20

354 49 44
                                    

مَضَتْ نهايةُ الأسبوعِ عليَّ ثقيلة ، فخلالَ وقتِها كاملاً ما حَصَدْتُ أيَّ صادرٍ عن ريكي ، ما اتّصلَ و ما سمعْتُ صوتَه ، كما خلا شارِعُنا من عبورِه.
ما وجَدْتُ انتظارَ لقياه إلّا شاقّاً ، و مع أنَّ إيروكا وصَفَتْه حالَ يرتبطُ بالمحبوبِ حُلواً ، بَيْدَ أنَّني ما تذوَّقْتُ فيه غيرَ مرارَتِه ، فآمالُ هذا الانتظارِ متهالكةٌ مُبهَمة.
و لكنَّني و على الرَّغمِ من مشقَّتِه أقابلُ نهايتَه ، ها قَدْ أطلَّ صباحُ اليومِ الأوّلِ من الأسبوع ، و ها أنا أخيراً أنتظرُ ريكي حيثُ نلتقي دائماً.
لا أميِّزُ إن كانَ ريكي قَدْ تأخَّرَ حقيقةً ، فأنا قَدْ أنفَدْتُ بوهمِ انتهاءِ الانتظارِ ما بقيَ من صبرِي ، و باتَ على احتمالِي ثقلُ الوقتِ مُضاعَفاً.
استَرَقْتُ النَّظرَ إلى ساعَتِي ، ما يزالُ الوقتُ مُبَكِّراً ، و أنا هي من تزيدُ الأمرَ حجماً بدراما فارغة.
خبَّأْتُ في باطنِي أمانِيَ صغيرة ، أطلعْتُ عقلِي منها على أمنيةَ حضورِ ريكي المُستَعجَلِ وحيدة ، لئلّا يلومَني كالعادةِ على ما لا يدَ لي فيه.
أعَدْتُ إلى ناصيةِ الشّارعِ تركيزي ، و إذ به المُنتَظَرُ يُطلُّ أخيراً ، و يُحدِثُ في شعورِي ثورةً عجيبة.
استحالَ عليَّ دثرُ ابتسامَتِي أو الحدُّ من وِسعِها ، فَقَدْ أودَعَ لديَّ مَظهَرُ وجهِه البشوشِ فرحاً لا يُقارَنُ بآخر

_"صباحُ الخير!"

_"صباحُ الخير..كيفَ حالُك؟"

أجَبْتُه يعيقُني خجلٌ رهيب ، ثمَّ سِرْتُ أُحاذي خطواتِه السّريعةِ ، و قَبِلْتُ دعوةَ كفِّه لاستقبالِ أصابعِي المُرتَعشة ، أشعرُ بالخوفِ فجأة ، لا أريدُ أن أخسرَ هذه الذّكرياتِ أبداً ، و أيّاً كانَ الثّمنُ سأدفعُه

_"ممتاز ، افتقَدْتِني ، ألم تفعلي؟"

هَمْهَمْتُ مُحرَجةً أُخفي عينيّ ، فِعلةٌ كانَتْ سبباً في غَرَقِي و تيهي مزيداً ، فَقَدْ أتبعَها هو بقُبلةٍ سريعةٍ عانقَت الأقربَ إليه من وجهِي.
أخذْتُ لبرهةٍ أحملقُ فيه ، أشاحَ و بعدَما سرقَ القبلةَ إلى الجهةِ الأُخرى وجهَه مازحاً ، و أنا وَقَفْت مذهولةً لا أفقُه على أيِّ حركةٍ يجبُ أن أُقدِم

_"ما بكِ؟ هل أنتِ بخيرٍ عزيزتِي؟"

_"مُخادِع!"

أصدرَ ضحكةً وصلَتْ أصداؤها المبانِي المجاورة ، ثمَّ و مُتَّبِعاً أسلوباً ساحراً أقربَ إلى التّضليلِ عادَ يمسكُ يدِي و يوجِّهُ إلى المدرسةِ سَيْرَنا.
عادَ عقلِي بعدَ برهةٍ وجيزة ، و عادَ معَه ضميرِي إلى النَّعيق ، ما نفعلُه هذا خاطئٌ في حقِّ ريكي ، ما لم يكن خاطئاً في حقِّ الرّائي كعملٍ أيضاً ، و لذا ، توقَّفْتُ في عُرضِ الشّارعِ ألفتُ إلى أهميّةِ كلامِي انتباهَ مُرافِقِي

_"ريكي..ألم تقل أنَّكَ لا تريدُ أن تُحِبَّني؟ لماذا تفعلُ هذا إذاً؟"

دثرَ ابتسامَتَه و تنهَّدَ بانزعاج ، ما عَرَفْتُ بأنَّني إليه قريبةٌ إلى حدٍّ يجعلُه لا يحسنُ التّفكيرَ قبيلَ التّصرُّفِ في أمرٍ يخصُّني

_"لم أقلْ أنَّني لا أريد ، إنَّما قُلْتُ أنَّ الأمرَ خَطِر"

_"لا ضرورةَ لتجريبِه إذاً ، نحنُ أصدقاءٌ فقط ، أليسَ كذلك؟"

عبسَ على نحوٍ لطيف ، فتابَعْتُ السَّيرَ أحاولُ أن أتجاهلَ فكرةَ انزعاجِه و مُسبِّباتِه ، و مع استحالةِ إحقاقِ هذا الاحتمال.
آه كم تعذِّبُ أساليبُه ما بقيَ لي من شعور ، هل اعترفَ منذُ قليلٍ بأنَّه يريدُ أن يبادِلَني حُبِّي؟ و على الرَّغمِ من أنَّه خطر؟
شَعَرْتُ به يسرعُ الحذوَ ليتبعَني ، ثمَّ استَجَبْتُ له آنَ حاولَ أن يستوقِفَني ، و استَدَرْتُ أقابلُه

_"أترينني حقّاً مُجرَّدَ صديق؟"

_"لا يُهِمُّنا هذا ، المُهِمُّ أن تراني أنتَ مُجرَّدَ صديقة"

ابتسمَ فجأةً ، و راحَ من ثمَّ ينتقصُ المسافةَ ما بيننا يتناسى حقيقةَ تواجِدُنا في الشّارعِ على عادَتِه ، فأوصلَ بما فعلَ لفهمِي زَعماً دحضتُه خائفة ، إذ يحملُ أنَّ الرّائي خاصّتي قد حصدَ عن طريقِ إجابَتِي المُبهمةِ الإجابةَ التّي يريد ، يريدُ حُبِّي

_"و إن كُنْتُ لا أفعل؟"

_"لا أدري..ألَسْتَ الرّائي!؟ جِدْ أنتَ حلّاً إذاً!"

حَاوَلْتُ أن أخلقَ بُعداً ما بيننا و أُوقِفَ تَقدُّمَه نحوي ، أرَدْتُ أن نستكملَ الطّريقَ نحو المدرسةِ قبلَما نتأخَّر ، لكنَّه ما شاء ، أحاطَ جسدِي بهدوءٍ ثم ضمَّه إلى جسدِه ، و بخمولٍ ساحرٍ قرَّبَ وجهَه منِّي ، و همس:

_"أُحِبُّكِ!"

.
🪄
.
🪄
.
🪄
.
🎩يتبع🎩

غود مورنينغ🌞🌞
هوني هنا🥺💓💓💓
جاءَتْ لتعبِّرَ لمرّةٍ ذاتِ رقمٍ مجهولٍ بأنَّها تحبُّكم ، و تحبُّكم جدّاً بحيثُ عجزت عن الوصف🥺🥺💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓
لاف يووو😭😭💗💗💗💗💗🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

الرَّائي~نيشيمورا ريكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن