ايام جيك الجزء الاول-45-

102 20 6
                                    

قبل عدة سنوات...

كان جيك يجلس مع أخاه الصغير في غياب والده للعمل في الخارج، و غيب امه المتوفى بسبب مرض كان مجهولا عليهم.

ها هو انا بمفردي هنا مجددا...اعتني بأخي الصغير الذي يبلغ الثالثة...والدي دائما في الخارج، يسافر و يرحل كثيرا، من بلدة، الى اخرى، و يتركني هنا بمبلغ بخس...

احيانا ساخرج للجيران الذي يسكنون في الغرفة المجاورة لنا، اسلم عليهم، و استاذنهم طالبا منهم بعضا من الطعام، كانو كريمين جدا، او ربما هذا ما اعتقدت قبل ان اسمعهم يتحدثون عني، كوني شخصا لا يخجل و شحاذ يطلب منهم، و لا يأباه بحالهم...

مرحبا ابي..

قلت و بين يدي هاتفي، و في اذني سماعة اذني اللاسلكية، في خلفية ذلك المنزل يسمع صوت صدى بكاء اخي الصغير.

اعتني باخاك جيدا الى ان اعود، هذه المرة ساضمن مبلغا كبيرا من المال، لانني والدك العامل النشيط، و العبقري!

قال و ضحكت قبل ان اودعه.

ابي كان مخترع، و مصمم ميكانيكي، فاز محليا بالمركز الأول مرات لا تحصى، و فاز عالميا بالمركز السادس، رغم هذا لم يتغير شيء، كانت تلك مجرد انجازات لا تعطي اي قيمة مادية، فقط قيمتها محصورة بالجانب المعنوي لأسباب كنت ومازلت اجهلها.

الذين يكسبون تلك القيم المادية، و المفيدة بحق، كانو الرؤساء الذين لا يفعلون شيء سوا الجلوس على مؤخراتهم، بينما يجتهد العمال جسديا، و فكريا، لجلب احدث الافكار، و الاختراعات.

تعرفت في الخارج على صديقين، واحد اسمه مارتيان، و الاخر روني.
احببتهم كثيرا، ولكنني ايضا غرت منهم، شعرت انهم محظوظين بحياتهم اكثر، روني لم يتكلم مطلقا عن عائلته كما كان يفعل مارتيان، الذي كان فخورا بعائلته، لكنه يرى جانبا سلبيا، وهو غيابهم المستمر، ابتسمت عندها و تم سؤالي لما اضحك، و تسائلت، هل ابتسامتي لها صوتا خاص لا اسمعه؟

سجلني والدي في المدرسة نفسها، عندما قابلته كانت عينيه مرهقة، او اكثر ارهاقا، وهذا لم يكن جديدا علي يوما، كل عام و نصف عام اراه بحالة اسوء، و اتسائل، هل هم فقط يدفعون لك اجرة السفر لفائدتهم الخاصة؟ لم يرد علي ابدا.

عندها تذكرت، انه ان اردنا ان نسمع حقيقة شخصا ما، سنحتاج الى سماع ما يخرج من قلبه لا فمه، تماما كما حدث مع اولئك الجيران.

نمت لا ستيقظ على صوت سقوط شيء ما، ذهبت لأرى، انه كوب ماء، تعجبت، ثم ركضت سريعا نحو الباب الذي كان مفتوحا، خفت كثيرا، هل كان هذا لص؟ لا يمكن أن يكون اخي الصغير جاكسون...و نعم لم يكن هو، اغلقت الباب جيدا، ثم جلست و فتحت التلفاز حتى لا اشغل بالي بما حدث، ثم انتظرت اتصالا من والدي، وكان دائما ما يتصل في الساعة الواحدة مسائا، لكن هذه المرة لم يتصل في هذا الوقت، بل تأخر ساعتين حتى جاء اتصالا منه، رديت سريعا، و ربما لم يتوقع هذا الرد السريع لان ما سمعته منه كان.

مدرسة الكابوس||سومنيا بيونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن