32

260 37 12
                                    

غَفَلْتُ كثيراً و ما أخبَرْتُ ريكي بأنَّ مَوعِدَ أخيه الأكبرِ و أُختِي لا يروقُني ، حدثَ و رسمْتُ الأمرَ مهمّةً مُذْ أُعلِمْتُ بهذا الموعد ، إذ يَصعُبُ تحذيرُ إيروكا ، فَقَدْ تتراجعُ عن خطوةٍ مُهمّةٍ في حياتِها بسببِ قلقِ رعناءَ مثلي لا تعرفُ أكيرا و ما قابلَتْه في حياتِها أبداً.
استذكَرْتُ الأمرَ في ظلِّ صمتِ ما بينَ الحصص ، و إلى قُربِ ريكي في الصَّفِّ ، كلانا ما نامَ طوالَ اللّيلِ كما ينبغي ، و كلانا سوفَ يُطرَدُ في حصّةِ الفيزياءِ القادمةِ ما لم يستطع سياسةَ النُّعاس

_"ريكي"

همهمَ مُخدَّرةً نواطِقُه فيما يحاولُ رفعَ وجهِه عن الطّاولة ، أخذَني تأمُّلِ شكلِه و مُحاولاتِه المُضحكةِ اللّطيفةِ لوهلة ، و كادَ ينسيني لمرّةٍ لا تُعَدُّ ما في جُعبَتِي من كلام ، بَيْدَ أنَّني تيقَّظْتُ للأمرِ آنَ تمكَّنَ من تثبيتِ رأسِه عالياً ، و باتَ الغرقُ فيه مفضوحاً مُحرِجاً

_"كيفَ حالُ أخيك؟"

سكتَ لوهلة ، و فركَ عينيه يغلبُ عليهما ضرورةَ التّركيز ، بدا و كأنَّ سؤالِي قد أثارَ عجبَه و استغرابَه ، ليسَ و كأنَّ طرحَ مثلِه في استقرائه متوقَّع

_"من أخي؟ أهذه مُزحة؟"

رفَعْتُ حاجبيَّ مستهجنة ، أستهجنُ ما يقولُ لا أفهمُ شيئاً ممّا يفعل ، أما يزالُ استيعابُ الرّائي خاصّتي نائماً؟

_"أما أفَقْتَ بعد؟ أعني أكيرا"

_"أكيرا ليس أخي ، أكيرا ابنُ عمِّي"

همهمتُ له غيرَ مُهتمّة ، لا تهمُّني حقّاً تفاصيلُ القرابةِ فيما بينهما ، جلُّ ما يعيثُ في خاطرِي أمرُ شقيقتِي.
حالَ دخولُ أستاذِ الرّياضياتِ المُفاجئ دون أن أتابعَ و ريكي سكّةَ الحديث ، و خاصّةً آن أدخلَ من بعدِه ابنَه اللطيف ، احتلَّ هذا الشّابُّ شيئاً من تفكيري مُؤخَّراً و في غيرِ حضورِه.
وقفَ الأستاذُ في عُرضِ الصَّفِّ ، ثمَّ أشارَ لابنِه فجلسَ في أحدِ المقاعد ، أبلغَنا بأنَّ ابنَه ضيفُنا لهذا اليوم ، و قَدْ أودعَ لديَّ هذا الخبرُ سعادةً ما استطَعْتُ ردَّ حقيقةٍ مرتبطةٍ بها إلى المنطق

_"لماذا لا تجلسين إلى قُربِه أيضاً؟ ألن تُسعَدِي أكثر؟"

التفتُّ إلى ريكي ، كانَ وجهُه قَدْ تخلّى عمّا كانَ له من خمول ، و تصلَّبَتْ ملامِحُه تعبِّرُ عن موقفٍ صارمٍ يتَّخِذ.
عادَ بي الخاطرُ إلى أنَّ ريكي ذو قدرةٍ على سماعِ ما أطرحُ على نفسِي من أفكار ، كِدْتُ و بغباءٍ أضحكُ من غيرَتِه ، و لذا و في سبيلِ كتمِ صوتِي ، قرَّرْتُ و بعدَ مُختصَرِ تفكيرٍ تغييرَ الموضوعِ و كأنَّه ما طُرِح

_"لنكمل كلامَنا.."

أشاحَ بوجهِه مُمتعِضاً ، رفيقي العزيزُ لا يصلحُ أن يُستَفَزّ ، فغضبُه مُريبٌ لا يُعرَفُ له تصرُّف.
لَمَسْتُ يدَه أعيدُ نحوي اهتمامَه ، و قَدْ نالَ منِّي ذنبُ مُضايقةِ أقربِ النّاسِ إلى قلبِي ، و ما عُدْتُ أستطيعُ مُشاهدتَه ساكنة

_"ريكي.. لو كُنْتُ قَدْ أزعَجْتُكَ فأنا آسفة.."

_"حَسَنٌ ، ستذهبين معي بعدَ المدرسة ، صحيح؟"

هزَزْتُ له برأسِي أوافقُ ما قال ، و دون أن أسألَه مَنحِي تفاصيلَ أجهلُها ، أثقُ في أنَّ الرّائي خاصّتي لن يضرَّ بي أبداً و مهما كُنْتُ لا أقدِّرُ ما يفعلُ في رأيه

_"ماذا عن أكيرا؟"

_"ما به؟"

_"طلبَ أن يقابِلَ أختي.."

افترقَ جفناه نهائيّاً يرميان عنهما أشكالَ النُّعاس ، و يودعان في وجهِه الذّهولَ عنواناً وحيداً.
نهضَ فجأةً و سارَ وحيداً نحو الخارج ، وقَفْتُ أجاري انفعالَه فيما بدأ ، ثمّ تجمَّدَ في مكانِه جسدِي لا يعرفُ اتّجاهاً.
أينَ يُفترَضُ به أن يذهب؟ لا مكانَ في كاملِ المدرسةِ يسمحُ له بالتّواصُلِ مع أكيرا ما لم يكن يحملُ هاتفاً ، و لو كانَ يفعل ، فلمَ العجلة؟
ما كادَتْ تمرُّ دقائق حتّى ظهرَ رأسُه أمامَ البابِ مرّةً أُخرى ، توجَّهْتُ نحوَه مُتسائلة ، فسارَ بي نحوَ الخارجِ دونَ سماعِ كلمةٍ واحدة

_"حذّريها شيزو.. لا يجبُ أن تراه قبلَما نقابلُه نحن"

همهمتُ له لا أفهمُ شيئاً ، ثمَّ تمسَّكْتُ بيدِه التّي مُدَّتْ لي في وقتِ ما كانَ وعيي عاملاً ، و سِرْتُ أحاذي خطواتِه أبعدَ من الصَّفِّ دونَ أسئلة

.
🪄
.
🪄
.
🪄
.
🎩يتبع🎩

هوني تحبكم كثيراً كثيراً كثيراً كثيراً كثيراً كثيراً كثيراً كثيراً كثيراً كثيراً كثيراً كثيراً كثيراً كثيراً كثيراً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً و تشتاق لكم أكثرررر😭😭💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞

الرَّائي~نيشيمورا ريكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن