part 58 Sorry Sherly

819 126 21
                                    

بالتفكير بالامر... هو نظر الى طلقات المانا كأنها لعبة اطفال. كيف لا وهو استطاع ان يطلقها منذ طفولته. في طفولته لم يكن هناك طبيب يستطيع ان ينسخ مهارة الغيمة, او شيطان يمكنه ان ينسخ مهارة الحركة بعد ان يراها عدة مرات.
الان ريوبارد يعلم لم التون لم يكن يقاوم عندما ابرحه ضربا. التون لم يكن يهتم, ضرباته لم تكن تخيفه, لم تكن بالمستوى الذي يهدد حياته. اتسقبلها وكأنها ضربات طفل, وستغل الوقت يفكر كيف استطاع هو ان يتحرك هكذا... التون...
التون...
التون...
آل"توووووووووووووون!"
ريوبارد صرخ, عينه تنر الدموع وهي ترى كتفه لم يعد له ذراع... الالم....
يرى ريوبارد نفسه على الارض, يتقرفص ويتدحرج والصراخ لا ينقضي... الالم, ليس هناك مايمكنه ان يهدئ الم كهذا...
ليس هناك شيئ يمكنه ان يسكت دماء كهاته. تندفق الدماء كنافورة, وتغطي الارض التي تبعثر بها الثلج بلونه.
وجه ريوبارد يصير ابهت, صراخه يصبح اصعب واصعب, والدماء غسلته بالكامل.
والتون؟
مالذي يقوم به التون؟
تعصر يد ريوبارد على كتفه وهو نائم على صدره, ينظر الى التون بعينيه فزعتين... التون كان يضحك, لا يقوم بأي امر اخر. فقط يضحك...
"انت منفعل حقا," يقول التون. "مابك فقدت عقلك, هي ليست سوى ذراع, سيخف التدفق قريبا, وتموت من فقر الدم... لا اكثر."
التون على حق... ينظر ريوبارد الى ذراعه ويرى الدماء باتت تسيل بعد ان كانت تنفر... والبرد القارص بات ابرد من قبل, بات باردا للغاية وكأنه استهدف رأسه فقط...
الصداع في رأسه هائل... البرد حوله هائل... وقلبه ينبض وكأنه في سباق مع طائر طنان.
على هذا المنوال, لن يتمكن ريوبارد من الفوز ابدا... لن يمكن حتى من الحياة... كان مخطأَ, عليه الهرب.
يعض ريوبارد شفته السفلى, يزيع كومة من الثلج الى كتفه ليقلل تدفق الدم, وعينيه لا تكفان عن انزال الدموع. عرف ريوبارد ان العد التنازلي لخسارته قد بدأ حينما صار يسمع صرير في اذنه...
يقف ريوبارد, الارض تدور على رأسه ويقع على مؤخرته...
"ههههههه اانت احمق؟" يقول التون. "هيا قف, ارني شيئ اخر, ارني تلك الفقاعات مرة اخرى."
ريوبارد لا يسمع جيدا, لا يستطيع ان يفهم من كلام التون سوى السعادة في نبرته. ولا يستطيع حتى يصبح اكثر تعاسه, لم يعد يفهم الكثير... عليه الهرب.
يقف ريوبارد مرة اخرى, يترنح الى الخلف لكن قدمه تسنده. يعض شفته السفلى حتى تنجرح. وعينيه التان تصبحان ابهت وابهت تبات غير قادرة على النظر الى المسافات التي كن قادرة على رؤيتها.
ريوبارد يمسك كتفه. يحفز المانا في قدميه... ويختفي.
مهارة الحركة خاصته كانت من المستوى الرفيع, الا ان عينيه لم يكن بتلك القوة, تفادي الاشجار لم يكن يوما بالصعوبة التي كانت له الان... ولا يعتقد هو ان التون لن يلاحقه.
كلما تصبح عينيه ضبابية يعض لسانه او يركز في الم كتفه, ويعود الى وعيه. بالوقت ذاته كان يحرر طاقته محاولا تشكيل غيمته مهما كان الحجم.
"اتظن انني لن استطيع ملاحقتك؟" التون يصرخ من الخلف. "اخبرتك انه يمكنك الهرب مسبقا لكنك لم تستمع... لا فرص اخرى."
يرى ريوبارد سكاكينا تنغرس في الاشجار التي يحاول تفاديها.
"القادمة ستصيبك."
ثم تنهال عشرات السكاكين. يقفز هو على جذع شجرة ويستخدمه منصة للقفز الى جذع اخر, محاولا قدر الامكان ان يكون هدفا صعبا...
لكن؟
ماكان السبب؟
لم كان التون بهذه الصلادة؟ الم يكونو الشياطين اضعف الاجناس من ناحية القدرات الجسدية؟
التون لم يبدو مفتول العضلات, في الحقيقة كان يبدو انحف منه... لكن... اكان الامر مشابها ﻷعادة تكوين عظامه بالمانا في الا نهاية؟
فبعد كل شيئ, مقدار الفانا التي كان التون يحررها, لم تكن تمزح... الكمية لم تكن مضحكة كذلك...
كانت مهولة.
يفقد ريوبارد انتباهه للحضة, والحياة تصبح ضبابية. تنزلق قدمه من على محطها في الجذع, ثلاث سكاكين تخترق ضهره. ترتعش عينيه ويعود الى وعيه ليشعر بشيئ, يسحق خصره...
يسمع اظلاعه تتكسر, لكن لا يستطيع ان يرفع صوته ليصرخ...
كم كره الامر... عيناه نشفتا من البكاء.
ولن يرحب به الان سوى جذع يتحطم مع جسده, ويقع الى الجانب.
فمه يسيل دما, واحدى عينيه انطفأت, وعينه الاخرى بالكاد ترى التون وسط كومة من الضباب.
التون واقف, قدمه ترقد على صدره...
تضغط على صدره, وهو يتأوه...
"انك تملك اقوى هيكل رأيته حتى الان. علي ان اسلط الكثير من القوة فقط كي استطيع ان اكسر عظامك."
يسحب التون ركبة قدمه نحو صدره.
"هكذا."
ثم تنطلق قدمه الى نفس المكان, ويسمع كلاهما ثلاث طرقات من قفصه الصدري... ويبسق ريوبارد الدماء.
لكن ريوبارد لا يموت, قلبه لازال ينبض... ينبض وبخوف والم...
يرفع ريوبارد رأسه, وينظر الى التون...
فيرى شيرلي تطوف حوله, عيناها لم تكن يوما اكثر حزنا, وهي تنظر اليهما... تارة له وتارة ﻷلتون.
ريوبارد يقهقه...
"آل-تن" يقول ريوبارد, مع شهقة بين كل حرفين."ش-رلي..."
"نعم؟" التون يسئل.
وريوبارد يغمض عينيه...
"اقررت ان تموت؟"
نعم ربما حقا قرر... لم يكن يوما من السهل ان يرى شيرلي بذلك الحزن...
ريوبارد يقهقه...
ويعتذر الى شيرلي... مرة اخرى.
ثم تهتز الارض ويسمع التون يصرخ.
وابل من اللكمات وقع من السماء.
واحدة دفعت التون. العشرات ضربته, وواحدة سحب ريوبارد الى السماء.
كان هذا اعلى مستوى يمكن لغيمة ريوبارد ان تصل اليه.يفتح ريوبارد عينيه. هذه كانت اكبر غابة في العالم... شكلت ربع حجم القارة الوسطى.
ريوبارد لايمكنه ان يرى كل شيئ منها. لكنه يحاول ان يتذكر اي جهة لم يمر منها مسبقا... ثم تذكر... الشرق...
الحيوانات تأتي من الغرب والجنوب والشمال... لكن ليس الشرق.
وضع ريوبارد كل ايمانه في جسده...
انت لن تموت اليس كذلك؟
كان السؤال الى جسده.
تتأرجح القبضة التي تحمله من الغرب الى الشرق... عدة مرات حتى ترميه بأقوى ماملك من تركيز...
وجهه الذي سلط كل تركيزه الى غيمته بات مليئ بالعروق... عينيه لم تكن يوم بهذا الخدر.
لايذكر ريوبارد اي شيئ في حياته كان اشد الم من اليوم...
يفتح ريوبارد عينه... ليرى انه بات يطير فوق شلال او ماشابه...
تبا... ليس مجددا...
لا يظن انه هذه المرة سيكون قادرا على تشكيل سبعين حاجزا ليحمي نفسه من الارتطام...
عينيه تفرزان الدموع مرة اخرى...
انا حقا لا اريد الموت...
ثم يفقد ماتبقى له من وعي...
.....
.....
.....

re-embodimentحيث تعيش القصص. اكتشف الآن