25

351 41 16
                                    

انتهَى مسيرُنا إلى الصّالةِ الرّياضيّة ، فتحَ ريكي بتأنٍّ بابَها الضّخم ، و إذْ بنا لا نجدُ فيها أحداً ، و مع أنَّها نادراً ما تفرغ.
استبَقَني الدّخول يتأكَّدُ من سابقِ استنتاجِنا ، ثمَّ أشارَ لي فَتَبِعْتُه مُترَدِّدة ، ليسَ في هذه الغرفةِ ما يجعلُني أعدلُ عن بغضِها ، حتّى ريكي ذاتُه لا يستطيع

_"ما بكِ شيزو؟"

_"لا شيء"

كُنْتُ و فيما سبقَ سؤالَه أتأمَّلُ أساساتِ الغرفةِ و أثثِها ، أمّا فيما تلاه ، فَقَدْ بِاتَ وجهُه و ردودُ أفعالِي فيه مُقيِّداً نظري.
رفعَ طرفَ حاجبِه الأيمن ، و ضمَّ ذراعيه إلى صدرِه ، ينتظرُ ريثما أفهمُ الخطأ الذي ارتكَبْت و أصحِّحُه ، نفترضُ هذا قانوناً فيما بيننا يُمنَعُ اختراقُه ، لا مُخفيَّ بينَ الرّائي و فتاتِه

_"أعني لا يُهِمّ"

ازدادَتْ نظراتُه حِدّةً و ما نطق ، يوضحُ وقوعَ الخطأ الثّاني مُذ وَصَلْنا ، و يطالِبُ بأسرعِ الإصلاحات ، فقَدْ تجاوَزَتْ شيزو القانونَ الثّاني ، كلُّ ما يتعلَّقُ بفتاةِ الرّائي مُهمٌّ لديه

_"قصّةٌ قديمةٌ ريكي.. لا ضرورةَ تدفعُنا لفتحِ أبوابِها"

_"و من أقرَّ هذا؟"

أنا ، هذه إجابَتِي و هي موجودة ، إلّا أنَّني لا أجرؤ على طرحِها ، فَقَدْ يطرَحُني هذا الرّائي أرضاً لو فَعَلْت.
تقدَّمَ منِّي فجأةً ، أظنُّه سمعَ الإجابةَ دونَ حاجةٍ لوساطةِ الهواء ، و لذا تراجَعْتُ نحوَ الخلفِ خُطوةً احترازيّة ، لا أحدَ ينجزُ توقُّعاً مماثلاً لما قد يفعل

_"لا بأس ، ستخبرينني عندما يطمئنُّ لي قلبُكِ"

توقَّفَ يحفظُ مسافةً صغيرةً فيما بيننا ، و قد لانَ وجهُه على نحوٍ مؤذٍ ، و أبرزَ في بواطنِه عبثَ الخيبة.
انتَقَصْتُ أنا من المسافةِ في هذه المرّة ، و بتردُّدٍ غبيٍّ حاوَلْتُ التّواصلَ مع عينيه الغائبتين ، ثمَّ و من بعدِ ما كسِبْتُ حَربِي مع التّردُّدِ لامَسْتُ يدَه فشددْتُ إلى وجهِي ناظريه

_"و لماذا تحسَبُ أنَّه لا يفعل؟"

_"لو كانَ يفعلُ لما خِفْتِ منِّي شيزو ، تعالي الآن"

احتضنَتْ يدُه كفِّي بهمّةِ توجيهي ، فسَحَبْتُها أضمُّها إليّ و أُطالبُ ساكنةً بحقِّ الدّفاعِ عن النّفس ، عينا ريكي جَرَحَتا بسيفٍ من انزعاجٍ خاطرِي ، و وجهُه ما أبانَ أيَّ بشاشة ، هذا أكبرُ الذّنوبِ التّي ارتَكَبْت ، و على كثرَتِها

الرَّائي~نيشيمورا ريكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن