part 70 A Silent Bomb

875 90 27
                                    

يتكرر الامر مرة اخرى. التون يفقد كل شيئ. يفقد وعيه ومعه جميع مشاعره. لا ذكريات عما كان او كيف كان او ماذا فعل او ماذا سيفعل. فقط لا شيئ. ﻷن الحقيقة, انه تبعثر مرة اخرى.

بالتأكيد ان اختفى تماما لن يستطيع قلبه اعادته. الا ان الوعي عاد, ومعه عادت حواسه.

وتذكر ماذا فعل.

في اللحضات قبل ان تصله النيران, قطع التون ساعده ورماه عاليا في السماء. شعر ان لا احد سيلاحظ, شعر انه كان اخف شيئ في الكون, اهدئ شيئ في الكون ولا احد سيلاحظ مايقوم به. وبالفعل. اللحضة التي استعاد التون نظره ووجد ان ساعده لازال في الهواء, رأسه نصف متشكل وعينيه تريان صدره فقط يكتسي باللحم قبل ان يتشكل جذعه السفلي, في لحضات.

كان سريعا جدا. سرعة تشكله تخطت ماكان يستطيع فعله سابقا. التون لايزال يصعب عليه ان يصدق انه قد تخطى عنق القنينة الذي علق فيه حين استسلم وهرب مع شيرلي. لا زال لا يصدق انه تخطى تلك المرحلة ووصل الى مااطلقت عليه فورزيكا, العظماء.

عينا التون بؤرة مظلمة, تريان فورزيكا على بعد مئات الامتار من السماء. يراها تنظر اليه وتبتسم بصمت, ولا تخبر احدا, تعلم ان لا احد يلاحظه غيرها, تعلم انه كان اهدئ من ان يُلاحظ, لكنها تختار ان تبقى صامته.

يكتمل جسد التون في الهواء, التنانين الصغيرة اسفله تطير في زوبعة وكأنها غربان. لا احد منهم يملك اذرع. كما كانت في القصص التي اعتاد ان يقرأها في طفولته, القصص عن المخلوقات الاسطورية. هذه التنانين الصغيرة لا بد انها كانت الولفرين, اضعف نوع من التنانين.

لكن, هل هم ضعفاء حقا؟ وان كانو كذلك, مامعنى الضعف بالنسبة للتنانين؟

التون لم يكن من النوع الذي يفكر كثيرا قبل ان يهاجم, الا انه- كما نوهت فينستيل- بات مختلفا.

اجنحته المنفردة تطابقت على بعض متقلصة وحادة لتقلل احتكاكه مع الهواء بينما يقوم بالسقوط الحر.

الفانا تخرج من جسد التون كأنها فقاعات حبر, فاناه كانت كثيفة كفاية لتسقط من ذاتها. اكثف من الهواء, ربما اكثف من الماء كذلك. بعد كل شيئ, هو استطاع ان يصل الى هذا النوع من الفانا بعد ماحاول لعدة سنوات ان يزامن فاناه مع بحيرات وادي الظلام حيث كانت فينستيل تراقبه يوميا.

التون يبتسم بتوتر.

يسحب ذراعه, الفانا تنفجر في كتفه مستعدة ﻷطلاق القذيفة. يسقط التون كالصواريخ. الارض تحولت الى بركة من الحمم تفقع في اماكن مختلفة من حرارة زفير التنانين الثلاثة. وهو يراقب الولفرين جيدا, يجد اثنين يطيران فوق بعض. يصل اليهما, قبضته تلكم الاول وتنفجر مع الولفرين تحته وخلال لحضات, يسحق الاثنين في البركه. الحمم تتفجر وتتبعثر وكأن نيزك وقع على بركه ساكنه. وعندما تهدئ الاوضاع, تنفرد اجنحة التون ويطفو فوق الحمم. الولفرين الاثنين متبعثران بين الحمم بينما ماتبقى من اجسادهم يحترق مسببا فقاعات سوداء تفقع مطلقة دخانا عفن.

re-embodimentحيث تعيش القصص. اكتشف الآن