37

247 35 12
                                    

الصّافرةُ الأخيرة ، أخذَ انتظارُها من صبرِي كلَّه ، و من احتمالِي ما فاقَه ، و لأجلِ نفادِ كلِّ هذا ، وَجَدْتُني آنَ حضورِها أفقدُ القوّة ، و أبكي كالأطفال في حضنٍ صاحبُه كان مجهولاً بادئ الأمر ، ثمَّ عُرِّفَ من فورِه في استيعابي على أنَّه شافي آلامي الوحيد ، هو الرّائي خاصّتي

_"لماذا تبكي بطلتِي؟"

لكنتُه هادئةٌ عجيبةُ السِّحر ، و سؤالُه ليس في جعبتِي إجابةٌ تناسبُه ، و لذا ضحكْتُ منه ، ثمَّ ابتَعَدْتُ منه أمسحُ و هو ماءَ تعبي ، كانَ باسماً يحدِّقُ في عينيّ ، ليسَ و كأنَّهما مجرَّدُ مقلتين باكيتين ، بل على أنَّهما لؤلؤتان رقيقتا اللّمعان ، تكنّان له كثيراً من مشاعر فيّاضة.
نظرْتُ و ريكي إلى الجهةِ الأُخرى بعدَ إحساسِنا بمُضيِّ وقتٍ طويلٍ على انتهاءِ النّزال ، كنتُ و هو نبحثُ عن الشّمطاءِ ذاتِها لأصافحَها ، ففي النّهايةِ هي منافسة ، و قدْ كانَتْ منافسةً شديدةً على الرَّغمِ من غدوِّها خاسرة.
خطوْتُ نحو الأمامِ أبحثُ عنها بين المتجمهرين من مدرستِها ، فوجدْتُها أرضاً تبكي لوحدِها ، و النّاسُ من حولِها يشاهدون اختلاجاتِها.
استدرْتُ عائدةً و وجهي لا يزالُ على اتّجاهِه ، فاصطدمَ جسدي بشيءٍ ما أرغمَني على نسيانِ أمرِ البكّاءةِ في الجهةِ الأُخرى ، كانَ هذا الشّيءُ صدرَ ريكي ، و يبدو أنَّه يطالبُني بألّا أنصرف

_"أهناكَ أيُّ شيء؟"

_"اذهبي إليها ، أريدُ رؤيةَ انتقامِكِ"

ودَدْتُ لو أعترض ، لكنَّه و على استعجالٍ دفعني أمامَه يتَّجهُ بي إلى يسارِ الشّبكةِ ، حيثُ أستطيعُ العبورَ إلى جهتِها ، ثمَّ و إذ وصلنا ، راحَ يشيرُ لي كي أتقدَّمَ بغيرِه ، و ثبتَ في مكانِه يمنعني عن العودة.
لم تكن و منذ البدايةِ غايتِي أن أنتقم ، فأنا لا أحبِّذُ هذه الأساليب ، كما أنَّني قد ذكرتُ فيما سبق ، لا أريدُ لها أن تعودَ فتلوِّثَ ما طهَّرَ ريكي في قلبِي.
افترقَتِ الجموعُ لأجلِ أن أعبر ، ذلك لأنَّهم عالمون بقواعدِ الرّوحِ الرّياضيّة ، و التّي تقتضي بأن يتصافحَ المتنافسون أيّاً كانَتْ نتيجةُ النّزال ، إضافةً إلى أنَّهم يريدون مشاهدةَ ما سيحصلُ بيننا في ظلِّ هذه الظّروف.
هبطَ جسمي أسندُه إلى إحدى ركبتيّ ، حتّى تسنَّتْ لي مقابلتُها ، نظرَتْ في وجهي وقتَما أحسَّتْ بتواجُدِي ، و تلهَّبَ وجهُها حقداً وقتَما تعرَّفَتْ إليّ.
الانتقامُ الذي في بالِي يقتضي بأن أضحكَ في وجهِها ، بَيْدَ أنَّني غيرُ قادرة ، ليسَ لأنَّني أخافُها ، و لكن لأنَّني أخافُ الخطأ في حقِّها

_"اسمعيني ، خَسِرْتِ في هذه المرّة ، و سأعملُ جهدي لتفعلي في المرّةِ القادمة ، و مع أنَّني مضطربةٌ إزاءَ هذا الأمر ، فأنا أعرفُ بأنَّكِ ستعودين أقوى فأقوى ، أتمنّى لكِ التّوفيق ، كما أتمنّى ألّا تخرِّبي مستوى لعبِكِ بأفكارِ المراهقين هذه ، أحسناً؟"

ما سبقَ و توقَّعْتُ بأنَّها ستكملُ الاستماعَ إلى كلماتِي و بهذا السّكون ، كما لم يسبق لي توقُّعُ أنَّ كلماتٍ كهذه يمكنُ أن تصدرَ منِّي ، و لأجلِ مستمعةٍ كهذه ، مستمعةٍ لا أظنُّ أنَّ لاستيعابِها القدرةَ على الإحاطةِ بفكرَتِي.
أخفضَتْ إلى الأرضِ عينيها ، فنَهَضْتُ أهمُّ بالانصرافِ متنازلةً عن الانتقامِ الذّي أرادَ ريكي ، لكنَّني وقَفْتُ إذ نادَتْ عليّ ، تعرفُ اسمِي ، في حينِ لا أعرفُ عنها مغايراً للمضربِ الذّي كُسِرَ بسببِها

_"لا تظنّي أنَّكِ أفضلُ منِّي!"

_"كنتُ أعرفُ على أيّةِ حالٍ أنَّكِ لن تفهمي ما أقول ، لكنَّني تمنَّيتُ ، علَّكِ تفعلين"

غادرْتُ موقِفَها أستعظمُ موقفِي ، ها أنا ، بالقوّةِ التّي أرَدْت ، و بالعظمةِ التّي تخيَّلْت و استبعَدْت ، لا يقفُ في طريقِي أيُّ شيءٍ ، و أستطيعُ تحقيقَ كلِّ شيء.
كانَ ريكي في مكانِه ما يزالُ واقفاً ، يشاهدُ ما كنتُ أفعل ، حاملاً وجهُه ابتسامةً فخورةً لم أكن أنتظر ، فقد حسبْتُني خيَّبْتُ أملَه بما فعلْت.
مدَّ نحوي يدَه يستعجلُني ، فتناوَلْتُها أتجهَّزُ لتقديمِ أعذارِي و اعتذاراتِي ، غَيْرَ أنَّه و بأسرعَ من هممي ، رفعَ إلى شفتيه كفِّي ، و قبَّلَها يبثُّ تيّاراً كهربائيّاً في نابضِي.
انتفضَ بي الشّعور ، و كدْتُ مستغربةً أسحبُ يدي لولا تماسُكِي في آخرِ لحظة

_"أنتِ بطلَتِي ، أعودُ و أخبرُكِ"

_"ألسْتَ منزعجاً لأنَّني ما انتقَمْت؟"

_"ما فعلْتِه كانَ أعظمَ انتقام ، هذا بالضّبطِ ما أرَدْتُ رؤيتَه"

حرَّرْتُ ثغرِي راضية ، ثمَّ سِرْتُ إلى قُربِه نحو المدرَّجاتِ لنستقبلَ التّهاني بالفوز ، و الفخرَ بي في وجهَي أمّي و أختي

.
🪄
.
🪄
.
🪄
.
🎩يتبع🎩

هوني هنا🥺❤️❤️
ميسسسس يوو😭❤️❤️❤️❤️
عم حاول كون هون دائماً بس الدروس ضد كلشي🥲💔
المهم تذكروا دائماً ، هوني تحبكم كثير كثير كثيرر🥺😭😭❤️❤️
و تتمنى تكونوا بخير و صحة جيدة دائماً🥺💞💞💞🍫🍫🍫🍫

الرَّائي~نيشيمورا ريكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن