21

347 49 74
                                    

تمنَّيْتُ لو أنَّ الزَّمنَ قَدْ توقَّفَ حالَ حُرِّرَ اعترافُ الحُبِّ من بينِ شفتَي ريكي ، تمنَّيْتُ لو أنَّ العواقبَ و المحاسنَ لا تحضر ، تبقى الكلمةُ في المنطقِ مُجرَّدةً من أيِّ نتائج أو اعتبارات ، تصبحُ أغنيةً تُردَّدُ على مسمعِي مرّةً تلو الأُخرى ، لا أمَلُّ منها ، و لا تتغيَّرُ نغماتُها أبداً.
أجهلُ حقيقةَ ما أخابرُ من مشاعر ، لا أعرفُ لو كانَتْ فَرَحاً بأنَّ قلبَ من يتوقُ إليه قلبِي يتوقُ إليَّ أيضاً ، أو حُزناً لأنَّ المحبوبَ هذا غيرُ ثابت ، و قَدْ يؤذيه هذا الحُبُّ بقدرِ ما يسعدُه مُضاعَفاً.
قَدْ أؤمنُ بصدقِ هذه المشاعر ، غيرَ أنَّني ما أزالُ أحاربُ توجُّهاتٍ مختلفةً للأفكارِ في رأسِي ؛ كيفَ يجمعُ الحُبُّ ما بينَ شابٍّ نقيٍّ مثاليٍّ و فتاةٍ فاشلة؟ أيُّ عدلٍ يقبلُ بإحقاقِ مثلِ هذه المعادلة؟

_"ما قُلْتِ أيَّ شيء ، أستبقين ساكنةً هكذا؟"

تجرَّأَ نظرِي فاحتوى وجهَ ريكي الرّاكد ، حدثَ و حافَظْتُ على لسانِي طوالَ الطّريقِ و مُذ كلَّمَني ، و ها هو الآن و في الصَّفِّ يعلنُ عن أنَّها فعلةٌ قَدْ أزعجَتْه.
تنهَّدْتُ مُحتارة ، ثمَّ وَضَعْتُ يدِي فوقَ كتفِه ، ماذا تريدُ أن تسمعَ منِّي يا أيُّها الرّائي؟

_"ما الذي غيَّرَ من رأيِكَ بهذه السُّرعة؟"

_"قرَّرَتْ أنْ أسمحَ لحُبِّكِ بالمرورِ إلى قلبِي ، سنقضِي هذا الوقتَ معاً على أيّةِ حال"

_"أتظنُّ الأمرَ مزحةً ريكي؟"

و على الرَّغمِ من داخلِي المُشتعل ، كلَّمْتُه على نحوٍ هادئ.
يتكلَّمُ عن الحُبِّ و كأنَّه خيارٌ تافهٌ ما أخذَ اتّخاذُه من وقتِه الكثير ، كما بالضّبطِ كُنْتُ أحسبُه و قبلَما ظهرَ في حياتِي هو ، و مع أنَّ الأمرَ قَدْ حطَّ على صدرِي صاعقاً بلا رحمة ، لكنَّه حقيقيّ ، فما يتغنّى به ليسَ حُبّاً.
ابتسمَ فجأةً ، ثمَّ اقتربَ منِّي يراقبُ بابَ الصّفّ ، ثمَّ و آنَ اطمأنَّ لأنَّ أستاذاً ما قدمَ بعد ، سرقَ قبلةً أُخرى أخذَتْ في طريقِها قلبِي بعيداً

_"أريدُ و منذُ البدايةِ رؤيتَكِ هكذا ، كلُّ ما فيكِ ينبضُ بأنوثةٍ طاغية ، لم أتوقَّع أن يفتعلَ الحُبُّ كلَّ هذا و بهكذا سرعة"

_"أنتَ لا تفهمُني ريكي.."

_"بل أفهمُكِ جيِّداً ، بَيْدَ أنَّني أحاولُ ألّا أتعمَّقَ أكثر ، لئلّا تكونَ هذه الذّكرياتُ إلّا دافئة"

أثقُ في أنَّ وجهِي أظهرَ ألواناً حُرّةَ الاختيارِ ما بينَ الورديِّ و الأحمر ، يتلاعبُ فيها السَّيِّدُ الرّائي بأدواتٍ من كلماتِه و نظراتِه.
غطّى عينيَّ بسكونٍ يعبثُ بتواتُرِ نبضِي ، و على العادةِ بدأَ ينسجُ مشهداً في رأسِي.
شكَّلَ الأزرقُ الدّاكنُ سماءَ الغسق ، و أخذَتْ تنبثقُ منه تدرُّجاتٌ حتّى أمسَتْ بحراً واسعاً ذا أمواجٍ صوتُ ارتطامِها بالصّخرِ حديثِ الظُّهورِ أكسبَ جسدِي رعشةً فريدةً مُحبَّبة.
ظهرَ الرَّملُ بالتّزامنُ مع صدورِ صوتِ طيورِ النَّورس ، و عاثَ كلُّ المشهدِ في باطنِي ألماً عجيباً حالَ ضمَّ أبي ، و ضمَّني إلى قُربِه مُتمسِّكةً بأصغرِ أصابعِه.
مضى وقتٌ طويلٌ مُذ رحلَ أبي و ما رأيتُه ، وقتٌ سمحَ لخيالاتٍ غريبةٍ بالتّمازُجِ مع ذكرى صورَتِه و حضورِه ، وقتٌ سمحَ للعالمِ بأن يؤذيني كما شاء ، فأنا ما عادَ لي ساعدان قويّان يتحدَّيان لأجلِي كلَّ الصُّعوباتِ و يهزمانها ، ثمَّ يضُمّانني بحنوٍّ إليهما ينسيانني القسوةَ التّي خابَرْت.
داهمَتْ خاطرِي فكرةٌ حديثةٌ فريدة ، في شكلِ ريكي كثيرٌ من أبي ، في طولِه الفارع ، في بياضِ بشرَتِه ، في حدّةِ ارتسامِ عينيه ، و في صوتِه الحنون ، ألهذا انجذبَ إليه قلبي؟
فَتَحْتُ عينيّ إثرَ ابتعادِ يدِ ريكي عنهما ، و أُخِذْتُ لوهلةٍ أتَّحقَّقُ ممّا حَصَدْتُ أحدِّقُ في وجهِه ، يشبهِهُ إلى حدٍّ كبيرٍ و واضح ، و على الرَّغمِ من فارقِ العمرِ الكبيرِ بين ريكي أمامِي و آخرِ صورةٍ لأبي في رأسِي

_"ريكي..أنت.."

_"أشبهُ والدَكِ ، هذا في الأصلِ سببُ اختيارِي لتولِّي هذه المهمّةِ عزيزَتِي شيزو ، لن ترفضي مساعدةَ من يملِكُ ملامحَ تحبِّينها"

.
🪄
.
🪄
.
🪄
.
🎩يتبع🎩

هلو🥺🥺💓💓
خبروني ، كيف أحوالكم؟ عم تدرسو منيح و تنتبهو على حالكم صح؟
تذكروا شو ما صار إنو هوني بتحبكم متل ما انتو و كيف ما كنتو و رح تضل تحبكم لآخر يوم بحياتها🥺🥺💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓

*ملاحظة : كلام شيزو عن أبوها مقتبس من كلامي أنا ، و يمكن بيحكي عني أكتر منها ، بس حبيت يكون اله مكان هون لهيك كتبته🤍*

الرَّائي~نيشيمورا ريكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن