17

364 46 35
                                    

غَرِقَ استيعابِي ، و ما احتوى أنَّني أسيرُ في شوارعَ لا أركِّزُ في أيٍّ ممّا يخصُّها ، و أكادُ أجزمُ بأنَّ طريقِي عبرَها و لو لم يقطَعْه ريكي في اللّحظةِ لأودى بي جحيماً مجهولاً.
كيفَ لن أتوهَ و أنا يحتلُّ خيالُ هذا الرّائي كلَّ رؤيَتِي؟ كيفَ لن أفعلَ و أنا لا أسمعُ مُغايراً لما قالَتْه أختي في حقِّ حُبِّه ليلةَ أمس؟
وَجَدَني في بدايةِ مُفترقِ طُرُقٍ و قبلَ أن أقطعَه إلى شارعٍ يُعاكِسُ دربَ المدرسة ، فحالَ دونَ أن أضيِّعَ على نفسِي امتحانَ الكيمياءِ من بعدِ ما أبلَيْتُ حَسَناً في دراسَتِها.
استوقفَني إثرَ محاولاتِ نداءٍ كثيرةٍ رددْتُ الشُّعورَ بها إلى الخيال ، ثمَّ و بعدَما تأكَّدَ من أنَّ الشُّرودَ هو ما أوصلَني ها هنا أخذَ كفِّي بينَ أصابعِه و عادَ بي إلى الصّحيح.
يبدو خلّاباً ، حضورُه وحيداً كفيلٌ بجعلِي أتغافلُ إلى أن يغيبَ عن كلِّ مشاكلِ حياتِي مُذ وُلِدْتُ و حتّى اللّحظة ، يبقي على مُصيبةٍ واحدةٍ قائمة ، مصيبةِ حُبِّه حديثِ المعرفة.
وَصَلْنا إلى المدرسةِ دونَما نتبادلُ كلمةً واحدة ، و بدأتُ أفكِّرُ في أنَّ عقلِي يجبُ أن يكونَ مُتفرِّغاً ساعةَ يكونُ قريباً ، فهو و في أيِّ لحظةٍ قادرٌ على أن يقرأ أفكارِي ، و ليسَ هذا بالتّأكيدِ ما أريد

_"اذهبِي إلى الصَّفِّ شيزو ، سألحقُ بكِ"

_"لماذا؟ أين ستغيب؟"

قطبَ حاجبيه مُستغرِباً ما قُلْتُ ، و لذا و بعدَ مختصرِ تفكيرٍ وجَدْتُه غبيّاً إلى حدِّ كادَ يقتلُني ، من أنا لأطرحَ عليه سؤالاً كهذا؟ من أنا لأتدخَّلَ فيما يخصُّه على هذه الشّاكلة؟

_"آسفة.. سأذهب"

تَرَكَني أغادرُ و ما نادى عليّ ، أنا أكيدةٌ الآن من أنَّ تدخُّلِي في أمورِه قد أزعجَه ، و قد يحولُ فيما بيننا فيزيدُ المسافةَ و يضاعفُها.
دَخَلْتُ الصَّفَّ و التزمتُ مكانِي بسكونٍ بغيرِ أن أنظرَ إلى أحد ، و رُحْتُ ما بين دفَّتَي كتابِ الكيمياءِ أضيِّعُ شعورَ الذّنبِ عمّا فعلت ، أكادُ أبكي ، و لا يحقُّ لي.
أحسَسْتُ بأحدٍ يقترب ، إلّا أنَّ الإحساسَ ما كانَ بثقلِ الهمّ ، فما استطاعَ رفعَ نظرِي إلى القادم

_"شيزو"

رَفَعْتُ بالتَّدرُّجِ وجهِي إلى لقياه ، همسَتُه صدرَتْ قريبةً منِّي حقّاً ، و قَدْ بلغَ عُمقُها حدّاً مهولاً ، حدّاً يغرقُني في ذنبِ ارتكابِ المصيبةِ أكثر

_"هل أزعجتُكِ؟ لا تبدين على ما يُرام"

أذابَ شعورِي بما له من لطفٍ حتّى خُدِّرَتْ مدارِكِي ، و ما عُدْتُ قادرةً على صياغةِ قولٍ أو فعل ، كيفَ يمكنُ لأيِّ إنسانٍ أن يكونَ عذباً كما هو ريكي؟
أومأتُ له بعدَ هنيهةٍ أنفي ما يفترض ، ثمَّ عُدْتُ أدَّعِي الانشغالَ بالكتابِ أمامي ، و الذي بالمناسبةِ كانَ كتابَ لغة ، و لم يكن كما حسبتُه كتابَ كيمياء ، و مع انعدامِ درجةِ الشّبهِ ما بين الكتابين

_"أخبريني بما يزعجُكِ إذاً ، ألا يقتضي وعدُكِ لي ألّا تخفي عنِّي شيئاً؟"

_"لا..لا أستطيع"

خبَّأْتُ فوقَ الكتابِ وجهي ، أخبِّئ معه سرِّي عميقَ الأثرِ هذا ، و نتائجَه عليَّ و على ملامحِي من اضطرابٍ غبيٍّ سيكشفُني ما لم تفعل قدراتُ الرّائي

_"سأعرفُه وحدِي على أيّةِ حال ، أنا أحاولُ أن أكونَ لطيفاً و حَسْبُ آنسة شيزو!"

_"هذا سرّ.. لا يمكنُكَ أن تعرفَه.. لا يجوزُ!"

_"لا أسرارَ ما بين الرّائي و فتاتِه ، سأعرفُه!"

همَمْتُ أتوسَّلُ إليه ، و همَّ يتمُّ تهديدَه ، بَيْدَ أنَّ حضورَ أستاذِ الكيمياءِ قد قطعَ على كلينا همَّتَه ، و تركَ له إذنَ التّفكيرِ بالامتحانِ وحيداً ،
مؤقَّتاً مع بالغِ أسفِي

.
🪄
.
🪄
.
🪄
.
🎩يتبع🎩

هلو
هوني تحبكم كثيراً جداً كثيراً حقّاً صدقاً 🥺💗💗💗💗💗
و تفتقدكم جميعاً حتى لو لم تستطع التواصل معكم و إخباركم🥺🥺
يوم سعيد🥺💗🍫

الرَّائي~نيشيمورا ريكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن