الفصل الخامس والثلاثين
ظلت طوال الليل تفكر فما حدث منذ اكثر من سبعة وعشرون عامًا، كانت عاشقة لبلال العلي ذات الشاب الوسيم ذو الأخلاق العالية والعائلة المحترمة، هو من كان فتى أحلامها، مشكلتها الوحيدة هي أنها تكبُره بعدت سنوات، وهذا يمنع زواجهما طبعا فهي من عائلة تتمسك بالتقاليد وهو من عائلة ريفية هذا الامر بالنسبة لهم مرفوض تمامًا، ما أعطاها بريق أمل وحيد عمله والدها مع والده ذلك قد يسهل الأمر قليلًا، حتى أنها تعمدت أن ترسب في الجامعة لتكون معه في نفس الصف، لكن كل شيء انتهاء قبل حتى أن يبدأ عندما وجدته يتقرب من فريده القاسم، لم تخفى عليها نظرات العشق بينهما رغم كل محاولاتها لاستمالته لم تنجح ابدًا، ذلك جعل الغيره تتحول لحقد على فريده بالذات… ماذا تملك ليحبها بلال أنا أجمل منها أنا محترمه وهي تدور بين الشباب بِلا حياء… هذاما كررت على نفسها طويلًا حتى وجدت الحل!
الحل في كشف عهر فريده لبلال و الطريقة مجد شقيقها!
لطاما كان مجد شقيقها الاصغر محبوبًا عند الجنس الناعم وله الكثير من المغامرات، كونه الابن الوحيد بعد بنتين جعل كل طلباته مجابة ونزواته مغفوره فلم يقم والدها يومًا بتأنيبه على علاقاته الغرامية مادامت لاتجلب لهم المشاكل؛ قررت وقتها أستغلال ذلك بطريقتها الخبيثة أخبرته عن بنات القاسم وجمالهن وأنحلالهن ولم تنسى أن تخبره عن أماكن تواجدهن، لكنه بدلًا من أن يعجب بفريده أغرم بفجر!
لا تعرف كيف حدث ذلك ومتى لكنها لم تمانع عند معرفتها بالصدفة، يكفي أن يلوث شرف أحد الأختين عندها لن تسمح عائلة بلال له بالزواج منها، حتى عندما عرفت بما حدث من رفض عبدالرحيم القاسم لبلال وزواجه من قريبة لم تقم بإيقاف مجد، بل زاد حقدها على فريده أكثر فهي السبب لذلك؛ تذكرت سماعها بالصدفة مكالمة بين فجر ومجد على الخط الأرضي تخبره فيها بأنها حامل؛ اخبرها مجد بان لا تشغل بالها وأنه سوف يقوم بخطبتها عند عودت والده من رحلة الاستجمام !
هنا ظهرت سميحة الحقيقة، هل يعتقدون بإن سما تجيد حيك المصائب ؟ هم لم يجربوا سميحة؛ فورًا ذهبت حيث يقضي والدها ووالدتها في أحد المدن الساحلية القريبة وهناك فجرت القنبلة بطريقتها الخاصة، لم يستطع مجد أقناع والديه بخطبة لفجر باي طريقة، لدرجة جعلته يخُبره بحملها منه عله يلين ويطاوعة
-لم يتفاجأ ولد لسماعة الخبر بل كان ينتظر ذلك، وضع قدم فوق الأخرى وشبك أصابعه وقال بنبره هادئة جدًا:- هذا سبب أكبر يجعلنِ أرفض، من تفرط في شرفها وتخون أهلها كيف يمكن أن تستامنها على اسمك وعرضك.
-حرك يديه في الهواء بطريقة رافضه لكلام والده وقال في يأس:- أبي أرجوك لا تحكم عليها بتلك الطريقة أنا من قمت بإغوائها، هي كانت بريئة وأنا استغليت ذلك، انا متأكد منها كنت الاول وهي تحمل طفلي
- لم تتغير ملامحة وهو يقول ببرود:- ومن قال أنك الوحيد؟ كيف تتأكد من أنها تحمل طفلك أنت بالذات؟
ألجمه رده ولم يستطع أن يناقشه، ليس لأنه مقتنع به أو يصدقة بل لأنه لا يستطع أن يثبت لوالده خطاء كلامه، لكنه كان مصمم على الزواج من فجر فقد أحبها بصدق؛ حاول لشهور طويل تغير رأي دون جدوى ؛ مازاذ الغصصَ في صدره علمه بأن والدها قام بحبسها بعد معرفته بحملة… كاد أن يخرج من عقلة من شدت الغضب والتفكير بطريقة لتخليصها من الظلم الذي نزل عليها وهو المتسبب به؛ مالم يكن يعلم أن سميحة من قامت بإبلاغ عائلتها بذلك بطرقها الخاصة وطبعا جعلت الامر فضيحة تستلزم طردهم ونبذهم من قبل بقية أفراد العائلة ذلك أقل أنتفام تستحقه فريده من وجهة نظرها؛ لكن مجد وجد الطريقة … ساجي.
بعد هروب مجد وفجر حصلت فريده على الطلاق وبدلًا من أن تنال سميحة أنتقامها، عاد بلال لفريده بمباركة والدها! هذا جعل حقد سميحة يتأجج ويصل إلى قمتة حرضت والدها كي يتبرأ من شقيقها بل أقامت فضيحه عند ولاد غسق ضنت بها بإن بلال سيطلق فريده بعدها، لا أن املها خاب كالعادة ومازاد الآمر سواءً ان والدها زوجها من محمود سلمان، موظف لديه ذو سمعه جيده تقدم لها لانه معجب بها منذ مده، حاولت الرفض كيف تتزوج هي من موظف معدوم؟
لكن والدتها اجبرتها فقد تقدم بها السن ولم يعد يتقدم لها من أبناء طبقتها لا المطلق والأرمل.
قضت معظم حياتها ناقمة على محمود و حياتها معه لم تحبه يومًا لكنها أحبت حبها وانصياعه لأوامرها، حتى اولادها سامي وسمر لم تحبهم يومًا … كلما قارنتهم باولاد بلال بالذات فقد سما من كانت نسخه عنها تفوق أبنة بلال جمالًا بمراحل.
-هزت رأسها وهي تقول لنفسها بصوت عالي:-ماهذا لازالت بنفس العقليه القديمة؟ يجب أن أجد طريقة اكفر بها عن ذنوبي وأضمن سكوت وسام في نفس الوقت؛ إذا عرف سامي وسمر مافعلته لن يسامحونِ بل لن يترحموا علي بعد وفاتي، يالهي ماذا افعل كيف اخرج من تلك المعضله.
**************************************
رغم مرور جلستين مع الطبيبة النفسية ألا إنها لازالت تلتزم الصمت أو بالأحرى تتجنب الحديث عن الحادثة لا تريد كلمات المواساة المعهوده يكفي ماسمعته من ساره وزهراء، لا ترغب في مزيد من الشفقة من شخص أخر حتى لو كانت طبيبة نفسية!
لم تكرهه شيء اكثر من شفقت الناس عليها، لطلما كانت بارعة في إخفاء حزنها وخيبة آملها كي لا ترى نظرات الشفقة في عيون الأخرين، الوحيد الذي سمحت له بذلك هو ساجي…. وماذا كانت النتيجة؟
بعد أن قام جدها بإحراق جميع متعلقات والدتها أمامهما أصابها حزن شديد جعلها تغرق في بكاء مرير لعدت أيام ولليالي وحده ساجي كان قادرًا على مواساتها عن طريق أخذها في حضنه حتى تنام،بل أنه تطوع وبقاء بقربها طوال الليل حتى لا تجزع خلال نومها، لكن ذلك لم يدم طويلًا فقد أبعدها بعد أقل من أسبوع بنقلها لمدرسة في العاصمة بعيدًا عن المزرعة وعنه، مرت شهور قبل أن تراه مره آخره هي من ذهبت له في شركته بعد أن اقنعت إياد بإنها تستطِع اصلاح جهاز الكمبيوتر الخاص به، حيلة بسيطه فقد كي تراه كم كانت غبية ساذجة معدومة الكرامة وهي ترمي نفسها عليه بكل الطرق الملتوية!
أفاقت على صوت الطبيبة تسألها السؤال المعتاد:- هل لديكِ رغبة في إيذاء نفسك أو شخص آخرى ؟
- أجابة وهي تنظر لها بجفاء:- لن أنتحر أذا كان هذا مايقلقك؛ ديني يُحرم ذلك، كما أن لدي طفلين أنا المسؤولة عليهم، أما عن رغبتِ في إيذاء احد فهي مستبعده لنفس الأسباب.
- وقفت تستعد للمغادرة رغم أنهُ لم يمضي سوى نصف وقت الجلسة قائلة ببرود:- أعتقد هذا هو المهم التأكد من عدم اقدامِ على اين من الانتحار أو قتل شخص اخر، أذن لا داعي لمتابعت باقي الجلسات.
لم يظهر أي تعبير على وجهه الطبيبة فقد اعطتها ورقها بها عنوان وطلبت منها أن تحضر إليه بعد يومين وبعد سوف تكتب تقرير الذي تريده دون نقاش.
لم تستسغ طلب الطبيبة لكنها قررت مجارتها فيه علها تنتهي من قصة الطبيبة وتتفرغ للعمل، ذلك العمل الذي تغرق نفسها فيها كي تهرب من الجميع بما فيهم الصغير !!!
ذلك الذي شهد على انتهاكها بابشع الصور ولم تستطِع حماية من ذلك؛ لم تنظر إلى عينية منذ تلك الحادثة توقفت حتى عن الرضاعة الطبيعة بحجه انها لا تملك الحليب الكافي وتركت مهمة الاعتناء بالصغار للمربية وساره، حتى تالين أبعدتها عن الدائرة حتى لا تعرف بمصابها وتخبر ساجي بذلك.
أنت تقرأ
غسق الماضي
Romanceغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة