2

1K 89 64
                                    

تدخّلَ صوتُ المُدرِّسةِ في نومي فأفسدَه ؛ ليسَ من أحدٍ يمانعُ أن أنامَ أثناءَ الحِصَصِ الدّراسيّة ، فحضورِي كما يجدُون يطابقُ في مأثرِه مغيبِي ؛ إلّا أنّني خشيْتُ و أثناءَ منامَتِي أن تكونَ الممانعةُ دافعَ بروزِ نداءِ الانتباهِ في الفصل.
رفعْتُ رأسِي تَدَرُّجاً حتّى رأيْتُها من بينِ رؤوسِ الطّلبة ، لم أكنْ المعنيّةَ كما توقّعت ؛يبدو أنَّ تقديمَ طالبٍ جديدٍ سببُ تبديدِ راحتي.
لا آبَه عادةً بهكذا أمور ، و لذا أعدْتُ بهدوءٍ رأسيَ إلى الطّاولةِ حيثُ كان

_"زميلُكم الجديد ، نيشيمورا ريكي"

_"مرحباً جميعاً"

ذِكرى هذا الصّوتِ بعثَتْ في خلايا جسدِي رعشةً رهيبة ، و دفعَتْني مُصغرةً لأرفعَ اهتمامِي فرأسي ؛ وجدْتُ الفتى ذاتَه يقفُ في منتصفِ الفصلِ و يبادلُ الطّلابَ التّحيّة ؛ قدراتُ التّفكيرِ لديّ قد اختفَت ، لا منطقَ يربِطُ بينَ لقائِنا الغريبِ أمس ، و مشاركَتِنا الفصلَ الدّراسيَّ اليوم.
اسمُه ريكي إذاً؟
تصنّمتِ المُعلِّمةُ لوهلةٍ تنظرُ ناحِيَتي ، ثمَّ و بتردّدٍ يَصعُبُ إخفاؤه أشارَتْ نحو كرسيٍّ إلى يميني ، ليسَ من مكانٍ آخرَ شاغرٍ في الفصلِ كلِّه معَ الأسف ؛ سيشارِكُني طالبٌ الطّاولةَ لأوّلِ مرّةٍ منذُ أعوام ، و يبدو لي أنَّ المُدرِّسةِ تخشى جرّاء هذه الحقيقةِ فضيحةً يجنيْها سلوكِي غيرُ المُنضبطِ على المدرسةِ أمامَ طالبٍ يطأُ هنا لأوِّلِ مرّة.
دخلَ المَدعوُّ ريكي ببطءٍ مريب ؛ أراقَ اتّزانِي بإشهارِ المبسمِ ذاتِه ، لم أنجِزْ مِنْ قبلُ تَوقُّعاً مهما تَوجّزَ عمّا يحدُثُ مِن حَولي اليوم

_"مرحباً شيزوكا"

تركْتُ فاهِي يعبِّرُ عن مدىً وصلتْه داخليَ الدّهشة ؛ ما عرّفْتُ أبداً هذا الغريبَ باسمِي ، فكيفَ يأتي اليومَ على ذكرِه؟ أيُّ فتىً هذا يا ربِّي!؟

_"أتعرِفُها؟"

سألَتِ المُدرِّسةُ بدافعِ الفضولِ مُضافاً إليه القلق ؛ سمِعَتْه ينادِي باسمِي ، و ما سمعَتْ ردّاً يُحرَّرُ من بين شفتيّ ؛ لا نعرِفُ بعضَنا البعضَ على ما أذكر

_"لا أيَّتُها المُعلِّمة ، أخمِّنُ و حسب"

و أيُّ تخمينٍ يصيبُ من المرّةِ الأولى؟
تخمينُ مُشعوِذ؟

.
🪄
.
🪄
.
🪄
.
🎩يتبع🎩

الرَّائي~نيشيمورا ريكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن