الفصل تاني والعشرون
تعرف ان طريق التوبه صعب ، لكن إنغماسها في الخطيئه ليس بسهل أيضًا ، لم تكن يومًا فتاه محبه لملذات المحرمة او كسر الالتقاليد والاعراف ، حتى انها لم تكن متمرده ، ماحدث اول مره افتراءات ولان ولدها يحرص على سمعه العائله قرر ان يبعثلها لتعيش في الخارج ، اخبره صديقه عن وجوده مدرسه داخليه متشدده بالقرب منه ، ثقته بصديق وبانه ستكون بمان هناك جعله يرسلها على الفور ، خصوصًا ان لخالد فتاه تكبرها بقليل ستكون رفيقتها هناك ، لم يكن يعرف بان تلك الرحله ستعود عليها بالبلاء ،
لن تكذب وتدعي بان روبين لم تبهرها ، بل تلك الحرية التى تمتلكها ، فهي لا تعباء لشيء ، سوا ملاذاتها ومايترغب به ، عكس سابين برغم بانها تتمتع بحرية لكنها لم تتخط الحدود يومًا .
روبي مبهره بكل مافي الكلمة من معنى ، جمليه ، ذكيه ، جريئه ، لديها علاقات لا حصرى لها ، نبذ هذا الجانب بها ، مهما كانت متحررة لا تقبل هذا نوع من العلاقات المحرمه ؛ نعم جارتها في سهراتها في النوادي الليلية ، ربما القيليل من الشرب لن يضر احد ، الملابس التي تحولت بالتدريج إلى قصيره حد الابتذال ، توسعت علاقاتها بالجنس الاخر ، كل ذلك دون ان تصل اخبارها الى والدها ، فهي طالبه مجده لم تتغيب يومًا عن المدرسه ، كما انها تعود في موعده كل ليلة الى السكن الداخلي ، من قال ان المعاصي تحدث في ليل فقد .
- تابعي ماذ حدث بعد ذلك ؟
- نظرت الى المعالجة النفسيه آلتي لجأت اليها ، بعد اقتراح من إياد ؛ هي فعلًا تحتاج ان تتحدث مع أحد عن ما جرى لها منذ انتقالها إلى فرنسا حتى قضيه الزنا …. ، تحتاج الى شخص يكون رأيه محايد ، بل لا تريد رأي في الواقع فقد تفرغ ما بداخلها لشخص لن تراه مره اخره ؛ اختارة معالجه لا طبيبة نفسيه ، لانها لا تريد أدويه ، تخاف بأن تدمنها ، يكفي بأنها كادت ان تُدمن الخمر سابقًا ؛ إحتاجت الى مجهود كبير لكي تتوقف عن شربه ، خصوصًا و هي محاطه به من كل مكان ، مروان لا يكف عن شرابه ، ولا روبين ، كذلك معظم حفلات التى تحضرها بانتظام ، لآجل العمل او المتعه ؛ كان الامر مرهقا فعلا ، ليس بسب حبها ، بل بسبب سخرية المحيطين بيها عندما ترفض الشرب .
كثيرا ما ادعت بانها تشربه وهي في الحقيقة تشرب عصير عادي ، او تقوم بالقائه في اي مكان ؛ هي لاتحارب ادمان خمر فقد بل تحارب مجتمع محيط بيها لا تعرف كيف تنسجم معهم بالكامل ولا ترغب في البعد عنهم .
- تنهدت ورفعت عينها للمعالجه :- وقتها تعرفت على ( جو ) عن طريق روبين ، اعجبت به ، لكنى لم ارغب في ان اتعمق في العلاقه معه ، لانه فرنسي ، وأنا ارغب في الزواج والاطفال ؛ اعرف ان اهلي لن يرضوا بزوجي منه .
توقفت عندما لاحظه ان المعالجة تكتب في مذكرتها فعقدت حاجبيها وظهر عليها عدم الارتياح ، تنبهة المعالجه لتوقفها لكنها أستمرت في الكتابه ،
- بصوت هادي جدا بعث الدفء في داخلها :- أكملي سابين ، لاتهتمي لما اكتبه الان ، ستعرفين بعد أنتهاء الجلسات .
- ابتسمت في ارتباك تابعت وهي تحاول ان لا تفكر فيما كتبته :- في الحقيقة لم اكن من هواة العلاقات العاطفيه ، منت معجبه باقارب روبين ابناء القاسم ، ليس شخص معين منهم ، فقد ما حكته لي روبي ؛ هم فِتيه لم يقم احدهم بعلاقة خارجه ، يتمسكون بالتقاليد رغم عن مكانتهم الاجتماعيه ، رغم سخرية روبين المستمره منهم ، وحدت نفسي اتعلق بيهم ؛
اخذت نفسا عميقا و اسندت خدها على كفه ذراعها الذي يستند والاخر على حافة الكرسي :- اعتقد اني اخترت سراج ، لمعرفت بميل ساجي الى روبين .
- أذن انت اخترت المتاح ، دون اعتبار له شخصيًا ؟
- هزت رأسها بطيء علامة موافقه ، اعتقد ذلك
- ماذا حدث مع جو ؟
- احست بالم شديد في أحشائها ، مررت يدها على رقبتها ثم ارتشفت قليلًا من الماء :- فرحت باهتمامه بي ، كنا نخرج كثيرا ، انا وهو و وربي طبعا ، بعد فتره قصيره بدا يتجاوز حدوده قليلًا ، رفضت وقررت قطع العلاقه ، وقتها سخرت منى روبي ، قالت ان هذا شيء عادي يحدث بين الفتاه وحبيبها ..، في الحقيقة صدمت كثيرًا فقد فهمت بانها قامت بذلك مع اكثر من رجل .
- قاطعتها المعالجه :- لماذا صدمتي ؟ الم تقولي ان روبين ذات عقليه متفتحه ؟
- عقدت حاجبيها وهي تجيب في استنكار :- هذا ليس تفتح ابدا ؛ التفتح يعني ان تتقبل الأفكار الجديدة مختلفه عن معتقادت ، تسعين لِأكتشاف ثقافه مختلفه بكل عادات ، لكن ان تخرجين عن الدين لا يكون تفتح ابداً.
لم تعلق المعالجه عليها فقد تابعت كتابة بعض الحروف ، أعتقدت سابين انها لا تصدقها ، معها حق ، كل من يعرفها يظن انها منحله ، بل هي فعلا منحله ، فقد فرطت في شرفها ، أذا كانت أول مره ليست باردتها ، فهي من قامت باغراء سراج وجره ليقع في شباكها ، أحست بغصه و ان دموعها ستنزل لا محاله ؛ أنهت الجلسة فهي غير قادره على الاستمرار.
خرجت من العيادة لتجد إياد في انتظارها ، كان وجهة مكفره على غير العادة ، هو حتى لم يرد عليه التحيه ؛ رغم إنها تضع حدود بينهما وتختصر إي حديث يقوم بفتحه معها ، لكنها تضايقت من ردت فعله ، فهو فعلا يهون عليها كثيرًا ، على الاقل هو لا ينظر لها بخبث ولا يلومها على ماحدث ، قد يكون الرجل الوحيد الذى تعامل معها بطريقه طبيعيه منذ ان كانت في المدرسه .
- لكسر الصمت قررت ان تبداء هي الحديث :- الجو جميل اليوم ما رايك ان نشرب قهوه في الخارج
- بصرامه أقرب للتوبيخ :- لا اعتقد ان ذلك مناسب في وضعك ، قد يتعرف عليكِ احد
شهقت واضعه يديها على فهما ونزلت دموعها التى حاولت حبسها عند المعالجة ، لا تصدق حتى هو يحكم عليها ؟
فور خروج الكلمات من فمه ، أحسن بفداحة ما قاله ، لا يصدقه انه جرحها وأهانها ، لمجرد أن سراج قرر أن يتجوزها ؛ مايزيد ضيقة بانه ليس غاصب بسبب اخته ، غضبه له سبب اخر ، لا يريد حتى ان يعرفه ، ستكون كارثه لو فعلها حقا!
-ضرب المقود بيده عند سماع شهقاته ، حاول إن يجعل صوته اكثر هدوء:- أسف سابين لم اقصد مافهمته ، انا فقد أخشى ان تتعرضي لموقف سخيف ، نحن نمر بظروف صعبه ، في الشركه والقضيه ، كل ذلك يشغلني ، لم اقصد ان اجرحك ، تكلمت دون تفكير ، اعتذر مره اخره .
مسحت دموعها دون ان تجيبه ، ربما هو محق ، حسنًا ستحاول تقبل عذره ، لكنها لن تتساهل معه مره اخره .

أنت تقرأ
غسق الماضي
عاطفيةغسق الماضي جالسه على كرسيها منذ ساعات ،رغم ان الكرسي غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر، في نفس البقعه .تسمع اصوات المكبر تذيع ارقام الرحلات المغادره والقادمة