🎩النِّهاية🪄

494 40 105
                                    

أشاهدُ ظلَّ أكيرا عبرَ نافذةِ غُرفَتِي و هو يتضاءلُ و يتنامى ، أنتظرُه حتّى يغيبَ و يفنى ، فلي مع أُختِي حديثٌ لا يُؤجَّل.
لا أعرفُ ما يجيءُ به في هذا الوقت ، صحيحٌ أنَّه و إيروكا مخطوبان الآن ، لكنَّ السّاعةَ قَدْ تجاوزَتْ منتصفَ اللَّيل ، و هذان الاثنانِ لا يبرحان يفترقان حتّى يلتقيا ، يقضيان يومهما بأكملِه مع بعضِهما ، ألا يملّان؟ أم أنَّني أقولُ هذا لأنَّني ما أحبَبْتُ من قبل؟
تنهَّدْتُ منزَعِجة ، ثمَّ توجَّهْتُ نحو بابِ الحديقةِ الخلفيّة ، يُفترَضُ بأختِي أن تدخلَ عبرَه في غضونِ دقائق ، فأكيرا و على ما أتوقَّعُ قد رحل ، هما لا يتودَّعان إلّا أمامَ بابِ تلك الحديقة ، لا أعرفُ السَّبب ، و يهِمُّني فقط يومَ أشعرُ بالوحدةِ فالغيرةِ منه.
سَمِعْتُ صوتَ إيروكا فجأةً و قَدْ ارتفعَ شدّةً و تغيَّرَ نبرةً ، و إذ بي و بغيرِ وعيي أقفُ وراءَ البابِ و أسترقُ السَّمع ، أعرفُ أنَّ هذا خاطئٌ إلى حدٍّ ما ، غَيْرَ أنَّ القلقَ يحولُ دونَ أن أصحَّحِه أو أتراجعَ عنه

_"لا إيروكا ، لا تنسي اتّفاقَنا"

_"ريكي أهوج! أتريدُني أن أقفَ مكتوفةَ الأيدِي أمامَ هذين الاثنين و هما يمرّان بذاتِ ما مرَرْنا به!؟"

_"إيروكا أرجوكِ ، ألا تُحبِّينني؟"

_"اذهب ، اذهب هيّا ، لا أحدَ يفهمُني!"

فُتِحَ البابُ فجأةً ، و أطلَّتْ أمامِي إيروكا أخيراً ، انتهى انتظارُها متأخِّراً و على نحوٍ صاعق ، و لذا ما استطَعْتُ أن أهربَ أو أتخفّى ، وقَفْتُ أمامَها كالبلهاءِ و هي تبدو على وشكِ أن تستكملَ الشّجارَ و لكن ضدِّي

_"أما زلتِ مستيقظةً شيزو؟"

_"نعم.. كنتُ أبحثُ عنكِ.. لديَّ ما أُخبِرُكِ به"

_"و أنا أيضاً ، لديَّ ما أُخبِرُكِ به"

هزَزْتُ برأسِي شبهَ خائفة ، و تَبِعْتُها إلى غرفتِها بصمتٍ مُطبِق ، يبدو أنَّها و على العادةِ ستشكو لي أفعالَ أكيرا ، ثمَّ ستُسكِتُني إذا ما شتَمتُه ، تسامِحُه بسرعةٍ غبيّةٍ أيَّما فعلَ ، و فقط لأنَّها تُحِبُّه على حدِّ زعمِها ، سببُ سعادَتِي بأنَّني ما أحبَبْتُ حتّى اليوم ، و تعاسَتِي بأنَّني مُقدِمةٌ على الحُبِّ قريباً.
جلسَتْ فوقَ سريرِها و أشارَتْ لي كي أجلسَ إلى قُربِها ، تردَّدَ الاستهجانُ إلى مداركِي كثيراً قبلَما نفَّذْتُ ، نتيجةً لما يحملُ وجهُ إيروكا من جديّةٍ بالغةٍ ما اعتيدَتْ في غيرِ المصائب

_"تكلَّمِي أنتِ أوّلاً شيزوكا ، فحديثي مُطوَّل"

_"ليسَ حديثاً مُهِمّاً إلى هذا الحدّ ، كلُّ الأمرِ أنَّني..لديَّ صديقٌ جديد.. أقلَّني إلى البيتِ يومَ أمس!"

الرَّائي~نيشيمورا ريكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن