الثاني

17.9K 1.2K 178
                                    

كانت تسير هنا و هناك..
تحاول إعداد الطعام.. حتى لا تنال سخرية والدها المعتادة حينما تفسده في كل مره...

بعد وقت.. فقد إستغرقت وقت أكثر من المعتاد.. حتى تحضر طعام الإفطار البسيط ...

وقفت مبتسمه وهي ترمق الطاولة الصغيرة المرتص عليها الأطباق بفخر شديد.. فهاهي اعدته بدون حرق البيض.. أو إفتعال أي من الكوارث ...
..

خرجت من المطبخ و صوت صياحها المرتفع يملئي الشقة...
_ بابااااااا... هيماااا تعال شوف بنتك اللي بكرا هتقعد الشربيني في البيت و هتاكل الجو منه...

خرج إبراهيم سريعا من غرفته بغيظ من صوت إبنته المرتفع...
: أي يابنتي الناس نايمة حرام عليكي...

وقفت أمامه و بسمة بلهاء سعيدة مرتسمه على وجهها.. ترمقه بعينيها الخضراء بتحدي شديد.. فاليوم لم يستطيع أن يسخر منها...

رمقها بلا مبالاة...
: وريني يا ستي البيض المحروق و لا البطاطس المفحمه...

جذبته من يدهُ..
_ تعال شوف بنفسك.. بس إنت فاكر آخر مره قولتلي لو عملتي الفطار مره في حياتك صح هديكي ألف جنيه..

رمقها بغيظ وهو يسير بجانبها...
: شكلك حاطة شويت جبن و طبقين مربه
و مسمياهم فطار

هزت رأسها بدون كلام... ثم مدت يده مشيره له على طاولة المطبخ الصغيره المرتص عليها الكثير من أنواع الفطار...

أخذ يرمق الأطباق المعده بعناية و بالأخص البيض..
و الكثير من الوجبات الخفيفه التي تعد للإفطار...

حك ذقنه بتفكير..
َ: بقولك أي يا زينب ما تجبيلي صينية حلوه كدا يا قلب أبوكي..

لم تفهم لما يريد تلك الصينية.. و لكنها لبت طلبه
و جلبتها له.. إلتقتها منها..
و قام برص الأطباق عليها.. تحت نظراتها المتعجبة..

_ ليه يابابا هتتعب نفسك و هطلع الفطار برا.. طب ما نفطر هنا و خلاص..

لم يعرها إنتباه.. ولكنه أردف بعدما رص الأطباق..
: هاتيلي ورده حمراء من الزرع اللي في البلكونه ده..

هزت كتفيها بعدم فهم.. ورحلت تحضر الورده...
بينما هو قام بصب العصير في كوبين.. و وضعهم على الصينية...

جلبت الورده.. وهي تتأفف بعدم فهم...
_ إتفضل يا بابا مش عرفه أي لازمتها...

إلتقت الورده.. و قام بوضعها على الصينية بطريقة رومانسية..
ثم حمل الصينية و خرج من المطبخ و خلفه زينب..
..

توسعت عينيها بغيظ شديد..
حينما وجدت والدها يأخذ الطعام و يدلف غرفته مردد بصوت عالي قبل أن يغلق الباب في وجهها...

فارسي الأجنبي ( من عالم آخر ٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن