الألوانُ فيما حولي تدورُ و تدورُ و تعودُ لي قاتمةً لا روحَ فيها ، فتزيدُ ببؤسِها شدّةَ العتمة ، و تمنحُ سكونَ اللّيلِ في منتصفِه وحشيّةً أعظم.
غالبُ أفكارِي سوداءُ اللّون ، رماديُّها مرُّ المذاقِ صعبُ الإحقاق ، و الأبيضُ منها أملٌ عقيمٌ لرغبةٍ مستحيلةِ المنال ؛ تلكَ حالُ رأسِي منذُ مُدّةٍ و ما من معين ، فالجميعُ يحسبُني غارقةً في السّعادةِ و الأحلامِ الورديّة ، كيفَ لا أفعلُ و قَدْ اقتربَ يومِي؟
سؤالٌ مُهِمّ ، لمَ لا؟
لن يزورَني النَّومُ في هذه اللَّيلة ، أؤمنُ بهذا مُذْ بدأتُ أفكِّرُ في آخرِ حصّةٍ تدريبيّةٍ مع المُدرِّبِ وحدَنا ، ما جاءَ ريكي ، و ما كلَّمْني لأيّامٍ لحِقَتْ لقاءَ أكيرا ، لا أعرفُ لو كانَ مُلِمّاً بما أفكِّرُ فيه ، أعني الأفكارَ الرّماديّة ، و التّي تتمحورُ حولَ خسارةٍ مقصودةٍ في نهائيِّ غد ، علّي بذلك أكسبُ فرصةً حقيقيّةً بوقتٍ مزيدٍ إلى قُربِ الرّائي رضوخاً لشروطِ جدِّه ، و على الرَّغمِ من أنَّه بدا غيرَ مُتحمِّسٍ إزاءَ هذه الفكرة ، بل و أغضبَتْه وقتَما جاءَ أكيرا على ذكرِها ، لكنَّها الآن تتغلَّبُ على توجُّهاتِي ، و أظنُّها هدفِي الجديد.
تنفَّسْتُ بعمقٍ أحاولُ تنبيهَ دواخلِي إلى استفاقَتِي ، ثمَّ تَرَكْتُ السَّريرَ لا أعربُ عن وجهةٍ واضحة ، ثمّةَ ما يقضُّ مضجعِي ، بيدَ أنَّني غيرُ قادرةٍ على تحديدِه ، و غيرُ قادرةٍ على التّعامُلِ معه من ثمَّ.
جَلَسْتُ مقابلَ المرآة ، تناولْتُ من على طاولَتِها مصباحاً يدويّاً صغيراً ، و ببطءٍ رحتُ أمرِّرُ ضوءَه على انعكاسيَ في المرآة ، ما رأيتُ شيئاً طبعاً ، و لذا استبدلْتُ وجهةَ الضّوءِ إليّ ، فظهرَ انعكاسُ موضعِه بعضَ الظّهور ، ثمَّ و أخيراً ، و جَّهْتُ فوّهةَ المصباحِ إلى السّقف ، و هنا بدوتُ في المرآةِ شبهَ واضحة ، تراءى لي وجهِي النّاعمُ ممتلئ الوجنتين ، أنفي المُحدَّد ، مرسَمُ عينيَّ الحادّ ، و أخيراً ، تراءَتْ لي ابتسامةٌ ما شعرتُ بخلقِها ، و ما رأيتُها من قبلُ بهذا الجمال ، كانَتْ ابتسامةَ فخرٍ أكثرَ من كونِها ابتسامةَ سعادة ، بتُّ أُحِبُّ نفسِي ، و أراها جميلةً مُزهرةً من بعدِ ما كانَتْ ذابلةً متعبة.
اقتربْتُ من المرآةِ أتفحَّصُ شعرِي ، أصبحَ أطولَ و أكثرَ ترتيباً ، خاصّةً بعدَما رتَّبَتْه لي إيروكا بحيثُ أمسى بطولٍ متناسق ؛ أبدو حلوةً مع بعضِ الاهتمامِ كما قالَ ريكي ، كيفَ لم ألاحظ كم كنت؟_"كم أُحِبُّكِ.. أكادُ أبكي.. لا أصدِّق"
قَفَزْتُ جَزِعةً أبحثُ عن مصدرِ الصَّوت ، و إذ بي و لشدّةِ انفعالِي أوقعُ المصباحَ أرضاً و أكسرُه ، الصَّوتُ الذّي أبحثُ عنه و الذّي أفزعَني صدورُه ليسَ إلّا صوتَ ريكي ، أمّا ما أخافَني في أمرِه أنَّه لمعَ في رأسِي فجأةً و دونَ سابقِ إنذار ، كما لو كانَ مُصدِرُه واقفاً إلى قُربِ مسمعِي منذُ برهةٍ و ما لاحظتُه
_"ريكي! أينَ أنتَ ريكي!"
_"معكِ.. على الدّوامِ أنا معكِ"
أنت تقرأ
الرَّائي~نيشيمورا ريكي
Fanfictionتجربةٌ جديدةٌ فريدة ؛ لم يسبقْ و توقّعتُ في عالمِنا تواجدَ قدرةٍ كهذِه و في يدِ فتىً مثلَ ريكي ، و لكنَّه يحيطُ علماً بكلّ ما آلتْ و ستؤول إليه حاليَ أنا! Riki🎩 Shizu✨ لا تستسلمي شيزو ، ما تزالُ الفرصةُ سانحةً دوماً لتحويلِ ركامِ حياتِنا إلى جنّة ؛...