19

7K 215 12
                                    

الفصل التاسع عشر
منذ ان تركته فرح وهو غارق في أحزانه ، لا يصدق ماحدث ؛كيف ضعف أمام غريزته وخانها ، لن يجمل ماحدث فهو خيانة ان لم تكن جسديه ؛ فهي عقليه عندما ينظر لإمرأة أخري بتلك النظرات  عندما يتمادى معها؛ ويسمح لها بالمثل ؛ تكون خيانة …

يقسم انه لم يكن يتوقع ان تصل الامور الى هنا ،كم هو نادم ويرغب بان يعود به الزمن ..يقسم بانه لن يتساهل معها ابدا لا يهم ان تغار عليه فرح ؛ يعرف بأنها تحبه  لماذا يجب ان يختبر ذلك الحب؟ لماذا يطالبها  بان تظهر مشاعرها ؟ كم  اراد إن يرى في عينيها نظرات الغيرة ،لكن بدلًا عن ذلك رأى فيهما نظرت الإحتقار ، نظرات اتهام تخبره كم هو خائن لا يستحق حبها ولا عطفها ، نفس نظراتها لوالدها ، مرحى لك يا سراج ها قد فزت بما أردت منها ، أخرجت مشاعرها التى تحتفظ  بها في ثلاجة منذ ان خطت قدمها  بيت المزرعة .
ارتفع صوت رنين هاتفه  ، لم يهتم حتى بأن يعرف هوية المتصل ؛ لابد أنها امه أو ساجي ؛ لايريد ان يتحدث مع أحد الآن ،حتى  صوت الدق على باب الشقة لم تجعله يتحرك من مكانه، إنهار الباب من شدة قوة الخبط ليدخل كلا من إياد و أيهم .
تقدم إياد ليمسك بقميص سراج يجره منه وهو مستسلم له تماماً، كان عيني إياد تشع غضب ،كما تغير لونهما الى لون الدم .
-لن اغفر لك مافعلته باختى ايها الوغد؟ سوف اجعلك تدفع الثمن ، اقسم بان اجعلك تكره اليوم الذي ولدت فيه ، عالجه بلكمة جعلت الدماء تسيل من فمه .
حاول أيهم ان يخلصه من يده بصعوبه ،ما جعل الامر أكثر صعوبه هو عدم مقاومة سراج ، كأنه يريد من إياد ضربه اكثر ، هو حتى لم يحاول تجنب لكماته التى تركزت اكثرها  على وجهه .
- صرخ أيهم في يأس : إياد توقف؛ ماهذا الذي تفعله؟ لقد اتفقنا أن نفهم منه ماحدث .
- لم يتوقف عن محاولة ضرب سراج ،رغم ان أيهم ابعده عنه وهو يصرخ في غضب شديد: ماحدث واضح جداً، ألا ترى كيف هو مستسلم  ولم يحاول حتى الدفاع عن نفسه، لو لم يكن مذنب لكان دافع عن نفسه.

بصعوبه أستطاع أيهم إبعاده عنه وإدخاله الى الحمام كي يعالج جروحه ، فقد تورمت شفتيه  وسالت الدماء منها ، انتفخت احدى عينيه جراء لكمة أصابتها ، ذهب أيهم يبحث عن ثلج يضعه عليها لتخفيف التورم، كل ذلك وسراج لم يبدى أي رد فعل فقط بعض التأوه البسيط عندما يلمس جروحه ، انتهى مما يفعله ،ثم خرج مع سراج الى الصالة ليتحدثوا .
بالكاد استطاع إياد ان يمسك نفسه ،عن مهاجمة سراج مرة أخرى، يرغب في أن يمزقه الى أشلاء صغيرة، لا يصدق ان شقيقته لم تخبره بخيانته لها ، الآن فهم سر الألم  بداخل عينيها ؛لحظة توديعها بالمطار ، لا لن يسكت عن ظلمه لها ، ربما كان صغيراً عندما ظلم والده أمه ، ولم يستطع رد ظلمه ولا مواساة والدته و التخفيف عنها ، بل اتبع أسلوب الهرب كي لا يراها تذبل امامه ، لكنه الان راجل ناضج وسوف يأخذ حق اخته من ذلك الخائن.
- بنبره رزينه قال أيهم: سراج نحن هنا لنعرف ماذا حدث بالضبط.
-تحفز إياد في جلسته وقاطعه بصوت غاضب: نعرف ماذا؟ كل شيء واضح ، لقد خان أختنا ويجب ان يطلقها اولاً ،ثم يدفع ثمن ما لحقه بها من آلام.
-لم تفقد  نبرته رزانتها ، فقط كتف ذراعيه  ونظر لهما دون اي مشاعر : هل أنتهيت ! أولا الفيديو مركب ، قام مختص بفحصه ، وتأكد من ذلك ، تم تسريع بعض اللقطات و إضافة بعض الأصوات
- قاطعه إياد وقد قفز من كرسيه واقفاً:- لكن الفيديوا في حد ذاته ليس مزور بل حقيقي ذلك النذل كان مع إمرأة أخرى  وخان فرح اليس كذلك؟
التفت الى سراج الذى لم ينطق بحرف منذ أن جلس وامسك ياقة قميصه المبتله يهزه بقوه، طلقها حالا ،لن تبقى على ذمتك بعد مافعلته.
امسكه أيهم من ذراعيه يبعده عنه بقوه وقد ضاق ذرعاً به ، منذ متى وإياد متهور بذلك الشكل ، لطالما كان هادئاً ، متحكم في أعصابه وانفعالاته الى ابعد حد ، لا يصدق ما يراه امامه من تصرفات هوجاء وكلام غير موزون  ولا حتى محسوب يطلقه دون وعى .
- إهدأ قليلا ماذا حدث لك ، ثم من قال لك ان فرح تريد الطلاق؟
-عند هذه الجمله توقف إياد عن مقاومته ونظر إليه  يسأله وهو لا يصدق ماسمعه منه للتو: ماذا تعني لا تريد الطلاق؟ وهل تتوقع بان نسمح لها بأن تكمل حياتها مع هذا الخائن…
وأشار بيده الى سراج الذي نمى بداخله أمل فور سماعه مانطق به أيهم، تسارعت نبضات قلبه وزال كل الألم الجسدي الذي كان يشعر به منذ قليل، هل يعنى هذا أن فرح سامحته ؟ هي فعلا لم تطلب الطلاق الى الآن ، ولم تخبر شقيقيها عن سبب سفرها تلك الليله، ربما هناك بعض الأمل ،
لماذا هو يجلس هنا يستمع الى شجار إياد و أيهم ، يجب ان يلحق بزوجته ليطلب منها السماح ، نعم هذا هو المهم ،أسرع الى غرفته تحت انظار إياد وأيهم الذان توقفا  عن الجدال كرد فعل على حركته الغريبة ، لم يمر وقت طويل حتى خرج سراج يحمل في يده جواز سفره واتجه ناحيه أيهم ليبلغه قراره
- انا ذاهب لفرح يجب ان اخبرها ماحدث واعتذر منها حتى تغفر لي خطأي
ذُهل إياد ، لم يعرف هل عليه أن يكمل ضربه له ام يتركه يذهب الى أخته ، كلام أيهم جعله يهتز من داخله ، هو غاضب من فرح هل أصبحت نسخه أخري من والدتهم ؟ تغفر الخيانة بكل سهوله وترفض الطلاق!! ، لكن وضع فرح مختلف ،  يعرف ان  سراج يحبها فعلا ليس مثل والده ، لا يستطيع ان يقرر،  بداخله صراع لا ينتهي، ايهما أهم ، الحب ام الكرامه ؟
-اما أيهم الذي كان مرحب بتلك الفكره بداخله دون ان يظهر شيء على وجهة فقد سأله:- وماذا عن التحقيقات ؟ تعرف انها لم تنتهي بعد ؟ الا تعتقد ان توقيت سفرك قد يورطك ؟
-لا يعرف من أين له بكل تلك الثقه ، لكنه اجاب بصوت حازم:- لا يهم سوف اعود بها أولا ،ثم نرى ما سيحدث في التحقيقات ، هلا توصلني الي المطار ؟
ارتفع حاجبي كلا من إياد وأيهم من ثقته الزائدة، نظر كل منهما للآخر ، وقد عرف إياد ان أخِيه قرر وسينفذ فلا داعي لأن يعترض الان.
وقف واتجة ناحية باب الشقه وهو يجيب: -انا من سيفعل ، هيا بنا وانت يا إياد أبلغ ساجي  والمحامي بسفر سراج ، لنكون على أتم استعداد لأي تطورات قد تحدث في التحقيقات .

غسق الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن