23

334 42 44
                                    

ما اكتمَلَتْ عشرُ دقائقَ نِمْتُ فيها ، مضَى اللّيلُ عليَّ أنسجُ أحاديثَ و أحاديث ، أوَّلُ حديثٍ في السّلسلةِ جَمَعَني بريكي ، و الأخيرُ رقمُ مئةٍ و اثنين جمعَ أُختي بأكيرا المُتخَيَّل ، أمّا ما بين الاثنين ، فَقَدْ حُذِفَ نصفُه ، و شُذِّبَ ربعُه ، و بقيَ ربعٌ تنوَّعَتْ أطرافُه ما بين أربعَتِنا و أمِّي و أقرباءِ ريكي المُفتَرَضين و مُعجَبِي إيروكا.
و في اللّحظةِ التّي سيُقبِّلُ فيها الأميرُ أميرتَه ، رنَّ المُنبِّهُ يدمِّرُ في طريقِه ما أعرفُه من سُبُلِ تَعَقُّل.
طَلُعَ الصّباحُ و أنا ما نِمْتُ بعد ، سأغفو في الصَّفِّ الآن ، و على العادةِ سوفَ يثورُ عقلُ الجوزةِ في رأسِ مُدرِّسِ الفيزياءِ و سوفَ يطردُني.
نَهَضْتُ أبعدُ من السّريرِ ملولة ، ارتدَيْتُ ملابسِي ، و ذَهَبْتُ إلى الحمّامِ أهيِّئ نفسِي ، يجبُ أن أصطنعَ شبيهاً بالنّشاطِ أخدعُ عن طريقِه أمِّي قبلَ أن أغادر.
التحَقْتُ بعائلَتِي في المطبخِ أتناولُ الإفطار ، ثمَّ و بعدَ الوداعِ و أسفلَ أمطارٍ من شكٍّ خَرَجْتُ من المنزل

_"شيزوكا!"

استدَرْتُ نحو البابِ بعدَ لحظاتٍ من وصولِ النّداءِ إلى مَسمَعِي ، ما أحاطَ استيعابِي بادئَ الأمرِ بما حدث ، لكنَّني و بعدَ لحظاتٍ فَهِمْت ؛ شيزوكا تذهبُ إلى المدرسةِ بلا حقيبة ، و تراقبُ دونَ فهمٍ أمَّها تلوِّحُ بالحقيبةِ في الهواءِ ، لا مجالَ للشَّكِّ في أمرِها أبداً

_"طالبةٌ دونَ حقيبة ، أليسَ أسخفَ سببٍ تُطرَدين لأجلِه آنسة شيزوكا؟"

أخَذْتُ لوهلةٍ أُحدِّقُ في شكلِ الحقيبة ، لا قدرةَ لديَّ على أن أحرِّكَ ساكناً ، فطاقَتِي معدومةٌ لا أثرَ لها.
شَعَرْتُ بعدَ لحظاتٍ بحراكِ كتفِي ، ثمَّ رأيتُ الحقيبةَ تتحرَّكُ من بينِ يدي أمِّي ، بدَتْ و كأنَّها تسلِّمُها لأحدٍ ما ، حرَّكْتُ مُقلَتيَّ أخيراً ، فوقَعَتا على شخصٍ أعرفُه..
يا إلهي هذا ريكي!

_"لا تقلَقِي سيّدَتِي"

أحسَسْتُ بصوتيهما يتردّدان مرّاتٍ و مرّاتٍ إلى عقلِي ، لكنَّ آخرَ جملةٍ قالَها ريكي هي كلُّ ما فَهِمْت.
سَحَبَ يدي أخيراً يسيِّرُني إلى قُربِه ، فاستفاقَتْ لأجلِه مداركِي رغبةً في أن تنصتَ لما قد يقول ، إلّا أنَّه خيَّبَ رغبتَها ، و ما نطقَ و قَدْ بلَغْنا نصفَ الطّريق ، و لذا قَّرَرْتُ أن أبتدئ أنا الكلام:

_"ريكي.. أريدُ أن أعودَ و أنام"

_"لا أريدُ سماعَ كلمة! يا إلهي أكادُ أُجَنّ!"

_"لماذا؟ ماذا فَعَلْت؟"

وقفَ فجأةً يعترضُني ، و مع أنَّ عينيَّ لا يسمحان برؤيَتِه واضحاً ، لكنَّني رأيْتُه غاضباً ، و قَدْ أطَلْتُ في استنباطِ هذه الحقيقة ، إلّا أنَّه لا يخيفُني ، فهو و على أيّةِ حالٍ لطيف.
توقَّفَ عقلِي عن التّفكير ، و تركَ قيادةَ المشهدِ لصالحِ ريكي ، فما لديَّ من أتعابٍ جسديّةٍ يفوقُ الموقفَ أهميّة

الرَّائي~نيشيمورا ريكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن