3

904 81 51
                                    

مَضَى وَقْتُ الحِصَصِ الدِّراسِيَّةِ بِبُطءٍ مُهلِك ؛ لَمْ أنْظُرْ مُطْلَقَاً إلى أيِّ مُدَرِّس ، انْشَغَلَ ذِهنِي كامِلاً بحَرَكاتِ الفَتَى المُرِيبِ إلى قُربِي.
ما فتَحَ فاهَه ، ما وَجَّهَ لِي أيَّةَ كَلِمَةٍ مِن بَعدِ ما تكهَّن مُصِيْباً باسمِي ؛ يَكْتَفِي بِمُتابَعةِ الدُّرُوسِ كَما و تماماً أكْتَفِي بِمُتابَعَتِه أنا

_"يا أنت..ألنْ تخبِرَني من أينَ لكَ بمعرفتِي؟"

_"لا"

أجَابَنِي بارِداً و دونَ أنْ يُكلِّفَ ذاتَهُ بِالتِفاتةٍ واحِدَة ؛ أَشْعُرُ و كأنَّه يُدَبِّرُ شَيْئاً ما بالتَّعاوِنِ معَ مُرْتادِي هذه المَدْرَسَةِ مِمَّن أسَأتُ لَهُم

_"ماذا قُلْت!؟"

_"لا تصْطَنِعِي القُوّة ، لَنْ ينفَعَكِ هذا فِيْ التَّعامُلِ مَعِي"

ازْدَرْتُ رِيقي بِصَبْرٍ مُنْعَدِم ؛ ما عدْتُ أسْتَطِيْعُ إيْجَادَ أيِّ وَسيْلَةٍ تُفِيْدُ في التَّعامُلِ مع مُرَيْبٍ مِثْلِه

_"ما تُريْدُ مِنِّي!؟"

_"أغْمِضِيْ عَيْنَيْكِ"

رُحْتُ أَنْظُرُ فِيْ وَجْهِهِ غَيْرَ مُسْتَحْسِنةٍ غَيْرَ مُسْتَوْعِبة ؛ كانَ قَدْ غَيَّرَ في تَعَامُلِه التَّجاهُلَ و باتَ في وَجهيْ يَنْظُر مُذْ طَرَحَ أمْرَهُ العَجِيْب.
مَضَى وَقْتٌ مَجْهُولُ التَّعْرِيْفِ بِنَا عَلَى ذَاتِ الحَال ، بَدَّلَه كَمَا يُرِيْدُ إذ سَمَحَ لِراحَةِ كَفِّه بأنْ تُلامِسَ جَفْنَيَّ فتُسْدِلَ سِتَارَهُما.
تَرَاءَتْ لِي مَسَاحةٌ شاسِعَةٌ خَضراءُ إذْ تَمَكَّنَ دفءُ راحَةِ يَدِه من وَجهِي ، تَظْهَرُ مِن فَوْقِها أغْنَامٌ بَيْضاءُ يافِعةٌ تَتَراكَضُ و تَتَدافَع ؛ و مَع أنَّها قَبِيْحَةٌ إلى حَدًّ ما ، بَيْدَ أنَّ مَرَحَها أنْعَشَ رُوحِي.
رَفَعَ يَدهَ أَخيْراً ، فَفَتَحْتُ عَيْنَيَّ من فَوْرِ ما فَعَل ؛ وَجَدْتُه يَنظُرُ إليَّ هادِئاً ؛ هالَني ما رَسَمَ في عَقلِي من مَشهَد منذُ لحظَات ، فما عَرَفَتْ مَلامِحي بَيانَ مُغايِرٍ للدهشَة

_"مَهَمَّتِي سأنَفِذُّها ، أرجُو أَنْ تَختارِيْ مَعُونَتِي دُوْنَما إزعاج"

.
🪄
.
🪄
.
🪄
.
🎩يتبع🎩

لاف يوووو🥺🥺😭❣️❣️❣️

الرَّائي~نيشيمورا ريكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن