كانت الساعتان التاليتان من حياة هازان كونها الفتاة التي اصطحبها ياغيز معه إلى الحفل عبارة عن زوبعة من المحادثات مع أعضاء مهمين للغاية في مجتمع الطبقة المخملية، بالإضافة إلى الكثير من النظرات المنزعجة من الفتيات الطموحات الغيورات، كما أنهما لم يرقصا أبداً.. وكان هذا جيداً بالنسبة لها، لأنه بفضل الكعب العالي الذي أجبرتها ياسمين على ارتدائه، لم يكن لدى هازان أي رغبة في الرقص..
لقد تعلمت هازان في هاتين الساعتين الكثير عن نفسها، وعن الرجل الذي كانت ذراعه عالقة حول خصرها..
لقد تعلمت هازان ان بإمكانها ان تكون باردة مثل ياغيز عندما يتعلق الأمر بالحديث مع أولئك الذين حاولوا التملق لها لمجرد أنها كانت بالقرب من وريث عائلة يلدز..
لقد ابتسمت وشكرت أولئك الذين أثنوا على ملابسها بصدق، وأعربت بصراحة عن أرائها دون تردد..
لقد استغرق الأمر بعض الوقت لتعتاد على الاهتمام الذي جلبته ذراع ياغيز الملتفة حول خصرها إليها، ولكن بمجرد أن اعتادت حتى أصبح كل شيء أسهل قليلاً..
أما بالنسبة لما تعلمته عن الرجل الذي كانت "فتاته" الآن.. حسناً.. في عالم ياغيز يلدز يمكن تصنيف الناس إلى ثلاث مجموعات: أولاً العائلة والأصدقاء، ثانياً: الأشخاص الذين يحتاج أن يكون لطيفاً معهم، وثالثاً: ما تبقى من البشر..
لقد كان لطيفاً مع الأصدقاء والعائلة، ومحترماً مع أولئك الذي يحتاج أن يكون لطيفاً معهم، ومنعزلاً مع باقي ما تبقى..
لم تكن هازان متأكدة من مكانها وسط كل هذا المجموعات، لكنها لم تهتم..
لقد شرح لها ياغيز عن الكارثة التي حلت على فتاته التي اصطحبها في الأساس، وهكذا تطوعت هازان لتكون فتاته المزيفة، وكل هذا امتناناً وعرفاناً لكل ما فعله لأجلها..
لقد كانت هازان تتوقع منه أن يتجاهل وجودها بينما كان يتحدث مع الآخرين، وكانت تتوقع منه أن يجبرها على لعب دور الأنثى المطيعة، لكنها كانت مخطئة تماماً..
لقد فاجأها ياغيز حقاً.. لقد كان لطيفاً ومهذباً، ولكنه في الوقت نفسه متحفظاً وبعيداً عنها تقريباً..
كيف تمكن من القيام بكل هذا في وقت واحد لم تعرف!!
في بعض الأحيان كانت هناك لحظات عندما اعتقدت أنها أثارت إعجابه، لكنه سرعان ما أخفى ذلك وراء قناع اللامبالاة، وفي بعض الأحيان كانت هناك لحظات اعتقدت فيها هازان أنه سيسخر من آرائها لكنها لم تضبطه متلبساً أبداً..
وبينما كانا يشاهدان عرض الألعاب النارية الجميل في منتصف الليل على الشرفة المزدحمة، استمعت هازان بذهول شديد وهو يشرح لها تاريخ حفل عشية عيد الميلاد التقليدي في قصر يلدز وذلك وسط دهشة الضيوف..
أنت تقرأ
حُطام | BROKEN
Romanceشعر ياغيز بشيء يشبه الشفقة تجاه المرأة التي أمامه. لقد أقلقته هذه الشفقة إلى مدىً بعيد، لكن ما أثار اشمئزازه هو أنَ أحداً ما تمكن من تحطيم هازان شامكران إلى درجة جعلت من الصعب أن يتعرف عليها أحد.
