34

258 32 28
                                    

سرقَتِ الكرةُ الصَّفراءُ منِّي كُلَّ شيءٍ مُذْ قفزَتْ في الهواءِ ، سرقَتْ مفهومَ عَيْشِي ، هويَّتِي ، ذكرياتِي ، اهتماماتِي و أفكارِي.
غَفَلْتُ تماماً عن أمرِ الدّوامِ المدرسيّ ، و ما عادَتْ ذكراه إليّ حتّى أرغمَها صوتُ الجرس.
نَظَرْتُ نحو ريكي مذهولة ، كانَ طرفُ فمِه الأيمنُ قَدْ ارتفعَ إلى حدٍّ طفيفٍ لانشغالِه عن الابتسامةِ باللُّهاث ، و شعرُه تبلَّلَ في الاستراحةِ الماضيةِ بماءِ المغاسل ، أمّا قميصُه فَقَدْ تقطَّعَتْ أعلى أزرارِه لشدّةِ حماسِه.
أكادُ أجزمُ بأنَّها أجملُ إطلالةٍ لأيِّ لاعبٍ مرَّ على تاريخِ الرّياضة ، لا أعرفُ ما شدَّ إليه أنظارِي على هذا النَّحو ، ليسَ و كأنَّه باتَ متواجداً إلى قُربِي منذُ ساعاتٍ الآن

_"انتهى الوقت ، هيّا بنا"

ما استَطَعْتُ اتّخاذَ أيِّ قرار ، فَقَدْ سُلِبَ عقلِي و تغلغلَ شعورِي في متاهاتِ حُبِّه أكثر.
لا أميِّزُ حقّاً ، أهو قَدْ أضحى أكثرَ جمالاً؟ أم أنَّني أنا من لم ألاحظْ ما هو عليه من جمالٍ عظيمٍ فيما سبق؟
توجَّهَتْ نحوي خطواتُه وقتَما تأخَّرَتْ استجابَتِي ، و التقطَ المضربَ من بينِ يديّ بهدفِ إعادَتِه و بقيّةِ الأغراضِ إلى غُرفةِ الأدوات ، لكنَّني و خارجةً عن وعيي أمسَكْتُ بيدِه.
نظرَ نحوِي آنَ تَرَكْتُه ، فتراجَعْتُ حرجاً ، لا إجابةَ لديَّ إذا ما سألَني سببَ فعلتِي

_"مفتونةٌ بي؟"

زادَني سؤالُه حَرَجاً فوقَ حَرَجِي ، فقرَّرْتُ أن أغادرَ لئلّا تبانَ نتائجُ أقوالِه احمراراً في وجهِي ، إلّا أنَّه استبقَني الحركةَ و استوقفَ مسيرِي يعترضُه بجسدِه ، فَوَقَفْتُ جانباً لا أرفعُ إلى نطاقِ مُبصرِه عينيّ أخفي عنه ما في عُمقِهما ، و لذا ضربَ كتفِي بقبضَتِه يطالِبُهما لقاءً

_"يُسمَحُ لكِ بهذا ، أنا حبيبُكِ ، أم أنَّكِ قَدْ نسيتِ؟"

حبيبي؟
ردَّدْتُ قَوْلَه في خاطرِي مرّاتٍ و مرّات ، فابتسَمْت منتشية ، و لكي أقابلَه بلا خجل ، ما كشَفْتُ له مُقلَتيَّ قبلَما أخفيتُ في باطنِي تلكَ الابتسامة ، أرجو ألّا ينصتَ لما أضمر

_"لا.. و لكنَّني.."

_"هيّا و بلا أعذار ، سيغلقون الأبوابَ علينا ما لم نسرع"

رافَقْتُه إلى غُرفةِ الأدواتِ ثمَّ إلى خارجِ الصّالة ، و لكنَّني و آنَ سلكَ طريقاً مُغايراً لطريقِ صفِّنا توقَّفْت ، و ما انتبهَ إلى أنَّني فَعَلْتُ.
ما أنذرَ وجهُه بالخيرِ مُذْ بدأَ بنا هذا النَّهار ، بدا ساهماً في طيفِ فكرةٍ غامضة ، و حتّى أثناءَ استفزازِه عقلِي منذُ هنيهة ، بدا خارجاً عن العادة.
راقَبْتُ رحلتَه ساكنة ، و صُعِقْتُ حالَ انتهَتْ إلى غُرفةِ مُدرِّسِ التّربيةِ البدنيّة.
التفتَ ريكي يبحثُ عنِّي إلى قُربِ الباب ، ثمَّ أشارَ لي مُنفَعلاً من بعدِ ما عثرَ على موقفِي يسألُني أن أتبعَه ، فرَكَضْتُ إليه لا أعي بما أفعل

_"ستُعلِمين المُدرِّسَ بأنَّكِ جاهزة ، حسنٌ؟"

هزَزْتُ برأسِي و دَخَلْتُ إلى الغرفةِ إثرَه غيرَ مستوعبة ، كانَ المُدرِّسُ يقفُ في وسطِ الغُرفةِ ينتظرُ شيئاً ما ، و يبدو أنَّ هذا المُنتَظَرَ هو ريكي.
ألقى عليه التّحيّةَ و تبعْتُه فوراً ، أظهرَ المُدرِّسُ لأوّلِ مرّةٍ أمامِي ابتسامةً بسيطة ، ثمَّ نظرَ إلى ريكي يترقَّبُ شيئاً ما

_"شيزوكا جاهزةٌ أستاذ"

_"أهذا صحيحٌ شيزوكا؟"

أصابَني شيءٌ من توتُّرٍ إذ بتُّ مركزَ اهتمامِهما ، إلّا أنَّه ما دامَ طويلاً ، فَقَدْ بُعِثَتْ فيَّ قُوّةٌ من رمادِ أُخرى

_"نعم أستاذ!"

ضحكَ الأستاذُ و ربَّتَ على كتفِي واثقاً ، كما لو أنَّ المُرعِبَ السّابِقَ فيه قَدْ استُبْدِلَ اليوم بآخر مُراعٍ.
غادَرْتُ و ريكي على وجهِ السُّرعةِ مبنى المدرسةِ من بعدِ ما جئنا بأغراضِنا ، مسيرُنا كانَ ساكناً إلى حدٍّ يزيدُني قلقاً على حالِ رفيقِي العزيزِ ريكي ، فحالُه يوماً ما قَرُبَتْ هذه الحال ، و لذا أستهجنُها.
لَمَسْتُ يدَه أعيدُ عقلَه إلى الواقعِ المُعاش ، مالَ برأسِه نحوِي يتحقَّقُ مقصَدِي ، فوقَفْتُ أعترضُ طريقَه لما رأيتُ في عينيه من ضياع

_"ما خطبُكَ ريكي؟"

_"لا تعطي بالاً"

_"لماذا لا تخبرُني؟ ألسْتَ حبيبي؟"

حُرِّرَ وجهُه بضحكةٍ رقيقة ، و حُرِّرَ قلبِي من أغلالِ القلقِ قريباً من قلبِه ، كانَ قَدْ انخفضَ نحوِي و ما أحسَسْت ، ما فَعَلْتُ حتّى حاوطَ بردِي دفءُ ذراعيه

_"بلى ، و أنتِ حُلوَتِي"

_"ريكي"

ابتَعَدْتُ من ريكي حالَما سَمِعْتُ صوتاً خشناً ينادي عليه ، فرأيتُ عن غيرِ قصدٍ صاحِبَه ، حَسِبْتُه فيما سبقَ والدَ ريكي أو بالغاً في عائلتِه ، غَيْرَ أنَّه بدا يافعاً ، مُختلِفاً إلى حدٍّ كبيرٍ عن صوتِه ، و مع أنَّه ضخمُ الجسد ، لكنَّه ناعمُ الملامح

_"أهلاً"

رفعَ ريكي أحدَ حاجبيه مُستهجناً حضورَ الآخر ، ثمَّ دفعَني برفقٍ إلى خلفِ ظهرِه ، و زادَ بما يفعلُ اضطرابِي

_"أهذه شيزوكا؟"

_"ماذا تريد!؟"

_"أريدُ أن أخبرَك ، أنا و أختُ هذه اللّطيفةِ عدنا و التقينا"

.
🪄
.
🪄
.
🪄
.
🎩يتبع🎩

هوني هنا🥺❤️❤️❤️
اشتقت لكم كثيييرررررررر بالمناسبة😭😭😭😭
بدي خبركم إني رح حاول اكتب كل فترة و فترة ، لأنه صار في ضغط دروس🥲💔
المهم أتمنى تكونوا بخير ، و تدرسوا منيح و تكونوا سعيدين و مرتاحين💞🥺
و تتذكروا دائماً إنه هوني هنا ، و تحبكم كثييرررر🥺🥺🥺💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞
أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم أحبكم 🥺😭😭❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

الرَّائي~نيشيمورا ريكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن