22

323 45 38
                                    

'و هذا في الأصلِ سببُ اختيارِي لتولِّي هذه المهمّة'
و ألفُ جملةٍ أُخرى ، كلُّهم أمسى يتلاعبُ بموازين عقلِي عندَ انتصافِ اللَّيل ، فأنا ما حدثَ و فكَّرْتُ مليّاً في طبيعةِ مهمَّتِه هذه ، أو في هويّةِ من اختارَه لتولِّيها و أوصلَه إليّ.
غادَرْتُ الغرفةَ آنَ تأكَّدَ لي عجزِي ، و على العادةِ رُحْتُ ألجأُ لأختي ، و لحُسنِ حظٍّ ما رافقَني في غيرِ هذا الأمرِ يوماً ، بلغَتْ إنارةُ غرفتِها أن أعلمَتِ المدينةَ كلَّها بأنَّها ما تزالُ صاحية.
طَرَقْتُ البابَ أستأذِنُها الدُّخولَ إلى حيثُ أترقَّبُ و لأوَّلِ مرّةٍ أن أفصحَ عمّا يضايقُني كاملاً و بغيرِ اقتضاباتٍ أو تعديلات ، سأخبرُ إيروكا بهويّةِ الشّابِّ الظّاهرِ حديثاً في حياتِي ، و الذّي قَلَبَها رأساً على عقب.
انتَظَرْتُ لحظاتٍ قبلَما فتحَتْ ، ثمَّ و مذهولةً سِرْتُ إلى حيثُ سحبَتْ يدِي ، لم تعطِني فرصةً لألقي عليها أيَّ كلام ، و أجلَسَتْني أمامَ مرآتِها تتجاهلُ ما قدْ يكونُ عليه رأيي

_"يجبُ أن أعلِّمَكِ كيفَ تهتمِّين بنفسِكِ ، كيفَ و أنتِ هكذا سيُحِبُّكِ..ما هو اسمُه؟"

أحكمَتْ إمساكَ وجهِي بيدِها تتفحَّصُه ، ثمَّ تناولَتْ مِلقطاً صغيراً من فوقِ طاولةِ المرآةِ و صوَّبَتْه نحو وجهِي كسلاحٍ مخيف.
أخَذْتُ أنظرُ إلى توضُّعِه في يدِها مُرتَعِبة ، إلى أن هزَّتْ كتفِي تنبِئُني بأنَّ سؤالَها عُلِّقَ دونَ إجابةٍ في الهواء

_"ريكي"

_"حسنٌ ، كيفَ سيَقَعُ ريكي في حُبِّكِ و أنتِ.. انتظري!"

تجمَّدَتْ لبرهةٍ تحدِّقُ في وجهِي ، حتّى حَسِبتُها و لمُبالَغةِ ردِّ فعلِها قَدْ لمحَتْ عقرباً يتجوَّلُ بين خصلاتِ شعرِي

_"ريكي..نيشيمورا؟"

هَزَزْتُ برأسِي أومئُ لها ، ما راقَها الإيجابُ ردّاً ، كانَتْ و على ما يبدو تأملُ أن أنفي ، و قَدْ خابَ أملُها.
جَلَسَتْ إلى سريرِها ساهدة ، فلَحِقْتُ بها مُستَهجِنةً حركاتِها و تصرُّفاتِها ؛ ما زِلْتُ لا أفهم ، من أينَ لها بمعرفةِ اسمِه الكامل؟ و أنّى لها أن تُحدِّدَ ريكي المقصودَ بهذه الدِّقَّةِ و على كثرةِ معارِفِنا حاملِي هذا الاسم؟

_"مرَّ وقتٌ طويلٌ حقّاً"

_"أنتُما على معرفة؟"

أصدرَتْ ضحكةً خافتةً مُنكَسِرة ، و ببطءٍ نظرَتْ نحوي ، ابتسامتُها مُرَّةٌ مُحزِنةُ التّناقُض ، و عيناها تقاومان ألمَ ذكرياتٍ بعيدةٍ أجهلُها

_"ليتَنا ما كُنّا"

_"ماذا تقصدين؟"

جَلَسْتُ إلى قُربِها مُنصتة ، أشعرُ بخوفٍ عظيمٍ ينهشُ توازُنِي ، خوفٍ ناجمٍ عن منظرِ أختي نادرِ التّواجُد ، و خوفٍ ناجمٍ عمّا يربِطُ اسمَ ريكي به بشكلٍ أو بآخر

_"ريكي شقيقُ أكيرا الأصغر"

_"مَن أكيرا؟"

_"أكيرا ، كاسِرُ قلبي"

أخفَضَتْ نظرَها آنَ تكلَّمَتْ ، و قد سقطَتْ أخيراً ابتسامَتُها فاشلةُ الاصطناع ، و أبانَ وجهُها حقيقةَ ما بها.
أندمُ الآن أشدَّ النَّدم ، فأنا و أختي ما كُنّا يوماً على علاقةٍ جيِّدة ، ها أنا أبوحُ لها بكُلِّ ما يزعِجُني حديثاً ، و ما وَجَدَتْني إلى قُربِها يومَ احتاجَتْني

_"أتعرفين؟ لا ضرورةَ لنبشِ قصصِ الماضي الآن ، دعينا نكملُ ما كنّا نفعل"

غيَّرَتْ من نبرَتِها ، فَقَدْ شعرَتْ بأنَّها و بتركِه يعبثُ مزيداً بمزاجِها على خطأ ، أعرفُها جيِّداً ، لا تبيحُ لأحدٍ أن يقربَ قوَّتَها الظّاهرةَ بالتّشويه

_"أخبرِيني بها ، و تخلَّصِي منها"

فكَّرَتْ قليلاً ، فأعجبَتْها فكرَتِي ، و قرَّرَتْ اتّباعَ نهجِها.
عادَتْ تجلسُ حيثُ كانَتْ ، و أشاحَتْ عنِّي بوجهِها لئلّا يعيقَها ردُّ ملامحِي السّاكتُ عن البدءِ أو المُتابعة

_"لا أذكرُ بالضّبطِ من أين تبدأُ القصّة ، كانَ في صفِّي في الإعداديّة ، و لا أذكرُ أنَّنا كُنّا مُقرَّبين ، و فجأةً وَجَدْتُ نفسِي واقعةً في حُبِّه.. لكنَّه كانَ على علاقةٍ بفتاةٍ أُخرى ، المُضحِكُ في الأمرِ أنَّ من معَنا في الصَّفِّ صُدِمُوا أيضاً ، كانوا يظنُّوننا مُحِبَّين"

كرَّرَتْ في كلامِها لفظَي لا أذكرُ و فجأة..
كما أنَّ من كانوا معَها في الصَّفِّ يرَون أنَّهما مُقرَّبان و هي لا تذكرُ شيئاً من هذا..
أيُعقَل..؟

.
🪄
.
🪄
.
🪄
.
🎩يتبع🎩

هلو🥺🥺❤️❤️❤️❤️
هوني تشتاق الكم كلكم🥺😭😭❤️❤️❤️
و تحبكم حب كبير ، تذكروا هالكلام ، و تذكروا إنو و بغض النظر عن الظروف و عن كلشي ممكن يصير ، هاد الحب بعمره ما رح يتغير إلا للأكبر و الأحسن🥺🥺❤️❤️❤️❤️❤️❤️
لاف يووو😭😭❤️❤️❤️❤️

الرَّائي~نيشيمورا ريكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن