فارسي الأجنبي ( من عالم آخر ٢)

الثالث و العشرون ج2

ال٣٣ج٢

كانت رائحة الخمر تفوح بشدة... تكاد تزهق الأنفاس السوية .. تختلط برائحة لفائف التبغ المحترقة.

فتح باب الشقة الفخمة التي تكاد تكون أقرب ل قصر صغير من شدة رقيها.. و فخامتها..

اغلق الباب خلفه  و تحرك للداخل وهو ينظر بذهول و تعجب لتلك السحابة البيضاء التي تملاء الشقة و رائحة الخمور..

ظهر التعجب على ملامحه وهو يبحث بعينيه في أنحاء الردهه حتي و جدها تجلس علي الأرضية المصقلة ممدده ساقيها العارية... وفي يديها لفافة التبغ تنفس دخانها بشرود

وعينيها تتطلع على ذلك الحائط أمامها و الذي يحوي علي العديد من الصور و الخرائط و الملاحظات

و كان في المنتصف صورة كبيرة ل إلياس أو أريان في الوجه واحد... و حول تلك الصورة باقي الشباب و حتي الأطفال في شكل دائري.... وعلي صورة وليد و وتين يوجد علامة (x) باللون الأحمر...

كانت تاخذ رشفه من تلك الزجاجة القابعة بجانبها و تعود ل لفافة التبغ تضعها بين شفتيها المغرياتان المصبوغاتان ب الأحمر القاني....

جلس بجانبها وهو يكاد يلتهما بنظراته الجائعة... مرادفا بتسأل متعجب

: مهدية اللعب بقالك فترة علي الحبايب .. ودي مش من عادتك....وصلتي لأي بقا.. ؟

نظرت لصورة أريان وهي تنفس دخان التبغ بصوت يبدو منتشي سعيد..مردفه بصوتها المغوي الجذاب
_ وصلت لحبيب قلب أمه اللي خانها و ساعد ال****

إبتسم بإعجاب بقوتها ولم يلقي بالاً ب تلك الكلمة الوقحة..

مردفا بعيون تلمح بشر و نبرة هامسة تقطر سوادً.. وهو ينظر ل صورة أريان.

: إيثان...!! إيثان...!! الخاين... اللي دمر مخطط سنين طويلة... اللي قضي علي ضربتنا القاضية... اللي فتح علينا أبواب الجحيم... إيثان... اللي عض الايد اللي اتمدتله و خان البلد اللي اتربي و عاش فيها... اللعين بدمائه اللعينة...

أومات له بفحيح أفعى سامة
_ أيوه... هو...أخيراً عرفت مكانه... كنت واثقة إن دمه اللعين هيخليه يحن لأخوه و يرجعله...

( أطلقت ضحكة مائعة خبيثة مكملة بسخرية )

_تحس ان الغباء بيجري في دمهم... بس يلا كله لمصلحتنا ... و دي كانت أولى أهدافي من دخول حياة إلياس...

اوما لها وهو يبتسم بقذارة يرمقها بنظره قذرة گ بسمتة
: ناوية علي أي يا أتارا...

نهضت بفستانها عذرا بتلك قطعة القماش التي لا تكاد تستر شيئا.. نافضة خصلاتها الطويلة خلف ظهرها... ثم تحركت بأناقة و تلك العيون تفترس جسدها من الخلف بنظرة ذئب جائع...