها الذهبي وقد لمعت عينيها بشده.
- زاد صوتها أغراًء اذا كان ذلك ممكن وقد خفضته قليلًا مع جلوس والدها في المقعد الأمامي بجانب السائق و أنطلاق السياره بهما:- كما اخبرتك في رسالتي اريد أن يتم الحجر على كل شي و ايداعهم في السجن أنت اكثر من قادر على ذلك، والأدلة التي لدى الشرطه ليست قليلة، كما أني قادره على تزويدك بكل مايلزم في القضية.
- سكتت قليلًا وهي تستمع له وقد عقدت حاجبيها وزال عنها الاغواء الزائف:- ماذا تعني بأنك لا تقدر من الذي يقدر إذًا؟ هل نسيت ماذا املك ضدك، تلك الملفات لازالت عندي وصورك مع فت……
- شحب وجهها بعد أن قطعت كلامها فجأة وقد أنتبهت بان والدها يتابعها في المراه؛ أجلت حلقها ثم قالت بصوت خفيض:- حسنًا فلتفعل ذلك فقد أنا موافقه لكن بعد أن أجلب لك بقيت الاوراق أريد ان يسجن ساجي أيضًا.
اتسعت عيني خالد عند سماعه جملتها الآخيرة أرد أن يفهم منها ماتنوي فعله لكنه قرر الانتظار حتى يصلوا إلى المنزل لن يتحدث أمام السائق الذي لا يعرفه يبدوا بأنها عينت سائق جديد بدلا من القديم، اخذ يتابع الطريق لكنه لم يتعرف عليها، عقد حاجبيه ركز عله يتذكر الشوارع هل نسيَ طريق منزلة؟؟؟ قد تكون حاله المريضة اثرت على ذاكرته.
- قال بكلمات حاول ان يجعلها واضحه قدر الإمكان:- روبين إلى أين نحن ذاهبان؟
- أجابت في ملل دون أن ترفع عينيها عن هاتفها:- إلى المنزل بالطبع أمي تنتظرنا هناك، لم ترغب في الحضور معي فهي تكره المستشفيات كما تعلم.
-قال بتهكم يتخلله حزن:- أعرف جيدًا فهي لم تزرني سوى عدت مرات بغرض استقبال أصدقائها وليس لتطمئن علي.
-حركت عينها في ملل دون أن تجيبه؛ منذ متى أصبح يهتم والدها بتلك المشاعر البائسه لابد بانه مخه قد تضرر وليس جسمه فقد.
بعد قليل دخلت السيارة إلى طريق زراعي ومنه إلى مزرعه وسام هنا تنبهت روبين وأخذت تنظر حولها في هلع.
- صاحت في السائق:- لماذا جلبتنا هنا طلبت منك أن نذهب لمنزل والدي، هي حرك السيارة وعد إلى الطريق الصحيحه ولأ لن …..
لم تكمل تهديدها فقد فُتِحت الأبواب وقام احدهم باخراج خالد من السياره عنوه كذلك حدث معها مع الفرق بأن من أخرجها قام بتثبيت يديها خلف ظهرها وقام أخر بوضع مسدس على صدغها؛اما خالد الذي لم يقاوم بسبب الشلل الذي أصابه نصفه السفلي فقد شعر بالاختناق جراء الضغط من ساعد الرجل الضخم على رقبته بشده ف جحظت عينيه بشده حتى يظن للناظر بانها ستخرج من مكانها.
قاموا باخذهم إلى خلف المنزل وادخالهم دون مقاومه تذكر الى مبني متوسط ذو جدران أسمنتية بارد نوعًا ما، به عدت أسره طبيه وأدوات جراجيه والكثير من ثلاجات غربية الشكل، الأرضية بها بقع دم متباينة الحجم والشكل، كان خالد ينظر برعب لكل ماحوله وقد كون فكره عن المكان المتواجد به رغم استغرابه لماذ يفكر آحد بأن يأخذ اعضائه او أعضاء أبنته فهو نصف مشلول وقد امتلاء جسده بالأدوية الضاره التي تجعله متبرع مرفوض كما أن روبين ليست ذات فئه دم نادره كما أن شربها للكحول يجعلها مثله وربما أسواء؛ إما روبين فلم تفكر في كل ذلك بل ركزت تفكيرها في السبب الذي جعل وسام ياتي بيهم إلى هنا؟
- لم يطل انتظارهم، اغمضت روبين عينيها وهي تسمع صوت وسام الشامت خلفها:- آهلا بك سيد خالد في معملي المتواضع، لا تقلي لي بإنك لا تعرف شيء عن ما يجري هنا ..ابنتك شريكتِ في كل شي بل هي الموزع الرئسي اممم أستطِع أن أجزم بإن أرباحنا قد زادت الضعفين بعد شراكتنا وربما اكثر، لا تستقل بتلك العيون الخلابة فهي قادره على إبرام صفقات كبيره بطرق لا تخطر على بالك.
تجمد وجهه روبين وعرفت بان النهاية آتيه لا محاله بما أنه قرر فضحها أمام والدها إذًا فقد صدر حكم الاعدام بحقها؛ أما خالد فلم يستوعب نصف الكلام الذي سمعه حاول تحريك رأسه عله يفيق من الكابوس السخيف الذي يعيشه لكن تلك الساعد المطبقة على رقبته منعته من أن يفعل .
- مااااذا تقول لا أفهم منننك شيء؟ لابد باننننك مخطئي
- اطلقت وسام ضحكة عالية مستمتعًا بمنظر خالد المذعور وروبين التي يقسم بانها لن تنزف اذا قام احدهم بطعنها لان دمها تجمد في عروقها من شدت الخوف:- لا تمثل دور الأبله امامي وتدعي بان المرض أثر على مخك، فقد اعطيت ساجي القاسم المعلومات الكامله عندما زارك في المستشفى.
-كانت الصدمة من نصيب روبين هذه المره، نسيت الوضع الذي هي به والفت راسها بحده لولدها:- هل تحدث مع ساجي دون أخباري بذلك متى؟
-اووو من الواضح أن كل أفراد العائلة يخفون عن بعضهم معلومات مهمه، عزيزتي روبي لقد تحدث والدك مع ساجي لاكثر من ساعتين وبعدها خرج ساجي إلى المطار متجهًا لفرنسا.
-هز راسه في حركه مسرحيه كانه يعلن عن امر حزين:- بالطبع لا أحتاج بإن أخبرك ماذا فعل ساجي هناك، لكن الأهم ماذا اخبره والدك جعله يذهب بعدها لمقابلة سامي سليمان ثم يسافر لغسق رأسًا؟
مايحدث اكبر من أن يستوعبه عقله، يعرف أبنته ويعرف بانها تفعل آي شي في مصلحتها لكن بان تتورط مع عصابه كهذا، بل وتكون شريكه لهم هذا مالم يستطِع عقله استيعابه أبدًا.
-صرخت روبين في قهر:- أنت كاذب وسام أبي لن يبيعني لساجي او لغيره؛ هيا قل ماتريدية ولماذا أحضرتها هنا من الآساس
- لم يابه بها بل اقترب من خالد الذي كان في حالة صدمه فلم ينتبه له عند إقترابه منه ليرفع عينيه المذعوره ف تصطدم بنظرات شيطانيه متلذذه بذلك الخوف؛ بنفس الهدوء القاتل ساله وهي يحني راسه جانبًا في حركه جعلته يظهر كالمجنون بالنسبه لخالد.
-ليسال في صوت خفيض:- ماذا قلت له ليسافر بِهذه السرعة ؟ هيا خالد لا تدعي النسيان الآن أعرف بانك تذكر كل شيء هيا.
لم ينطق خالد شعر بان لسه عاجز عن الحركة بل كل أعضاء جسده،آي مصيبه ورطت روبين نفسها بها، بل الاهم هل لدية القدرة على أخرجها منها هذه المره اما لا؟
أنتفض على صوت صراخ وسامو هو يطالبه بالاجابة عن سؤاله؛ حسنًا ربما هذه هي الفرصه التى ستخرجه مع ابنته من هنا دون أن يمسهم سوء.
- وسام من فضلك إبي مريض أرجوك دعه يذهب وانا من سيعرف المعلومات من ساجي
- التفت لها وهو يقول في لا مبالاه غير مناسبه للوضع القائم:- تعرفيني عزيزتي بان غلطاتك قد كثرت، بل إنك بتِ تنصحيني وتلقين على الخطب الاخلاقيه،من الواضح باني قد دللتك كثيرًا ويجب أن أعاقبكِ كي تعودي لرشدك.
قبلها من شفتيها ثم ابعد وجهه واصدر علامه بيده فقام الرجل اللذي يضغط يمسك بخالد بابعاد ذراعه عن رقبة خالد وذبحه بشفره يمسكها بين أصابعه، أفلته ليقع أرضًا ويتخبط وهو ينزف بغزاره.
صرخت روبين وجرت في إتجاه والدها بعد أن حررها وسام بنظره منه للرجل الذي كان يمسك بها؛ جثت على ركبتيه بجانب والدها تمسك بعنقه في محاولة منها لتوقف النزيف دون فائده، ظلت تصرخ بشده تطلب المساعده من الكل لا انه لم يتحرك أحدهم قيد أنمله، بعد دقائق ليست بقليلة لفض خالد أنفاسه بين يدي أبنته التى اطلقت صرخات عاليه رافضه موته بطريقه هستيريه، جعلت وسام يضغط على عرق معين في رقبتها لتفقد الوعي.
- تركها تسقط بجانب والدها ونفض يديه:- خذوهم من هنا كما أتفقنا أمامكم ساعه واحد وكل شي يكون جاهز، اليوم سيتم دفن خالد الارندلي وتقام الجنازه.
***************************************
واظبت غسق على الذهاب إلى المستشفي فتره وجود رضيعها في الحضانه، لم تلتقِ بساجي لكنها وجدت تالين عدت مرات فاستنتجت بانه يتجنب رؤيتها خصوصًا عند معرفتها بزيارته للرضيع من خلال الممرضات، ساره كانت شبهه ملازمه لها وقد ساعات كثيرًا بالاعتناء بالصغير خصوصا عند تواجدها في الحضانه مع تيام،كذلك آدم زارها عدت مرات لم يطل البقاء فيها بحجه العمل وهي لم تحثه على البقاء آخرى ماتحتاجه هو الضغط عليه في مسأله منتهيه بالنسبه لها، هي فقد لا تريد أن تؤذي مشاعره آدم لا يستحق منها ذلك، لتستمر في وضعها بتجاهل تلميحاته وهو حتمًا سيمل وينسحب لوحده.
بعد مضي أسبوعين تقريبًا تحسن حالات تيام كثير فقرر الأطباء الموافقه على خروجه أول من سمع الخبر ساره لتزفه إلى غسق التى دخلت قسم الاطفال لتوها.
بابتسامه مشرقه اعتادت عليها شفتيها مؤخرًا:- لدي خبر بمليون جنيه…. لم تستطِع أنتظار ردها بل اردفت.. لقد قرر الاطباء خروج الصغير.
- احتضنتها غسق وقد تلألأت دموع الفرح في عينها:- الحمدلله اشكرك ياللهي لا اصدق باني ساعود به للبيت.
- تركتها و التفت لصغير في العربه تقول بصوت طفولي كانه يفهمها:- اليوم سيعود معنا شقيقة …
- وضعت ساره يدها على كتف غسق لتتوقف عن الكلام وترفع رأسها لها:- ليس اليوم غسق الطبيب قال بعد يومين
- عقد حاجبها وقالت بقلل وهي تتجهه ناحيه غرفه الطبيب:- لماذا الم تقولِ بانه وأفق على خروجه، لماذا يبقى يومين هل هناك ما تخفيه عني؟
لحقتها ساره وهي تحاول أن تخبر ماذا قالت لها الممرضه دون فائده، وصلت غسق غرفة الطبيب وقبل أن تهم بالدخول وجدته يخرج منها وقد ارتسمت إبتسامه لطيف على وجهه دون أن تنطق ظهرت معالم القلق على وجهها .
- القى عليها تحيه مختصر وتابع قائلًا بنبره تبعث الطمانينة في النفوس:- من الواضح بإنك سمعت بقرار اخراج الصغير من الحضانه، لكننا لا نستطِع أن نتركه يذهب معكِ للمنزل دون التأكد من صحته، لذلك سيقى هنا يومين للمراقبه فقد.
- لم يخف قلقها بل أزاد :- لماذا يجب أن يبقى تحت المراقبه؟ الم تقول بانه أصبح بخير إذًا وجوده هنا لا داعي له يمكن بان أراقبه أو ان تأتي ممرضه للاقامه معي والتأكد من صحته، لا داعي لبقائه هنا مدام بخير.
هو خبير بتلك النوعيه من الأمهات، فقد عالج الالف الاطفال ودئما الام تريد بانه تاخذ صغيرها معها للمنزل، يتفهم هذه الرغبه بالاستحواذ على رضيعها خصوصًا للام أول مره من الصعب تقبل تركه بعيدًا عن حضنها.
- حثها على السير معه وهو يقول بنفس النبره السابقه :-حسنًا سوف أتأكد من حالت أولًا ، نحن نرغب بإن يعود معكِ في أقرب فرصه حتى يكون بقرب تؤامه فهذا مهم جدًا لهماكما تعرفين، سوف أرشح لك عدت مربيات مختصات في حالات مقاربه من الصغير لتستعينِ بواحد منهن.
التفت لها متابع بنوع من التحذير:- يجب أن تكون المربيه المرخصة موجوده معكِ ومع الصغير دائمًا، لا تعتقدي بانكِ تستطيع الاعتناء به و بأخيه معاً بحالتهم الصحيه لوحدك، هذهي مجازفه كبير قد تؤدي بحياتك إبنك.
- شحب وجهها بشده وشعرت بإن قلبه سيتوقف من مجرد قوله لتلك الكلمات؛ هزت رأسها في نفي:- لن أجازف بهم أبدًا فهم من جازفت من أجلهم.
لم يفهم جملتها ولم يحاول أن يفعل، تابع مسيرته معها وهو يشرح لها تّطورات حالة صغيرها بالتفصيل، عند وصوله للحضانة دخل بعد التعقيم وقام بفحص الصغير سريعًا ثم ذهب يكمل عمله؛ اما هي فقد قضت بعض الوقت معه، نبها هاتفها لرساله نصيه لتجد بان المرسل تالين تخبرها بانها تنظرها في مقهى المستشفى بالاسفل، دقائق وكانت في الاسفل تبحت عنها بين رواد المقهى لتجدها جالسه على طاوله كبيره نوعًا ما حيتها وجلست اما تالين فقد اخذت منها تيم تلاعبه بسرور.
- تابعت مداعبة الصغير وهي تقول:- لماذا لا يضحك بالكاد يبتسم لي.
- رفعت حاجبها في استنكار:- هل يجب ان يقهقه !! تالين هو لم يكمل شهرين جيد بآنه بيتسم لا تنسى بانه خَدِيج.
-مط شفتيها دون أن تبعد عنيها عن الصغير:- من يسمعك يعتقد بإنكِ خبيره بالتربية، لا تلعبِ دور ألام علي غسق.
- زفرت واستقامت من كرسيها وهي تقول :- العفو منكِ سيدة تالين ماذا أكون آنا بجانب خبرتك في الاطفال.
ابتسمت تالين في زهو غير مباليه بالسخرية المبطنة في كلام غسق
- سأحضر كوب قهوه ترين أن احضر لك شي معين
لم تجبها بل تركزت نظراتها على نقطه خلف غسق، دون إن تلتفت شعرت به خلفها فقد اغرقها عطره النفاذ قبل وصوله، أبتعدت بسرعه قبل أن تسمع رد تالين وتعمدت بآن تاخذ وقتًا أطول من المعتاد لتجلب قهوتها، عندما عادت إلى الطاوله لاحظت بان ساجي مكفهر الوجهه و كذلك تالين التي سمعتها تقول
- لا يمكن السفر الآن ساجي ابقى حتى تطمن على الصغير أولًا .
-بصوت عالي قاطعته حوارهم:- ماذا!!! ستعود الى الوطن، و الآن… اليس لديك ذره مسؤولية إتجاه أولادك ابدًا ام إنك لم تعد تقدر على بعد حبيبت القلب.
- أشتعلت النيران في عينيه وقد ضيفهما وهو يقول بصوت بارد:- منذ متى وأنا اخذ أذنكِ عند سفري أو غيره؟ إما بشأن أولادي فقد تكلمت من الطبيب وعرفت بإنه اخبركِ بخروج تيام من المستشفى بعد يومين.
- كتفت ذراعيها ولم تفقد نبرتها الغاضبه بعد:-حتى لو هذا لا يعني بإنه اصبح بخير تمامًا ثم ماذا يوجد لديك أهم منهم كي تهرع له بسرعه،
-دنا منها يقول في صرامه اخافت تالين قبل ان تخيليها هي :- لا تخبريني كيف اهتم بأبنائي ، أنتِ من جازفت بيهم واتيتِ هنا رغم معرفتك بخطورة حملك، هل نسيتي بانكِ خسرت جنين بسبب عندك وتسببتِ في حاله تيام، أنتِ من اصريتِ على البقاء هنا ورفضتِ العوده مع سراج، فلا تحاولِ القاء اللوم علي؛ إبتعد عنها وخرج من المستشفى دون أن يضيف حرف اخر.
عند إصابة القلب برصاصه ينزف بشده ويصبح الموت محتم، واذا لم يمت المصاب فأنه يصاب بتلف في الانسجه وآلم لا مثيل له، فالرصاصه التي تخترق الجسد تُحدث صدمه وشلل في جميع اعضاء الجسم، تعتمد قوتها على نوع الرصاصه وحجمها؛ وكلمات ساجي كانت من النوع الخارق الحارق فقد أحدثت أكبر ضرر بها دون أن تنزف نقطة دم واحده؛ للعجب لم تنهار ولم تبكي بل أن ملامحها إكتست بالبرود كل مافعلته بانها أخذت رضيعها وعادت لمنزلها بهدوء دون أن تهتم بالرد على تالين التي حاولت شرح موقف شقيقها لها؛ وصلت لمنزلها و وضعت الصغير في مهده جلست على الاريكة المقابله له، توقعت بان تنهار تصرخ أو على الاقل تبكِ لكنها لم تفعل و كإن دموعها جفت أو أنها كانت تتوقع ردت فعله تلك، لا يهم شي واحد مهم الآن اطفالها وعملها، لقد عقدت معه صفقه وسوف تنهيها ليس حبًا بل لانها ليست متخاذله عندما يتعلق الأمر بالعمل، كما أنه مال اطفالها ويجب أن تحافظ عليه؛ اخرجت الورقه التى تحمل إسماء المربيات واخذت تبحث عنهن في هاتفها عن طريق محرك البحث لتختار بينهن واحد، بعد مده وقع اختيارها على واحده قد عملت مع اسره عربيه سابقًا هذا سيجعل الامر افضل، رن هاتفها برقم فرح لكنها لم تجيب بل رفضت المكالمه وقامت بوضع رقمها في قائمة الحظر، تقلب صغيرها في مهده فقامت من مكانها لتبدأ يومهما معًا ، ابتسمت له وهي تضمه لصدرها في حنان.
- همست بقرب أذنه:- يومان فقد وسنكون جميعًا هنا أنا وأنت و شقيقك، اقسم بان ابذل قصار جهدي من اجلكم فان من حارب كي أحصل عليكم ، قبلت خده الناعم قد نظره لها وكانه يفهما أو هيئه لها ذلك، لولا الحب الذي تشعر به أتجاه طفلها لأقسمت بإن مشاعرها ماتت فهي لا تشعر بشي بخصوص ماحدث سوى البرود.
بعد يوم ونص تقريبًا وصل ساجي إلى الوطن وكان إياد في انتظاره ركب السياره وانطلق بها.
- قال دون مقدمات :- ساجي هناك مشكله آخرى غير قرار الحجر على المصنع وحبس سراج.
- التفت لها ساجي وقد شعر بإن كل مافعله ضاع هباء:- ماذا هناك هل لفقت لنا قضيه هروبين ؟؟
- لا…. لكن حماك قد مات.
- عقد حاجبيه في استغراب:- رحمه الله، وماذا بعد لا اعتقد أن ذلك ماتعنيه بكلامك
- توقف أمام مستشفى ثم قال وهي يهم بالنزول:- روبين أصيبت بانهيار عصبي وهذه المره أنا متاكد فهي في المستشفى منذ موت والدها كل ماتقوله بأنها السبب، تعال معي ربما رويتها لك تحسن وضعها.
نزل إياد وتبعه ساجي دون أن يناقشه فقد تكهن بأنها تعني اصابة والدها بالمرض يوم زفافها لا اكثر، عند دخوله عليها هاله المنظر بشده، هذه ليست روبين التى يعرفها ابدًا فقد زادت نحولًا وقد تكونت سحابه سوداء تحت عينيها مثل المدمنين، كانت والدته تجلس في الغرفه بانتظاره من الواضح بأن إياد اخبر الجميع بعودته فقد وجد عمته كذلك
- وقفت والدته تقول بغضب وحقد لم تحاول اخفائه:- أنظر ماذا حدث لزوجتك وأنت تجري خلف تلك الحثاله؟ هل لي أن اعرف كيف تترك زوجتك وهي بهذه الحاله أنت حتى لم تحضر جنازه حماك، يالهي أنا متاكده بأن ابنة فجر قد سحرت لك.
-اما فريده فقد اقتربت تعزي ساجي :- البقاء لله ياساجي، وحمد الله على سلامتك.
- كيف مات؟ اعني متى لقد تحدث معه قبل سفري وكان بخير بل أن حالته تحسنت .
- اجاب إياد:- منذ يومين لقد أصيب بس بسكته قلبيه وتم دفنه في نفس الليلة العزاء لازال قائم يجب أن تتواجد اليوم به.
هز رأسه بالموافقه وهو يفكر بإن ماحدث سيغير خططته تمامًا فهو لان لن يستطِع طلاق روبين وبالطبع لن يقوم بسجنها بالأوراق التى جمعها الاشهر الماضيه، بل هو ملزم بها خصوصًا في أزمتها تلك؛ خلل شعره بقوه وزفر في غضب، ليسمع صوت روبين قد فاقت من نومها
- فتحت عينها المنتفخه جراء البكاء الكثير لتلاقي عيني ساجي أمامها، هبت من نومها تحاول التعلق به وهي تبكي في نحيب:- لقد مات إبي رأيته يموت أمامي أنا السبب انا من قتله لماذا لم يقتلنِ بدلًا منه واستمرت في نحيبها وهي تلقي كلمات غير مفهومه لأحدهم
- اقترب منها يحتضنها في محاوله لتهدئتها:- أهدئِ هذا يومه يجب أن تكونِ اقوى من ذلك روبين، هيا اليوم جنازة والدك سوف أكون معكِ و أقف بجانبك.
- رفعت عينها له غير مصدقه:- ستكون معي حقًا لن تتركنِ
- لا يعني ما وصل لها بالطبع لكنه لن يفسر الآن شيئًا لها:- نعم ساكون معك هيا هل تستطِع الخروج اليوم اما…
- قاطعته وقد شعرت تحسن حقيقي:- استطِع طبعا فقد قل بإنك لن تتركني
- شعره بإنه بين المطرقه والسنديان كل كلمه محسوبه عليه خصوصًا وأن كل العيون مصوبه عليه :- نهم ساكون معكِ في العزاء وساظل معكِ حتى تتخطِ كل ماحدث.
لا تحتاج اكثر من ذلك هاهو وعدها بالبقاء تعرف بإنه يفى بوعده دائما، حسنًا ستتخطى ماحدث وتنتقم من وسام شر إنتقام، هو لم يرى لا روبين الخائف منه آن الاوان بان يرى الوجهه الاخر و يتذوق العذاب والخوف الذي اذاقه لها على مدى سنوات…..

أنت تقرأ
غسق الماضي
Romanceغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة