كانت هازان تهلوس بكل تأكيد!
لا بد أن أحداً ما وضع لها حبوب هلوسة في شايها وهذا هو سبب وجودهم هنا!
على القرب منها، لكن بعيدين في نفس الوقت، كأنهم سراب، شخصيات تمثلت بسبب خيالها المفرط، لا يمكن أن يكونوا حقيقيين.
وبسرية رفعت كوب الشاي إلى أنفها، وراحت تشمه باحثة عن آثار لرائحة غريبة ما، لربما كانت حبوباً بدون طعم أو رائحة!
ثم ضحك سنان ضحكةً عاليةً مرجعاً رأسه إلى الخلف، وشحبت هازان، لقد كانوا حقيقيين.حقيقيين جداً.
أنهت شايها بسرعة، لقد احتاجت إلى الاختفاء، أو أي شيء من شأنه أن يخرجها من هذا الجحيم الذي هي فيه الآن دون أن يراها أي من إيجة أو سنان، إذ لا بد أن جوكهان احتفظ بمعرفته بعودتها لنفسه، لكن أخبار عودتها كانت قد بدأت تنتشر، وفي النهاية، لا بدّ من المواجهة، وبقدر ما أرادت هازان أن تدفع حسابها وترحل، إلا أنها وجدت نفسها تجلس بهدوء وهي تحدق فيهم.
بدا الجميع بصحة جيدة، كما بدوا لها سعداء، كان سنان أوسم مما تتذكره، وكذلك جوكهان، في حين توهجت إيجة بشكل رائع وهي تهمس في أذن حبيبها.
حاولت هازان، حاولت كثيراً، أن تمنع أفكارها، لكنها ودون جدوى لمحاولاتها، راحت أفكارها تتجول في أماكن محظورة، ولم تستطع إلا أن تتخيل نفسها بجوار سنان، هل كانت ستتوهج أيضاً؟
بالطبع ستكون إيجة حذرة أمامها، أو ربما لن تكون كذلك بعد أن عززت وجودها في حياة جوكهان، لم تكن متأكدة تماماً، من المحتمل أن تتجادل هي وسنان حول شيء سخيف، لكنها ستكون ممسكة بيده تحت الطاولة، في حين يبتسم لها جوكهان ابتساماته الحلوة.
لم تستطع السماح لنفسها أن تنسى أنهم وبعد بضعة أيام سيحتفلون بالذكرى الخامسة لحفل تخرجهم الجميل ذاك، وربما الآن، في عمر الخامسة والعشرين، سيبدأ سنان بفتح موضوع الزواج، وكانت ستتردد، كان صبوراً، لكنه يشعر بالتوتر بسرعة ويوشك على الانفجار، وهنا كانت وظيفة هازان احتواؤه حين ينفجر، وتساءلت هازان من الذي قام بوظيفتها في احتوائه منذ رحيلها، لكنها لاحقاً بدأت تقنع نفسها بلا جدوى، أنها لا تهتم..
وفجأة حدث ما حدث بسرعة بحيث لم يكن لدى هازان وقت لمنعه، لقد التقت عيناها بعيني إيجة، التي نظرت بعيداً ونحو الأسفل محاولة احتواء صدمتها، لاحظ جوكهان التغير الذي أصاب حبيبته، لكنه كان يميل إلى تفويت ما هو واضح، فلم ينظر في اتجاه هازان، وعلى الأغلب سأل إيجة إن كانت بخير لأن إيجة هزت برأسها وقبلت خده مكافأة له على اهتمامه، وهكذا لم تنظر إيجة في اتجاه هازان مرة أخرى.
عندما عادت الأمور لطبيعتها، حدقت هازان بالصورة التي في يدها وأدركت أنه من الأفضل لها ألا تفقد نفسها فيما كان يمكن أن يكون، لقد انتهى كل شيء. صداقتهم انتهت، وأيامهم الجميلة معاً، كلها انتهت. ولم تكن قادرة على تغيير الماضي، كما لم تكن قادرة على التنبؤ بالمستقبل، ولهذا كان عليها أن ترضا.
أنت تقرأ
حُطام | BROKEN
Romanceشعر ياغيز بشيء يشبه الشفقة تجاه المرأة التي أمامه. لقد أقلقته هذه الشفقة إلى مدىً بعيد، لكن ما أثار اشمئزازه هو أنَ أحداً ما تمكن من تحطيم هازان شامكران إلى درجة جعلت من الصعب أن يتعرف عليها أحد.