الفصل الثلاثون
عادت إلى المنزل وهي ترتعد غضبًا، طوال الطريق وهي تفكر في كلمات وسام السامة، حتى أن تقلب بها السيارة عدت مرات، من حسن حظها بان الوقت متأخر ولا يوجد من يسير في هذه الطرقات ليلاً ولا كانت دهست احدهم دون أن تدري؛ يجب أن تجد حل في أسرع وقت، لن تورط نفسها اكثر معه، اذا استخدم شركة والدها في هذا الوقت بالذات هي من سيتحمل المسؤولية القانونية، فوالدها لازال طريح الفراش، وساجي لا يتدخل في أي شيء يخص الشركه مجرد مستثمر عادي، هي الوحيده من تملك حق التصرف بكل شي، وسام يتعمد توريطها اكثر، كلما حاولت الخروج من المستنقع الذي غرقت به يقوم بتقيدها أكثر، ذلك الحقير، تقسم بان تكون نهاية على يدها بمجرد أن تجد مخرج أو على الاقل تصل إلى من هم اعلى منه في المنطمة؛ أتجهت فور دخولها إلى غرفة المكتب تبحث عن أي شي قد يفيدها، لم تجد لا أوراق عاديه تخص مرتبات عمال المنزل فقد، زاد شعورها بالغضب لتذهب إلى غرفة ساجي ايضا لم تجد شي رغم انها قلبتها على عقبها، صوت تحريكها للاثاث العالي جعل سليم يستيقظ من نوم ويتجه ناحيه الصوت، كذلك لحقته فريده؛ دخل سليم أولًا دون أن تشعر به روبين التي مازالت تبحث عن ماتريد ما قطع عليها بحثها هو شهقة خرجت من فم فريده
-ماذا تفعلين روبين؟ لماذا قلبت الغرفة هكذا هل ضاع منكِ شيء.
كان الغضب واضح على ملامحها الجميلة، شعرها غير مرتب من كثر ماشدته بقوه لتنفس عن نفسها القليل من الغضب، تلهث بشدة كأنها كانت تجري في مارثورن و قد انسدل الكحل من عينيها جراء نزول دموعها التى لم تشعر بها ليلطخ وجهها الصافي بخطوط طويلة سوداء
كان منظرها مزري على غير العادة.
- حاولت أن تستجمع شتات نفسها وهي تجيب لا ان صوتها لم يخرج بالهدوء المطلوب:- نعم لقد فقدت خاتم الزواج لذلك انا ابحث عنها في كل مكان.
- عكف سليم يديه وهو يرمقها بنظرات تشملها من فوق لتحت:- ماذا عن الذي يزين أصبعك ؟ اليس هو خاتم زواجك من ساجي ام لديك اخرى؟
نزلت عينيها تلقائياً إلى يدها لترى خاتمها به فابتلعت ريقها وهي تبحث عن كذبها تخرجها من ورطتها
- إقتربت منها فريده لتربت على ظهرها بحنان قائلة:- عزيزتي لابد أن أعصابك متعبه بسبب سفر ساجي المفاجئ إلى غسق، حبيبتي لا تنسي بأنها إبنك عمته قبل كل شيء وساجي هو المسؤال عليها، لا تجعلي الغيرة تلعب بعقلك وتصور لكِ أشياء غير صحيحه
- لمعت عينيها بنصر فقد وجدت الحجة كي تبرر افعالها:- باي صفه يذهب لها ولماذا لم يخبرني لست رجل كرسي لياجاهلني بتلك الطريقة، أنا روبين الاندرلي الي يحسب لها الكل الف حساب، لا اقبل من التقليل مني ولا إهانتِ بتلك الطريقه الفجة.
-بنفس هدوءه السابق سالها سليم وقد تخلل صوته بعض الغضب:- من الذي قام باهانتك روبين الارندلي… نطق اسمها بنوع من السخرية لم تخفى على السامعين.
- شعرت ببعض الخوف يتسرب اليها من نبرته الساخره لكنها قررت أن لا تدع ذلك يقف في طريقها لتكمل ما بدأته:- وهل هناك إهانه اكبر من أني اعرف بسفر زوجي من الغريب وليس منهُ هو، و الأفضل بإنه مسافر لطليقته!!! إن لم تكن تلك اهانه فماذا تسميها ياعمي؟
- بصرامة لم تعهدها منه من قبل :-هذا طبع ساجي هو لا يخبر أحدى بتحركاته، يجب أن تكوني تعودتي عليه.
- تدخلت فريده علها ترطب الأجواء التى قاربت على الاشتعال:- روبي عزيزتي أقدر غضبك لانه لم يخبرك ، لكن هذا طبع ساجي هو لا يقصد اهانتك بالطبع، كما قال سليم هذا طبع ساجي طوال عمره حتى مع غسق رغم طول زواجهم لم يكن يبلغها بتحركاته أو سفراته ……
- لتصرخ في غضب حقيقي :- أنا لست مثلك تلك البائسة لا تشبهيني بيها ابدا، لن أسمح لاحد بتشبيهي بها أو حتى بان يضع اسمي مع اسمها في نفس الجملة، لا تجرؤوا حتى بتفكير بإني سكون مغيبه حمقاء عديمة الاصل مثلها….
قبل أن تكمل جملتها أرتفعت يد سليم قاصده خد روبين لتخرسها، لكن شهقة من فريده جعلتها تخطاء هدفها؛ من حسن حظها بأنها رأت انعكاس صورت سليم في المِراه لتبعد في الوقت المناسب فبل أن يصفعها.
- ضم أصابعه ماعدا السبابه التي وجهها ناحيتها وهو يقول محذرًا:- أسمعينِ جيدًا إياكِ أن تنطقي بهذا الكلام مره اخره حتى بينك وبين نفسك، أقسم أن سمعتك تلمحين به فقد أو تتكلمين عن ابنة شقيقتي الراحله بسوء مره اخر انا من ساجعل ساجي يرميكِ خارجًا بعد أن أعرفك قيمتك جيدا يا ابنة
جوليا؛ كانت نظرات لها كلها ازدراء بطريقة لم تعهدها من قبل، لم ينظر لها احد بتلك النظرات طوال حياتها، هذا ما ينقصها شخص آخرى يدافع عن تلك الغسق، حسنًا هي لم تكن تريد أن تفعل ذلك لكنها تعرف كيف تحرق قلبه وتكسر شوكة ، هو من بداء والبادئ أظلم
أنت تقرأ
غسق الماضي
Romanceغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة