الفصل الثالث والثلاثين
قبل عددت أيام في الوطن وصلت سيارة إياد إلى المنزل الذي تقيم به العائلة، مشاعر متضاربة بداخلها… خوف رهبه.. رغبه في الفرار…. لكن الشيء المسيطر فوق كل ذلك هو تصميمها على المواجهة الكل.
لم يكن منزلًا كبير مقارنةً بمنزل المزرعه حتى انه لم يحتوى على حديقة تذكر، مجرد أرتداء امام بواب المنزل لا يكاد يتخطى الخمسه أمتار قطعتها سريعًا لتجد الباب الرئسي للمنزل، رن إياد الجرس وقد أستغربت بأنه لا يحمل مفتاح خاص به مثل منزل المزرعه، حسنًا المنزل لن يكفيهم كلهم فتلك المنازل الموجوده في إحدى المدن الجديده ذات نفس التصميم والمساحه المتقاربة لن تكفي بالطبع جميع أفراد العائلة، دعت في سرها أن لا يكون ساجي وزوجته بالمنزل يكفي بإنها ستواجهه الباقي.
دخل إياد أولًا لتلحقه بخطوات واثقة شامخة الرأس تعيد على نفسها كلمات تعزيزي الثقة بالنفس التي اغرقتها بها كلًا من ساره و زهراء وتالين؛ بعد خطوتين داخل المنزل وجدت خالها سليم يستقبلها بحرارة
-عانقها ثم قال بنبرة عتاب:- هُنت عليكِ كل هذا الوقت لا تأتي لزيارتي؟ ألست في مقام والدكِ حتى عندما عرفتِ بسجن سراج لم تتصلِ كي تظمنِ عليه ولا على، لم يكن ذلك العشم ياغسق.
- ظل وجهها جامد دون أن تظهر عليه آي تعبيرات مقرؤة فيد قالت ببرود كالجليد: أهلا خالي، أخبرني إياد بإن جدي يرغب في مقابلتي خير؟ ليست من عادتة أن يطلبني.
فُتحت عيني سليم من و أرتفعت حاجبيه كما وانفرج فاه من شّدت صدمة تلك التى أمامه ليست غسق ابدًا لا يصدق هي حتى لم تقم بتحية كما تعودت ولم تسال عن حاله ولا عن سراج الاقرب لها ماذا يحدث لا يستوعب برودها بل الاسوء لا يستوعب بأنها لا تظهر حتى غضبها منه.
نزلت فريده اولاً وكان سلامها عاديًا لغسق كالعاده اما منى فقد توجهت إلى غرفه ساجي وروبين دقت الباب بحذر وهي تدعوا بان تفتح لها روبين، فعلا فتحت روبين بتذمر جزء صغير من الباب تحجب باقي الغرفه كي لا ترى داخلها وتمنعُها من دخولها في نفس الوقت.
- نعم ماذا تردين آلا تعرفين بأن ساجي متعب ويرغب في النوم لماذ تطرقين غرفتنا؟
-لمعت عينيها وهي تقول بحقد متناسية الاهانة التي تلقتها للتو من روبين:- غسق في الأسفل .
لم تزيد حرفًا آخرى فقد أخبرتها نظرة الشر التى ظهرت في عيني روبين بكل شي، تراجعت لتنزل للاسفل فقد أتمت مهمتها، لن تفعل شيء فقد ستجلس وتنتظرها تقوم بالمهمة على أكمل وجهه.
في نفس الوقت بغرفه عبد الحميد القاسم كان نائمًا على سرير طبي موصل بجهاز تنفس وبجانبه ممرضه، لبره ظنته نائم أو في غيبوبه لكنه فتح عينيه يحدق به دون كلام من ما جعلها تتراجع للخلف خطوه واحده، ربما فزعًا أو مفاجاءه ليست متأكده أغمضت عينها وتنفست بهدوء حتى تهدء نبضات قلبها التي قاربت على اخرج قلبها من مكانه من شدتها، طريقة بسيطه تعلمتها من دروس اليوغا التى كانت تأخذها لها ساره، نعم هي تحتاج لإن تكون هادئه في مواجهة الجميع وأولهم هذا الذي ينظر اليها بنفس نظرات الكره السابقه.
- دنت فريده من والدها تقبل يده تم التفت لغسق :- تعالي سلمي على جدك الم تشتاقي له.
لم تتحرك من مكانها كما أنها لم تجيبها بقيت على حالها تنظر لها دون أي تعبير.
- أقتربت منها فريده وهي تهمس بصوت خفيض حتى لا يسمع والدها:- أنه مريض جدًا قبلي يده واطلبي السماح او حتى أخبريه بانكِ سامحته اي شيء لا تكوني قاسيه عليه وهو في حالتة تلك.
لسبًب ما لم تستغرب عجرفتها الأقرب للوقاحه فقد إعتاد منها ذلك بل من الجميع، تركتها وخرجت من الغرفة دون أن تجيبها، تريد الخروج من المنزل باكمله لتجد منى أمامها ترمقها بكرهه واضح .
- بنبرة صوت تحمل كرهًا مثل ماتحمله نظره عينيها:- ماتفعلين هنا يا ابنة فجر؟ هل جئتي لتجددِ سحرك، لم يعد يجدي بعد ألان لقد كشفت سرك و كل مافعلتِه سيرد عليكِ.
- بصوت صارم عالي:- ابنة مجد
- تراجعت منى غير مستوعبه ماقالته كانها تتكلم لغةٍ غريبة لا تفقها لتكرر بغطاء:- ماذا؟؟
- ابنة مجد الديب ربما لا تعرفين أسم أبي لذلك تنادينِ بابنه فجر.
-فتحت منى فاها وقبل أن تخرج منهُ حرف وجدت يد سليم تقبض على ذراعها بقوه المتها ليقول هو بهدوء:- غسق هلا أتيتِ معي إلى المكتب لنتكلم.
لم يكن سؤالًا لذلك توجهة حيث أشار لها دون أن تعترض، أما سليم فقد أعتلت ملامحه الغضب وهو يواجه منى بعد أن دخلت غسق المكتب مع إياد .
- لقد أقسمت من قبل إذا جلبتِ سيرة أختي مره آخرى ستكونينِ
- وضعت يدها على فمه تمنعه من المتابعه وهي تقول في خوف واضح:- لم أقل شي يسيء إليها إذًا قسمك لا يسري هذه المره.
نظره اليها بازدراء كمان تعود أن يفعل مؤخرًا ثم ذهب لينظم لغسق وإياد في المكتب، اما هي فقد أقسمت بإن تجعلها تدفع ثمن كل هذا وقريبًا.
جلست غسق على كرسي فردي مقابل كلًا من المكتب والنافذة الكبيره ذات الزجاج العاكس مثل المرايا، اما إياد فقد جلس في الكرسي المقابل لها وقد ظهر عليه التوتر الشديد .
-تابعة غسق ثم قالت بنفاذ صبر:- توقف عن فرك يديك لسنا في غرفة مدير المدرسة ننتظر عقابًا لتاخرنا عن الطابور الصباحي.
- انتفض في جلسته قليلًا وعدل من وضعه، نبره بدت هائة نوعًا ما:- ماذا تعنين؟ لست متوتر او خائف من شيء، أنا فقد….
لم يجد مايقوله لتنظر له بحاجب مرفوع وشبح إبتسامة يرتسم فوق شفتيها، قرب بين حاجبيها ليقول شيئًا مدافعًا عن نفسه لكن دخول سليم منعه او ربما انقذه.
دخل سليم وخلفه فريده التي ظهر عليه الغضب حتى أنها لم تسلم على إياد و ربما لم تراه من الأساس،
- جلس سليم خلف المكتب اما فريده فقد وقفت إمام غسق وهي تهدر بصوت عالي:- هل لي أن أفهم سبب تصرفك في غرفة أبي؟ كيف تخرجين هكذا دون حتى أن تطلبِ منه السماح! هذا جزائُه على تربية لكِ طوال السنوات الماضية، يالهي لا أصدق هذا الجحود الذي أنتِ فيه.
-رغم كلماتها الجارحة الا انها بقت على نفس الهدوء، لم تتحرك به عضله شعرت بغصه في قلبه وتوالت الذكريات الأليمة لكل ماعشته معهم لتجيب بنبره ساخره يشوبها الغضب:- يؤذونك ثم يتصرفون كأنك آذيتهم؛ اعذريني سيده فريده يجب عليكِ تصحيح معلوماتك، والدك لم يقم بتربية او صرف فلس علي، بل رفض وجودي من قبل أن اولد وذكرني بذلك طول مدة مكوثِ معكم؛ السبب الذي أجبرهُ على وجودي بينكم هي صفقت خالي سليم، الذي أجبر أبنها للزواج مني عقاب له أو لي لست متأكده في الحقيقة الشيء الوحيده المتأكد منه بإني دفعت ثمن تلك الصفقه من دمي وأعصابِ كما أني لم أتوانى بإن أجعل أبنكم يرضي غروره برؤيتي أشحت حبه وأهتمامه،اما والدك الذي هو جدي للأسف لم يفعله شي سوى اذيتِ بكل الطرق لدرجة بآنه وافق على اخذ ابنائي مني ونسبهم لآخره.
أتسعت عيني كلا من سليم وفريده، لم يتوقعوا بإن غسق تعرف بمخطط منى وعبد الرحيم،.
- لاحظت وقع كلماتها عليهم لتتابع وقد أزدادت ثقتها بنفسها:- اما أنتِ سيده فريده فلست سوى إحدى المقيمات بالمنزل الذي اقمت به نصف عمري بالنسبه لي، لم تكونِ يومًا خاله لي حتى إنكِ لم تكوني زوجت أب مثلما كنتِ لفرح، قمتِ بتجاهلي كاني غير موجوده ولم تسالي عني يومًا، حتى عندما حاولت أنا أن اتقرب منكِ علكِ تكوني مكان أمي ابعدتني بقسوه عنكِ، ( ابنة مجد لا أستطيع نسيان ان والدك سبب موت أمي وانتِ تحملين عينه، ابتعدي عني غسق لا استطِع تقبلك عندما انسى سوف اقوم أنا بالمبادرة).
لم يصدق الحاضرين ماقالته، حتى فريده تراجعت للوراء وجلست على الكرسي كي لا تقع، كانها نسيت ماقالته تمامًا.
- اخذت نفسه لتتحكم في دموعها التي تجاهد لتخرج لكنها نجحت في حسرها بصعوبه:- كنت في السادس عشر لم اتعافى بعد من حادث موت أهلى اردت فقد من يخبرني بأن كل شيء سيكون بخير لكنِ أعطتنِ أهم درس، عليا النجات لوحدي .
- بنبره متحشرة :- غير صحيح يا أبنتي تعرفينِ بإن مكانتك عندي مثل تالين وسراج وربما اكثر من ساجي.
- أطلقت ضحكة ساخره اخرستة:- خالي أرجوك هذا كلام لم يعد يصدقة آحد، تعرف جيدًا بأني لست في مكانت آين من أبناءك خصوصًا تالين، وطبعًا لا ارتقي لمكانة البكر الذي زوجته بنفسك، ليس فقد لم تخبرني قبلها من باب المعرفة بالشي حتى بل إنك لم تحاول إن تسال عني طوال فتره بعدي رغم معرفتك بان زوجتك من قامت بطردي.
- ابتلعت غصه تسد حلقها واغمضت عينيها ثم تابعت وقد خفت نبرتها الاذعة:- لا الومك خالي فعندما يتعلق الأمر بالأبناء طبيعي بإن تكون في صفهم، لن أنسى إنك حاولت وكنت السند لإمي في غربتها كما أنك حرصت على دفنها بقرب إبي وأخي رغم رفض جدي ذلك.
استقامت من كرسيها تستعد للخروج عندما صُدمت بساجي يقف أمام الباب يحدق بها بوله وعشق لم تعهدها منه ابدٍا.
**************************
عندما طرق منى باب الغرفة وقامت روبي بفتح الباب لها كان مستيقض نوعًا ما لكنه لم يهتم لانه متعب كما إن تفكيره منحصر في عودة غسق، لقد أرسل إياد كي يحضرها، لكنه لم يتصل به منذ عدت أيام يكاد يجن ماذا حدث لماذ لا يجيب؟ هل رفضت غسق العوده! لا .. غسق لن ترفض يعرف ذلك جيدًا لن تترك سراج في السجن فهي رغم ماحدث وافقت على المضي في الخطة معه دون ضمانات أو شروط، كما أنه وأثق بإنها تشتاق له أضعاف مايشعر به، سماعه لاسمها جعله يقفز من السرير ويقترب غير مصدق أذنيه… غسق هنا في الأسفل، كاد أن يندفع نازلًا لها لياخذها بين ذراعيه بطريقه لم يفعلها من قبل، يقسم بأنه لن يتركها حتى يعيدها لعصمته مره اخرى لن يجازف ببعدها من جديد، أوقفه منظره في المرأه فقد كان عاري الجذع يرتدي بنطال قطني، عاد أدراجه و أرتدى ملابسه على عجله ، وقفت روبين تنظر له في غضب فقد عرفت بأنه سمع الحوار وعرف بقدوم غسق، حاولت تعطيله لكنه لم يلتفت لها ونزل مسرعًا يبحث عندها ليجد والدته تنفظ غضبا، يكاد يقسم بإنه يرى دخان يخرج من أذنيها لم يأبه بها فهو يعرف السبب بالطبع وجد المكتب مفتوح تخرج منه أصوات عاليه ليتجة له وتتسمر قدمها أمام الباب عند رؤيتها.
*********************************
هل يصوم المراء لشهور… بل كم المده التى يستطِع الشخص الصمود دون تنفس…. فهو كان كالصائم في صحراء قاحلة لا يجدي ما يكسر به صيامه ويروي عطشه حتى رأى تلك العينين… فهما له كمنبع ماء عذب بارد لا يرتوى منه مهما شرب ولا ينوي الارتواء في الواقع
هي كالهواء لا يشعر بوجوده في العاده لكن غيابه جعل خلاياه تختنق وربما تموت وهي تصرخ لتحصل على ذره منها؛ لم يكن يومًا شاعرًا بل لم يؤمن بكلام الحب المعسول ابدًا لكن بُعدها جعلة يغزل بيوت من الأشعار بكلمات لم يكن يفقه معناها من قبل.
أنت تقرأ
غسق الماضي
Romanceغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة