ال٣٥
بضعة أمتار تفصله عنها.. ولكن يشعر بخدر شديد في اطرافه.. لا يصدق.. انه يجلس في سيارته يدخن سيجارتة التي لا يعلم عددها و يهدر الوقت بعيدا عنها.. بعدما كاد يدفع عقارب الساعة حتي تتحرك سريعا و يحين موعد هذه العزومة التي دعته إليها الحاجة هانم بتخطيط من هنري و نوريتا..إبتسم بسخرية مره حينما جاء علي مخيلته صورة العجوزان الماكران.. وما يخططان له..
اخذ نفس طويل.. لا ينكر انه بعد تلك الزيارة الاولي لهذا البيت و رؤيته لها.. وهو بدأ في الشعور بالانانية و التفكير في الذات و ضرب كل قواعد المنطق و التعقل في عرض الحائط.
بعدما قرر تركها و العودة للمزرعة و المدينة الاجنبية مره اخري و أخذ العجوزان معه ... و لكن أنين قلبه اوقفه...جعله يفكر قليلا به..
أليس من حقه الراحة؟ أليس من حقه السعادة؟ أليس من حقه العيش بادميه..؟
لذا قرر التوقف عن دور الإنسان الآلي الذي يتخذه و يجمد مشاعرة أسفل طبقة من فولاذ...
حيث الألم أحرق تلك الطبقه ف إنصهرت أخيرا..
و تحررت مشاعرة المكبوتة و قد قرر إعطاء الفرصة لقلبة..
و السعي خلف هذه الماسة الغالية.. لن يتركها لغيرة سيأخذها حتي لو عنوة من أبيها.. و يفر بها بعيدا..سيكون أنانيا لأول مره و يفكر في قلبة و في ذاته المعذبة..
لا لن يتهاون في أنين ألامه مره أخري.. يكفي أكثر من خمسة وعشرون عام من الألم.. يكفي..
ولكن لماذا يجلس في السيارة الان منذ قرابة النصف ساعة.. يدخن سيجارتة كإنه محرقة وقود غير عابئ بصحتة أو نظرات الناس من حوله الفضولية عن جنسيتة و ديانتة...
ف مظهره يوحي بغربيتة و دخان سيجارتة المتصاعد من نافذة السيارة يوحي بأنه ليس من معتنقين الإسلام فكيف يكون مسلم ويدخن في نهار رمضان قبل أذان المغرب.. بكل صفاقة و وقاحة في الشارع و يزعج المارة بداخن السيجارة...
ولكنه لا يهتم..
نعم لا يهتم.. سكيون أنانيا ولا يهتم بأحد غير ذاته فقط.. هو وحدة فقط.اخذ نفس طويل من دخان سيجارتة يشبع به صدرة الذي يبدو انه لم يكتفى بعد من النيكوتين..
ثم نزل من السيارة وهو يمسك حقيبة ورقية انيقة بها شكولاة تبدو غالية الثمن...
أغلق الباب السيارة بقدمة غير عابئ بماركتها او ثمانها الباهظ..
إبتسم بسخرية
فهو ليس هذا النوع الذي يهتم بتلك المظاهر و الشكليات.. ولكن لم يكن امامه غير أن يرضخ أمام إلحاح إلياس بإعطائه جزء من نصيبة في تركة والده و الباقي إستغله إلياس نسب و أسهم في شركاته بإسمه هو " أريان" ...
أنت تقرأ
فارسي الأجنبي ( من عالم آخر ٢)
General Fictionهو ليس بصاحب الشركات و الإمبراطوريات.. وليس من أشهر رجال الأعمال.. بل فارس بسيط يعمل في احدي المزارع الخاصه بالخيول.. و المزرعة خاصه بعجوز كهل أصبح من الصعب عليه الاعتناء بها .. إستطاع هو بالنهوض بتلك المزرعة خلال السنوات التي قضاها معهم و أصبحت من...