الفصل الرابع والاربعين
تتطلع من نافذة الطائرة الخاصه للسحاب، وهي ترسم الخطوط العريضة لحياتها القادمة.
حققت أنتقامها من وسام، بعد حفلة تعذيب أستمرت لعدت أيام ليدلي بجميع أرقام حسابته البنكية السرية وغيرها من المعلومات المهمة قاموا باذابة جثة بالأحماض الكيميائية حتى لم يعد له أثر.
شعور بإلأنتشاء يملأها، هاهي تعود بطائرة خاصة للوطن بعد أن تم تعينها مكان وسام، وقريبًا جدًا سوف تكون المسؤلة عن الشرق الاوسط و شرق أروبا.
من كان يتوقع ذلك؛ لكن أنتقامها لم ينتهي بعد …. فرغم مرور مدى على حبس منى لم يظهر ساجي بعد!
توقعت أن يعود فورًا وينهار لما حدث، لكنه خيب رجائها، حتى قضية منى لم تتخذ المسار الذي توقعته لها،رغم أنها حرصت على تواجد وسائِل الأعلام عند المركز الشرطة الذي تم التحقيق فيه معها، لكن الضجه لم تكن كبيره كفاية، حتى صورتها تم تعتيمها فلم تظهر ملامحها واضحه ليتعرف عليها الناس بسهولة، اما اسمها فقد تم وضع الحروف الاولة فقط بحجه أن المتهم برئ حتى تتبث أدانته.
وبعدها لم تظهر أي أخبار آخرى عن القضية كما توقعت، بسبب تورط الكثير من ذوي المناصب والاسماء المهمة بها قاموا بطرقهم الخاصة بمنع النشر فيها دون أن يستخرجوا أذًن من النيابة!
وهل يحتاجوا هم لذلك!
كم إن التحقيق يسير ببطء شديد، والسبب عدم توفر المعلومات الكافية ، هي ليست غبية كي تضحي بزبائنها من كبار الشخصيات والمؤثرين في المجتمع، هي فقط ضحت بمن يمكن استبدالهم بسرعه، عدد من الممثلين وعدد من السياسين الذين تعرف بأنهم كانوا في طريقهم للسقوط لا محالة، رجل أعمال هنا و ومسؤل هناك ، لا يعرف بعضهم البعض ولا يمكن حتى بعد تحقيق طويل من أن يستخرجوا منهم معلومات ذات قيمة قد تهدد المنظمة أو تهددها شخصيًا.
اقتربت منها المضيفة لتضع كاس النبيذ الذي طلبته امامها بعد أن أضافت له مكعبات الثلج؛ أخذت الكأس ترتشف. منه على مهل وهي تخطط كيف تُشعل القضية عبر الاعلام دون أن تمس عملائها، كما انها يجب أن تجد طريقة لتوريط ساجي وجعل غسق تعود للوطن في أقرب وقت، لان جميع محاولتها لخطف أطفالها لن تجدي، فكلاً من ساجي وغسق لا يتركان الاطفال لوحدهما أبدًا، كما أن التسلل لمنزل احدها ستكون خطه خطره وبسبب أجهزة المراقبه.
لن تكرر غلطة وسام وتستهين بإن تفتح عليها جبهة آخري وتحقيقات في دوله قويه مثل التي تقيم بها غسق، فلتنظر عودتهم وهنا سيكونون في ملعبها.
ظهرت إبتسامة شيطانية تناقض ملامحها الملائكية تمامًا، عندها رفعت الكاس تجرعة كله دفعه واحده وهي تهنئ نفسها على تفكيرها العبقري.**********************************************************
لم تتحرك إحداهما بل ربما كتمت كلاهما أنفاسها لعدت لحظات…….
كادت فرح أن تفر هاربة من الموقف من شدت توترها وخوفها من ردت فعل غسق!
غسق التي لم يظهر عليها إي معامل توضح مايجول في داخلها، هل هي غاضبة حانقة عليها تود أن تطردها شر طردها وتسمعها الكلام الذي تستحقه…… أم هي حزينة وتشتاق لها مثل شوقها هي وأكثر!
لا تصدق بأنه مر اكثر من سبعة أشهر ولم تراها خلالها أو تحادثها عبر الهاتف، منذ أن تعرفت عليها في منزل المزرعه وهما ملتصقتين معًا لا يفرق بينهما شي، حتى عند زواج فرح وذهابها لشهر عسل مع سراج ( في الواقع كان عبارة عن ثلاثة أشهر وليس شهر واحد)، لم تتوقف يومًا عن محادثتها بالهاتف، بل أحيانًا كان تحادثها أكثر من مره أحيانًا.
والآن وغسق في أشد أوقاتها احتياجًا تركتها وهربت من المواجهه ؟
نعم هي لا تحب الدخول في مواجهات تعلم بانها سوف تخسرها في النهاية أو تقدم أعتذار على تصرفها وتعترف بإنها مخطئه.
هذا ما أعترفت به لنفسها بعد زيارتها للمعالجة النفسية، بانها نوعًا ما أنانية تأخذ دون أن تعطي في المقابل غسق كانت دومًا سند لها في جميع أوقاتها الصعبه، خصوصًا عند موت والدها كانت فرح في حالة يرثى لها لا تعرف ماهية شعورها، هل هي حزينة على موته حقًا ام انها غاضبة منه لانه لم يدفع ثمن ما سببه لوالدتها ولها من آلم!
ابتعد عن الجميع وقتها لكن غسق ظلت معها رغم أنها حاولت أبعادها بلسانها المؤذية عدت مرات دون جدوى ، غسق من أخرجتها من حالتها وجعلتها تقتنع بان ماتشعر به طبيعه، طبيعي أن تحزن على فراق والدها وطبيعي أن تغضب منه ايضًا، المهم الان ان تدعوا له بالرحمة والمغفره فهذا ما يستحقه منها بعد أن حاول لسنوات أن يصلح العلاقة بينهما.
طول فتره معرفتهما لبعض وغسق كانت دومًا صوت العقل والحكمه لها، حتى عندما تتجاوز معها في الحديث وهو مايحدث كثيرًا لم تكن تغضب منها أو تاخذ موقف ضدها، بل تتجاوز بسرعة مع عتاب بسيط في أوقات نادره.
أم ألان فقد أختلف الوضع، حتى نظرات غسق لها مختلفة … لا توحي بشيء ، فلا هي غاضبة ترفض الصلح ولا مشتاق لشقيقتها الروحية ولا حتى بها لؤم وعتاب كما كانت تُظهر سابقًا، لتعتذر لها ربما ترضي أو تجعلها تضحك وتنسى ماحدث.
![](https://img.wattpad.com/cover/276013571-288-k315224.jpg)
أنت تقرأ
غسق الماضي
Romanceغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة