part 45 back to village, back to sadness

5.4K 412 288
                                    

تسائلت مرةً. ان كان للحياة عبرة, قد تكون في محنة تخطيتها... في علوم طياتها وخبواتها, خبرتها و سرياتها. لربما كان فيها عبره, وفي بطانه العبر الدروس... هل تعلمت الدرس؟

ايضا, حتى لو لم ولن اتعلمها, او لم ولن ابصرها. أما كان من صاحب يبصرها في غيابي؟

ايضا, لمَ افكر الان بهذا؟

لربما لأن ما امامي الان ليس سوى سرداب من الظلمات, حيث لا الجمال حي ولا نفس ابية تستطيع التمثيل بالشجاعه.

ظلام حيث فراغ عقلي اجبرني على الرسم بخط ابيض... ذكريات مضت عليها سنون طوال. باب يُرسم, يُفتح, ومنه تخرج إمرأة بشعر طويل, بيضاء لا من الضلال ولا من طحين النساء بل من قلمٍ ابيض يرسم ما يذكره.

بابٌ اخر يُرسم, تفتحه برفق, تلقي على ما في داخله نظرة, تبقى تتأمل, تتأمل تتأمل ثم تتأمل. تغلق الباب برفق كبير حتى لا يظهر من صوت صرير باب قديم مهترئ شيئ.

وهناك تفتح شفتيها

[الحمدلله, روري لازال نائما.]

..................

آآه, نعم هي ليست هنا بعد الان.

"ربما, وحش كأياك لم يكن ليضطره نزع من ابسط المصائب ليؤاخذه عائلته, اهله وعشيرته."

مستحيل...

"خلقت لتكون وحشا... ماصورة الوسيم هذه الا غشاء يقيك من علوم الاعادي."

مستحيل

"ممكن"

مستحيل!

"استذكر قليلا, شيئ من معالم قلبك,دنايا نفسك التي لم تُنسى مهما حاول اياك, شيئ ابسط من ان يستذكر, انه في احلامك, في انعدام ثقتك بالناس وفي جانبك... انظر هناك, الا تراه؟"

بيأس رفعت رأسي,اجبرت عيناي المتورمتان على فقر الانغلاق, الاضواء كانت معدومة, و الحياة جد معتمه... العتمة في كل مكان, و لا ضوء يستطيع الوصول الى الاشيئ.

أكان العالم كئيبا كحاله الان.

"بل لم يستضاء البتة. لهذا انت لا تراه بالرغم من انه بذاك الوضوح .انك لا تراه. أاريك اياه؟"

مالم يرى الانسان شيئ يستضيئ به, لابد ان تميل الحياة... بعيدا, بعيدا جدا في اراغن الليل وليس في مساكن العلم و ليس في ديار الغنى... انا احتاج ضوء, ضوء يبين لي سبيلي واحلامي... احتاجه... احتاجه.

احتاجه لكن... مذ متى اصبت خيار اعطته الي الحياة؟

"اذا دعني اريك اياه."

لا, لا اريد الابصار.

".........."

دعنا لا نرى شيئا, دعنا لا نعلم امرا, دع حايتنا سرداب من الاسرار غير معلوم نهايته, لربما كذلك اعيني في قعر بئر سترى قناعتها وتنسى الانانية الحمقاء.

re-embodimentحيث تعيش القصص. اكتشف الآن