18

347 50 36
                                    

انتهى الامتحان ، و قد أتمَمْتُ حلَّ الأسئلةِ على خَيْرٍ ما شَهِدَتْه ورقةٌ كُتِبَ عليها اسمِي منذُ وقتٍ طويل.
راقَبْتُ ريكي على نَسَقٍ مُكثَّف طوالَ الوقت ، بدا طبيعيّاً تماماً لا مُستجِدَّ في أمرِه ، و لذا أظنُّه قد احترمَ رغبَتِي و ما استكشفَ ما يتخفّى وراءَ ملامحِي الفاترةِ و تصرُّفاتِي المُضطرِبة ، بل أتمنّى.
كانَ يناقشُ أحدَ زملائنا بعيداً في الفاصلِ ما بينَ الحصص ، و أنا لا أزالُ أراقبُه بسكونٍ من حيثُ أجلس ، خائفةً على علاقَتِنا و قلبِي من أن يعرفَ ريكي بحُبِّي مجهولِ الإحداثيّاتِ فيرفضَه.
أحقّاً أُحبُّه؟ هل أراه حبيباً؟ أم أنَّ ما في قلبِي من مشاعرَ يعودُ للوحدةِ التّي اخترقَها هو و فرضَ في مكانِها وجودَه و إصلاحاتِه؟
أليسَ صديقاً؟ ألا يُفترَضُ به أن يكونَ صديقاً لا أكثر؟
شغلْتُ بالنّافذةِ وجهةَ نظرِي حالَ استدارَ عائداً إليّ ، و رُحْتُ لوهلةٍ أراقبُ جماعةَ طيورٍ تغادرُ مدينتنا مع اقترابِ رحيلِ دفءِ الصَّيفِ عنها.
عُدْتُ أطرحُ الأسئلةَ على نفسِي أشغلُها ، بدأتُ بسؤالٍ ما أجبتُه ، لماذا يُحتَجَزُ كلُّ ما في الحياةِ ما بين نهايةٍ و بداية ، أين العبرةُ في أن نكونَ دائماً محدودين؟

_"شيزو"

استدارَ نحوَه وجهِي دونَ العودةِ إلى حكمِ العقل ، فالعقلُ غاصَ في حالِ اضطرابٍ فرضَتْها على دواخلِي همسةُ ريكي المفاجئةُ العذبة.
وَجَدْتُه قريباً منِّي جدّاً ، كما هو في خيالِي ، و لكنَّ وجهَه قد تغيَّرَ إلى حدٍّ أخافَني ، أخافَ كلَّ جوارِحِي.
دفعَني برفقٍ كي أجلس ، ثمَّ مرَّرَ أصابعَه فوقَ أجفانِي يسدلُها ، فأعتمَ عليَّ الرّؤية ، و ما انتشلَ خيالَه منها

_"يمكنُكِ أن تُحِبِّيني بقدرِ ما شئتِ ، لكن بشرطِ ألّا توقعيني في حُبِّكِ ، هذا خَطِر"

فَقَدْتُ القدرةَ على ابتكارِ جملةٍ واحدة ، و ما شاءَ أن يضيفَ كلماتٍ إلى ما قال ، بذا مرَّ وقتٌ حقيقيٌّ بنا ساكتَيْن في العتمة.
أحالَ دون إنذارٍ العتمةَ نوراً ، حَسِبْتُني و لبطءِ عبورِ الضَّوءِ قد تمكَّنْتُ من فتحِ عينيّ ، إلّا أنَّ ما حدثَ مشهدٌ يرسمُه في أعماقِي هذا الرّائي.
سماءُ غروبٍ هي أساسُ ما يرسم ، تشكَّلَتْ ما بينَ غيومِها الخفيفةِ تكتُّلاتٌ ترابيّةٌ عُرِّفَتْ مع مرورِ الوقتِ على أنَّها جبال ، ثمَّ اكتملَتْ اللَّوحةُ بتوضُّعِ خيالينا فوقَ أحدِها

_"انظرِي"

أشارَ بيدِه نحوَ قرصِ الشّمسِ برتقاليِّ اللَّون ، يتخفّى عنّا شيئاً فشيئاً وراءَ الجبال و الأفق ، كما لو أنَّه أمسى ضعيفَ القوّةِ و ما عادَ يجرؤ على إظهارِ نفسِه.
اقتربَ منّي ريكي مُبالِغاً ، و صاعقاً مدارِكِي حاوطَ كتفيَّ بذراعِه ، ليسَ و كأنَّه طرحَ ما طرحَه منذُ دقائق

_"استفاقَتْ هذه الشَّمسُ صباحَ هذا اليوم ، و ها هي تغفو في نهايتِه ، و كما بقاءُ الطّيورِ في مدينتِنا ، كلُّ شيءٍ له نهاية"

_"ماذا تعني؟"

أبعدَ عنِّي ذراعَه ، ثمَّ التقطَ يدي يوجِّهُ سَيْرِي ، اصطحبَني إلى حيثُ يلتقي الجبلُ بإحدى الغيمات ، و دفعَ يدينا معاً في حلاوةِ انعدامِ ملمسِها

_"ستنتهي مهمَّتِي ، و سوفَ تنسين أنَّكِ قابَلْتِني ، إلّا أنَّني و إلى الأبدِ سأظلُّ أذكرُكِ ، هل فَهِمْتِني؟"

.
🪄
.
🪄
.
🪄
.
🎩يتبع🎩

قلبي🥺💗💗
سعادة هوني انتو🥺💗💗💗💗
لا تسمحوا لأي حدا يزعجكم أو يخرب يومكم ، و تذكروا دائماً ، أنتم أغلى ناس بالكون🥺🥺💗💗💗
لاف يوو😭😭😭💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓🪄🪄

الرَّائي~نيشيمورا ريكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن