21

7K 208 30
                                    

الفصل واحد وعشرون
لم تتوصل إلي قرار حتى بعد ذهابها للطيب ، اعتقدت أنها ستحسم أمرها عندما تتحدث معه ، لكنها لم تفعل ، بالعكس زادت حيرة .

شي واحد متأكدة منه أنها لن تسامح نفسها إذا حدث شيء لوالدتها دون أن تراها ، صحيح أنها تجنبتها منذ زواجها ، في الحقيقيه البعد كان اتفاق غير معلن بين الأم وإبنتها ،

حتى عند إعلان مرض ساره لم تأتي لزيارتها أبدا بحجة انها لا تحب السفر لمسافات طويلة  وساره لم تلح عليها كي تأتي ، قد تجزم بأنها سعدت بذلك ، آخر ما تريد تأنيب أمها لها ، بأنها تنهك زوجها بمرضها !!

هل تستشير  غسق ؟

لا لا غسق دائما تنظر الى الجهة الايجابية ، النصف الممتلي كما تقول ، ستجد مليون عذر لوالدتها … كما أنها لا تريد ان تخبرها بالقصه كامله ، في الواقع لا تقدر على ذلك .

بما انها لم تصل إلى حل قررت أن تسأل طبيبها المعالج إذا كان بِإمكانها السفر قبل أن تكمل جرعات العلاج أم لا ، إستقامت من مكانها لتغير ملابسها ،فلديها تحقيق صحفي تحتاج أن تنهيه ، فهي لم تبتعد عن عملها الصحفي تمامًا ، بعض المقالات والتحقيقات تقوم بإرسالها لصحيفتها القديمة وكذلك تنشر بصحيفة إلكترونية ،  أما  الصفحة الخاصة بالسيدات تلك فهي تعتبرها تسليه ليس إلا ؛ رأت سجادة الصلاة على الكرسي أمامها ، فكرت في  صلاة الإستخارة ثم عدلت عن قرارها ، لتجعل الأمر متروك في يد الطبيب أفضل ، ليكون حجة مقنعة  لها .

*********************

رغم  أن  العمل يخص عائلة ،غريمه إلا أنه قرر إستغلال كل دقيقة بقربها ، لم يقضى معها وقت طويلًا  بمفردهما من قبل ، دائما معهم أحد  أو يقوم أحدهم بمقاطعتهم ؛ مند أن  عادت من سفرتهم تلك وهي تعامله بجفاء شديد ، تتعمد وضع الحواجز بينهما ، كأنها تخاف قربة ، ربما لأنها بدأت في تكوين مشاعر تجاهه ؟ عند هذه الفكرة زادت دقات قلبه  وإرتسمت إبتسامه رائعه على وجهه وهو يحدق بها ، منذ مدة وهي منغمسه في عملها ، أصابعها تتحرك على لوحة الجهاز اللوحي ، فقد تحرك قدمها وتمسد يديها أحيانًا ،

لاحظ أن يدها بها شي غريب كذلك فمها فهي لا تشرب إلا من الشفاطة فقد وهذه ليست عادتها ، لم يرد ان يضايقها بسؤاله ، يعرف أنها لا تحب التحدث في ماحدث خصوصا معه ، لا يهم المهم أن  علاقتها بساجي إنتهت رسميًا ، حتى الحمل لن يهتم له واضح أن ساجي لا يريده ، يأمل أن تنجب فتاه تشبهها ، سيحبها كإبنته تماما ، فهو يعشق  والدتها ، ربما يقنعها بعد الزواج بأن تحمل كنيته فلا يعود هناك رابط بذلك الساجي .

- انتفض على صوت غسق العالى واضح أنها تحادثه منذ مدة وهو غارق في أفكاره :- ادم هيا أين أنت ، أسألك هل إنتهيت؟ لقد وصلت للمصدر ومسحت تسجيل سراج ، كما وجدت عدة تسجيلات لمروان مع سيدات متزوجات  طلب مني إياد أن أرسلها له وقد فعلت ، ماذا حدث معك ؟

غسق الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن