فصلٌ خاصّ: عودةُ الرّائي🪄

323 32 182
                                    

أساهي شيزوكا بطلةُ أوكاياما للتنس تشاركُ في بطولةِ آسيا للشّابّاتِ من بينِ قائمةٍ ضمَّتِ الكثيرَ من الأسماءِ الواعدةِ على مستوى البلاد
و قَدْ أبلَتِ الشّابّةُ البالغةُ من العمرِ سبعةَ عشرَ عاماً بلاءً حسناً في بطولةِ المدراسِ الأخيرةِ المنعقدةِ على مستوى الثّانويّاتِ في محافظتِها ، و تأهّلَتْ للبطولةِ الوطنيّةِ و حجزَتِ المركزَ الرّابعَ في ترتيبِ بطلاتِ البلاد ، كما يُذكَر أنَّها تأهّلَتْ للبطولةِ الوطنيّةِ لليافعين من قبلُ لكنَّها لم تشارك فيها للإصابة ، و يعوّلُ الكثيرون على موهبتِها في هذا العامِ خاصّةً من بعدِ أدائها المُشرِّفِ أمامَ بطلةِ اليابانِ الأكبرِ سنّاً كامادا ماي في نصفِ نهائيِّ البطولةِ المذكورة

لا أدري كم مرَّ من الوقتِ على أولى و آخرِ رحلاتِنا ، و لا أدري كم مرَّ على آخرِ لقاءٍ جمعَني بها ، ربّما عام ، نعم عامٌ كاملٌ مُذْ كنّا سويّاً ، في الثّالثِ من شهرِ أيّارَ في العامِ الماضي ، في آخرِ يومٍ لها في مدرستِنا ، يومَ قرّرْنا الانفصالَ معاً.
أراه قراراً جامداً غبيّاً جدّاً حتّى بعدَما أفكّرُ فيه للمرّةِ المئة ، لا أجدُ وراءَ اتّخاذِه دوافعَ منطقيّة ، كنّا فقط نمرُّ بفترةِ ركودٍ في حياتِنا ما زالَتْ ممتدّةً حتّى اليوم ، و لم نجد طريقةً لدعمِ بعضِنا البعضِ إذ كانَ الحالُ مشتركاً ، أذكرُ أنَّنا حسبنا الانفصالَ حركةً ستساعدُنا على التّجديدِ و اتّخاذِ القرارات ، بَيْدَ أنَّ كلَّ ما فعلَتْه بالنّسبةِ لي كانَ أن زادَتْني تعاسةً و قلقاً من المستقبل..
أعترفُ و مع صعوبةِ الاعترافِ أنَّني مشتاقٌ لها ، لم يحدث و عبّرتُ عن مشاعري بهذه البساطةِ إلّا فيما يخصُّها ، أنا مشتاق ، مشتاقٌ جدّاً.. مشتاقٌ لأيّامِ كنّا نمشي معاً و أيدينا متشابكة ، لأيّامِ كُنّا نسهرُ معاً حتّى آخرِ اللّيلِ نضحكُ و نلعبُ و ندرس ، لا أحدَ سيأخذُ مكانَها أبداً مهما طابقَ أساليبَها ، شيزو هي شيزو ، لا أحدَ مثلها..
رميتُ الصّحيفةَ من بينِ يديَّ و نهضْتُ من فوقِ الكنبة ، كنتُ قَدِ اشتريتُها صباحَ اليومِ عندما رأيتُ اسمَ شيزو في واحدٍ من العناوين الجانبيّةِ فيها ، و احتفظْتُ بها حتّى البيتِ لئلّا ألفتَ انتباهَ أحدٍ لما أشعرُ به.
لحظة ، يجبُ أن أقولَ شيزوكا و ليس شيزو.. لم تعد في إمكاني مناداتُها بهذه البساطة..
أتساءلُ الآن ما إن كانَ هنالك مشكلةٌ في أن أتّصلَ بها و أهنّئها على مشاركتِها في بطولةِ آسيا ، هي سعيدةٌ دون ريبٍ بهذا الخبرِ و أنا كذلك سعيد ، فأين المشكلةُ في اتّصالٍ بسيطٍ يعبّرُ عن هذا الفرح؟
ليس هنالك مشكلةٌ نظريّاً ، غَيْرَ أنَّني عمليّاً غيرُ قادرٍ على التّنفيذ ، ربّما سأضطرُّ لانتظارِ صدفةٍ تجمعُني بها كالتّي جمعتني بالخبرِ اليوم ، لديَّ إحساسٌ بأنَّ الأمرَ سيتمُّ كما أريدُ قريباً جدّاً ، فقَدْ سمعتُ من أكيرا أنَّها و عائلتُها انتقلوا للسّكنِ في شقّةٍ قريبةٍ من حيّنا منذُ أسبوع ، و من بعدِ العامِ الذّي قضوه في واحدةٍ بعيدة.
ألقيتُ بضعةَ نظراتٍ حولي أبحثُ عن أحدٍ يشغلُني عن الحديثِ مع نفسي ، والداي في العملِ الآنَ على الأكيد ، و لا تتواجدُ عادةً سوى مدبّرةُ المنزلِ في هذا الوقت ، لكنَّني لا أراها ، و لن تفي بالغرضِ طبعاً.
توجّهتُ نحو المطبخِ أبحثُ عن شيءٍ يسدُّ جوعي ، فوجدتُ المُربّيةَ منهمكةً بسقايةِ النّباتاتِ أمامَ النّافذة ، و على الأكيدِ بمراقبةِ أحدِ الجيران ، كنتُ سأفزعُها لولا أنَّ أبي حذّرني في المرّةِ الماضيةِ من إزعاجِها ، ليتَه لم يفعل ، فوّتَ عليَّ متعةً كبيرة!

الرَّائي~نيشيمورا ريكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن