25

6.6K 223 11
                                    

الفصل الخامس والعشرين
تابع الطبيب الحديث معها إلى حين قدوم عمر، دون أن يشعرها انها تكلمت عن نفسها.

يجب أن تفهمي كيفية تلاعب المعتدي بعقل الضحية، لتحصلي على إجابتك للشق الثاني من السؤال.

النقطة الأولى تتمثل في كيفية اختيار ضحاياه. من المؤكد أنه لن  يختار طفلا عنيدا أو مشاكسا فهو غالبا ما يتصيد طفلا مطيعا وهادىء، يفتقد الثقة بنفسه، يخاف بشدة من إغضاب والديه ويحرص على أن يكؤن دائما فتى جيد في نظرهم و محبوب لدى الجميع.
في مرحلة ثانية،
يحرص على عزله، حيث لا يكون له أحد مقرب.  يسعى أن يجعله دائم الإنطواء على نفسه، حتى لا يتحدث مع أحد عن ما يجري بينهما، فيفطن إلى أنه تم استغلاله أو أن يطلب النصح كما أنه في المقابل يعمل وبشدة على  جعله يشعر بالذنب والخزي و العار لو نبس ببنت كلمة.

- سألته بإستغراب وهي لا تزال تحت تأثير الصدمة، أو ربما تنهشها رغبة داخلها لفهم سبب سكوتها :
- كيف؟
كيف يستطيع فعل ذلك؟
هل هم على هذه الدرجة من الذكاء؟ أم أن الضحايا لديهم نسبة كبيرة من الغباء أم ماذا بالضبط؟
- فهم الطبيب أنه عليه أن يختار كلماته جيدًا فهي تلوم نفسها وبشدة على ماحدث لها، رغم أنها لم تتطرق إلى تفاصيل ذلك الإعتداء أو ربما كانت إعتداءات متكررة نظرا لحالة الخوف والهلع التي تنتابها.

- حسنا، المعتدي ذكي وماكر جدا، يعرف كيف يتلاعب بعقل ضحيته، بل وبالمحيطين بها ايضا، حتى لا يشك أحد به؛
أما بالنسبة للضحايا فهم  عادة لا يعانون من أي خلل فكري، بالرغم من أن الكثيرين يستغلون الحالات الخاصة لسهولة إنتهاكها.
ظهر التقزز على وجهها يا إلهي حتى أصحاب الإعاقات  لم يسلموا من شرهم!!
- تابع بجديه : - ساره يجب أن تعرفي أن طرق الإنتهاك عديدة وهم يتفنون بها.
أكثرها إنتشارا هي أن يجعل الطفل يتلمس أعضاءه الحساسة مثلا أو يتحدث له بكلام جنسي فج ثم يقول له أنه سر بينهما لا يجب أن يعرف به أحد سواهم.   حينها يشعر الطفل أنه إرتكب  خطأ كبير، يجب أن يخفيه عن الجميع فتكون النتيجة أنه   يستسلم له  ولرغباته.
هل تعلمين أن هناك من المعتدين من يجعلون الأطفال يختارون مكان الإعتداء مثلا؟ و يكون ذلك بأن يخيره بين غرفته أو غرفة أخرى، وأن يطلب منه القدوم في وقت معين حتى يضمن سيطرته الكاملة عليه.

هناك أنواع أخرى و عديدة  للمعتدين و أسوأهم  الساديون، الذين يميلون للعنف في علاقاتهم.
هذا النوع لا يستمتع إلا عندما ينزل أكبر قدر من الألم على الضحية، و غالبا ما يمارس ساديته على الأقل مرة واحدة مع الطفل، من خلال خطفه وقد يقتله بعدها.

- ازداد شحوب وجه ساره لكن رغبتها في الحصول على  إجابتها للسؤال الأهم كانت تتآكلها:
- لماذا لم يبلغ الضحايا بعد كل هذا الوقت؟
أعني سبعون سنة ولم يتكلم أحد؟!
وكيف لم يشعر الأهل بأى شيء؟
أعني أنا أعرف أن المرأة  الكاثوليكية تتزوج عذراء، فكيف لم يكشف أحد هذه الإعتداءات؟
- رغم محاولته بأن يبدو هادئا، إلا أنه وبدون إرادة منه عقد حاجبيه وهو يجيب:
- هذه أسئلة كثيرة ساره ! حسنا! إجابة عن سؤالك لماذا لم يبلغ الضحايا رغم أنهم تقدموا في السن ونضجوا هو أن هناك عدة أسباب لامتناعهم ، أولا: الكثير منهم لم يفارقهم الشعور بالخزي و العار، خصوصا الذكور منهم فليس  من السهل عليهم أن يقروا بأنه تم اغتصابهم أو انتهاكهم أو حتى التحرش بهم.

غسق الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن